لهذه الأسباب لن ينسحب الزمالك المصري من السوبر الأفريقي بقطر

شكك خبراء رياضيون في تنفيذ رئيس نادي الزمالك المصري مرتضى منصور لتهديده بعدم لعب مباراة كأس السوبر الأفريقي مع نادي الترجي التونسي، المقرر إقامتها بقطر، في موعد لم يتم تحديده حتى الآن.

وأكد المختصون الذين تحدثوا لـ "عربي21" أن الاتحاد الأفريقي "الكاف" لديه قائمة من العقوبات الصارمة سوف يتم تطبيقها ضد "الزمالك" إذا أصر على عدم خوض المباراة، وأن فريق "نهضة بركان" المغربي الذي كان وصيفا لكأس الكونفدرالية الأفريقي في نسختها الماضية، سيحل محل الزمالك بمباراة السوبر الأفريقي.

وكان منصور أكد في تصريحات صحفية لبرنامج "الزمالك اليوم"، أنه لن يخوض مباراة السوبر الأفريقي حتى لو كلفه ذلك الهبوط لدوري الدرجة الثانية، متهما رئيسة لجنة المسابقات بالكاف، بتصدير الأزمات لفريقه، وأنه لا يسكت على ذلك.

وقال منصور إن لديه العديد من الأسباب التي شرحها لـ"الكاف" في مذكرة رسمية تطالب بتغيير مكان المباراة، منها الخلاف السياسي بين حكومته وقطر، ما يجعل مشاركته بالمباراة دليلا على عدم وطنيته، بالإضافة إلى أن المباراة خاصة ببطولة أفريقية وبين ناديين أفريقيين، فما سبب عقدها بدولة آسيوية، معلنا ترحيبه بعقدها في تونس إذا أراد الاتحاد ذلك.

وفي تصريحات صحفية أخرى، طالب رئيس الزمالك بنقل المباراة لدولة الإمارات العربية، لأنها تتمتع بعلاقات جيدة مع بلاده، مشيرا إلى أنه يخاف على لاعبي فريقه من الخطف واستخدامهم كرهائن وأسرى، يتم تبادلهم مع قيادات الإخوان المسلمين المسجونين بمصر، وخص منهم خيرت الشاطر ومحمد البلتاجي.

وكان عضو لجنة المسابقات بالاتحاد الأفريقي "كاف"، شيهو ديكو، أجاب عن سؤال متعلق بمكان مباراة السوبر الأفريقي، قائلا: "من المعروف أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف" يمتلك عقدا مع الدولة القطرية من أجل إقامة السوبر الأفريقي لمدة 3 مواسم".


وأضاف ديكو: "ننتظر فقط الحصول على الموافقة على التاريخ، وعلى توقيت المباراة من المسؤولين بقطر، لإقامة مباراة السوبر الأفريقي بين نادي الزمالك المصري ونادي الترجي التونسي هناك، وفق العقد المبرم بين الكاف وبين المسؤولين بقطر".

عقوبات مغلظة

وفي تعليقه لـ"عربي21"، يؤكد الحكم الدولي المصري السابق ناصر صديق أن هناك عقوبات كبيرة تنتظر نادي الزمالك إذا أصر على عدم خوض المباراة، منها إيقاف النادي عن المشاركة في البطولات الأفريقية، سواء دوري الأبطال أو الكونفدرالية لمدة 3 مواسم، وتغريمه الحد الأقصى من العقوبات المالية التي تنص عليها لوائح الاتحاد الأفريقي.

وعن الحد الأقصى للعقوبات القارية، يوضح صديق أنها متعلقة بالعقوبة المقررة لانسحاب أي ناد من مباريات النهائي في بطولتي دوري الأبطال والكونفدرالية، وقدرها 100 ألف دولار، ولكن الأهم هو الحرمان من المشاركة في البطولات الأفريقية المختلفة.

وحسب الحكم الدولي السابق، فإن لوائح الاتحاد الأفريقي واضحة وصارمة، وهناك أزمات سابقة بين رئيس نادي الزمالك ورئيس الاتحاد، انتهت بتطبيق العقوبات التي قررتها لجنة الانضباط عليه، ومن بينها حرمانه من حضور المباريات الرسمية، وعدم المشاركة في الاجتماعات المحلية والأفريقية والدولية لمدة عام، وقد تم تنفيذ العقوبات رغم الاعتراضات التي أبداها رئيس الزمالك وقتها.

"جعجعة سياسية"

ويصف الخبير الرياضي والعضو السابق بمجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، بهاء رحاب، تهديدات رئيس الزمالك بأنها من باب الجعجعة والمزايدة السياسية التي اعتاد عليها لإثبات ولائه لنظام الانقلاب العسكري برئاسة عبد الفتاح السيسي، والذي يتخذ موقفا عدائيا من دولة قطر.

ويؤكد رحاب لـ "عربي21" أن القاعدة هي عدم إقحام الرياضة في الشأن السياسي، ولكن رئيس الزمالك بتصريحاته حول المباراة خالف هذه القاعدة، معتمدا على دعم النظام والاتحاد المصري لكرة القدم، موضحا أن البطولة لو كان تم تنظيمها في إسرائيل، فإن مرتضى منصور كان سيرحب وقتها باللعب هناك، عملا بشعار "لا سياسة فى الرياضة".

ووفق المسؤول السابق بالاتحاد المصري لكرة القدم، فإن "الكاف" سوف يطبق العقوبات المنصوص عليها في اللائحة الأفريقية، وسوف يخاطب الفيفا بهذه الإجراءات، إذا أراد تغليظ العقوبات على النادي، وهي عقوبات تصل لحد الحرمان من البطولات الأفريقية وتوقيع الحد الأقصى للغرامات المالية.

وتوقع رحاب تراجع منصور عن تهديداته، مشيرا إلى أنه لن يتحمل العقوبات المغلظة التي سوف يفرضها "الكاف" عليه، كما أن الاتحاد المصري لكرة القدم لن يستطيع دعمه أو مساندته في هذه القضية، ولن يصدر عن أي هيئة معنية بالرياضة في مصر ما يشير لذلك، وإلا كان من باب أولى إعلان مصر عدم مشاركتها في التصفيات القارية المؤهلة لكأس العالم 2022 الذي سيقام في قطر.

ويوضح رحاب بأن رئيس الزمالك سبق أن انسحب من بطولة العالم للأندية لكرة اليد التي استضافتها قطر قبل عامين، ولكن الوضع مع كرة القدم مختلف، لاختلاف شعبية اللعبتين، ولاختلاف نظام العقوبات أيضا في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عن اتحاد كرة اليد الدولي، الذي يرأسه المصري حسن مصطفى.