طالبت المحررة والكاتبة الصحفية في
"واشنطن بوست" الأمريكية،
كارين عطية، خلال مقال جديد لها بمناسبة عام على مقتل الصحفي السعودي جمال
خاشقجي، بأن يتم الإفراج عن التسجيل الصوتي الذي لدى المخابرات التركية لكلماته الأخيرة قبل أن يتم قتله.
ودعت كارين في مقالها الذي ترجمته "عربي21"، الاستخبارات التركية إلى الإفراج عن تسجيلات القنصلية، قائلة: "يستحق جمال أن يسمع رفاقه السعوديون صوته بلهجته
السعودية المميزة، عليهم أن يسمعوا صوت قتلة جمال أيضا".
معتقدة أن "جمال كان سيرغب بذلك".
وكتبت تحت عنوان "دع العالم يسمع آخر كلمات خاشقجي باللغة العربية": "إذا كان هناك بالنسبة لجمال شيء شغوف به أكثر من أي شيء آخر، فهو وبكل يأس، أن يسمعه السعوديون ويقرأوا له ويفهموه، قبل أي جمهور، ثم في النهاية القراء من جميع أنحاء العالم العربي".
لذلك، رأت عطية أهمية أن تنشر الاستخبارات التركية التسجيل الصوتي الذي تملكه لآخر كلمات خاشقجي قبل مقتله.
وكان مسؤولو الاستخبارات الأتراك نشروا المزيد من التفاصيل عن كلمات جمال الأخيرة، لصحيفة ديلي صباح: "لا تبقي فمي مغلقا" ، وكذلك وفقا لما ورد في نص نشر باللغتين الإنجليزية والتركية: "أنا مصاب بالربو، لا تفعل ذلك. سوف تخنقني".
وشددت كارين وهي زميلة خاشقجي في الصحيفة، وصديقته، على أنه "يجب على السلطات التركية بث صوت جمال في كلماته الأخيرة باللغة العربية. يجب أن يسمع إخوان جمال السعوديون لهجته المميزة - كما ينبغي أن يسمعوا أصوات وهمسات قتلة جمال. لا يسعني إلا أن أعتقد أن جمال كان يريد أن يتم احترام رغبته في أن تُسمع باللغة العربية حتى النهاية".
ورأت أن ذلك "يمكن الجميع من سماع ندائه النهائي غير المعدل بترجمة أو تفسير. حتى في حالة الموت، يستحق جمال أن يُسمع صوته، وأن يسمعه أصدقاؤه وعائلته الذين يستحقون أن تتاح لهم الفرصة لمعرفة الحقيقة".
وقالت: "بالنسبة لأولئك الذين عرفوا جمال، كان إصدار التفاصيل بالتنقيط البطيء لمدة عام مؤلما. أود أن أتفهم أن الكشف عن المعلومات بذلك الشكل سيساعد على تحقيق العدالة. الآن، يبدو أن أحدث الإصدارات تبدو وكأنها محاولات مرضية لإثارة الرأي العام، وتسجيل نقاط سياسية، بدلا من السعي الصادق للمساءلة".
ولفتت النظر إلى مقال مؤثر للأستاذ في جامعة كولومبيا حميد دبشي، سأل فيه: "كيف يصرخ المرء باللغة العربية؟". وكتب أن أصوات جمال الأخيرة لم تكن باللغة العربية أو أي لغة معينة، بل كانت "الصرخات البدائية لشخص متعطش معامل بوحشية، من خلال تاريخ مستديم من الإساءة الطاغية".
وقالت: "لو كان جمال على قيد الحياة، لكان قد شعر بالتفاؤل من جوقة الصرخات العربية القادمة من شوارع السودان، ومؤخرا في شوارع القاهرة. في الربيع الماضي، ساعد المتظاهرون الشجعان في السودان على طرد عمر البشير. وفي الأسابيع الأخيرة، طالب شعب مصر بإقالة عبد الفتاح السيسي. إن صيحات الأمل والمقاومة العربية هذه هي دليل على القوة التي لا يزال الناس يستطيعون ممارستها".
وختمت بالقول: "ربما تأتي العدالة لجمال في نفس اليوم الذي يصرخ فيه الشعب السعودي نفسه بصوت عال، حتى يسمعه العالم، ليستحق حياة أفضل، وأن الصفقة التي تعرض عليه: التواطؤ مع النظام أو الموت، غير مقبولة".