صحافة إسرائيلية

هكذا تلاحق مخابرات إسرائيل والسلطة إطار حماس الطلابي

محلل إسرائيلي: "أجهزة الأمن الإسرائيلية دأبت على إخضاع نشطاء الكتلة الإسلامية للرقابة الأمنية الصارمة"
محلل إسرائيلي: "أجهزة الأمن الإسرائيلية دأبت على إخضاع نشطاء الكتلة الإسلامية للرقابة الأمنية الصارمة"

قال كاتب إسرائيلي إن "حركة حماس تبذل جهودا حثيثة لزيادة نفوذها في الكتل الطلابية في الجامعات الفلسطينية بالضفة الغربية، تمهيدا لتجنيد طلاب في صفوفها، ما يمنحها تأثيرا متزايدا في الشارع الفلسطيني، ويثير قلق أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، خاصة أن أحد المنصات المهمة التي تلجأ إليها الحركة تتمثل في الكتل الطلابية ومجالس الطلاب في الجامعات". 

وأضاف أمير بوخبوط، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، بتحقيق مطول لموقع ويللا الإخباري، ترجمته "عربي21"، أن "ذلك يجعل الطلاب الجامعيين تحت مراقبة الأجهزة الأمنية الفلسطينية؛ خشية أن ينضموا لصفوف حماس، لكن التجارب التاريخية أكدت أن هذه المتابعة الأمنية لا تفيد دائما، فكثيرا من العمليات المسلحة تم التخطيط لها تحت الرادار الإسرائيلي، دون نجاحه في إحباطها بصورة مسبقة". 

وأوضح أن "هذه الهجمات تنجح رغم ما يبذله الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام-الشاباك من جهود كبيرة للعثور على الأشخاص المحتمل تنفيذهم لمثل هذه الهجمات، نحن أمام طلاب لا يشكلون تحديا أمنيا للسلطة الفلسطينية فقط، بل يسعون لتنفيذ هجمات مسلحة على المدى القريب، رغم أنهم طلاب وحيدون معدودون بين آلاف مؤلفة، لكنهم يشكلون قنبلة فتاكة متى ما أتيحت الفرصة أمامهم للانفجار بوجه إسرائيل".

وأشار إلى أن "أجهزة الأمن الإسرائيلية دأبت على إخضاع نشطاء الكتلة الإسلامية للرقابة الأمنية الصارمة، وغالبا ما يتم اعتقالهم إداريا في حال عدم وجود تهم محددة ضدهم، فيما تجري عملية مطاردة لهم، وهم يتنقلون من مكان لآخر بعيدا عن عيون أجهزة الأمن، ما يتطلب أحيانا اعتقالهم من قبل قوات المستعربين الخاصة من داخل حرم الجامعات الفلسطينية".

وأكد أنه "في بعض الأحيان، يتهم طلاب الكتلة الإسلامية إسرائيل بمساعدة الشبيبة، ذراع فتح الطلابي، لأنها تعتقل رموزهم في الجامعات عشية الانتخابات الطلابية، مع أن الفرضية السائدة في الجامعات الفلسطينية أن الإطار الطلابي الذي يعلن مواقف عدائية لإسرائيل يحظى بمزيد من الأصوات بين الطلاب في الانتخابات الطلابية، وهو ما من شأنه إشاعة مزيد من أجواء التوتر والعنف في الضفة الغربية". 

وأضاف أن "جامعة بير زيت تعد دراسة حالة لهذه الأوضاع، فهي تضم بين صفوفها 15 ألف طالب بمدينة رام الله، وتعد من أقدم الجامعات الفلسطينية، وينظر إليها المراقبون على أنها الترمومتر الخاص بالتوجهات السياسية الفلسطينية، وأي نتائج انتخابات طلابية تجري فيها تعطي مؤشرا طبيعيا على توجهات الرأي العام الفلسطيني، وانطباعا أوليا عما قد تسفر عنه أي انتخابات نقابية وتشريعية ورئاسية فلسطينية مستقبلية".

وأكد أن "التنافس القائم بين الكتلة الإسلامية والشبيبة يتجاوز كثيرا منافسات طلابية داخل أسوار الجامعات، إلى ما هو سياسي ونقابي خارج أسوارها، ولذلك فإن الطلاب التابعين للكتلة الإسلامية يعيشون أجواء مراقبة ومتابعة أمنية من أجهزة الأمن الفلسطينية والإسرائيلية معا، ويصل ذلك درجة أن يراقبوا أجرة الشقة التي يستأجرونها، ونوعية الأكل الذي يشترونه، والكتب التي يقتنونها".

وأوضح أن "تجارب السنوات الماضية تشير إلى أن الكثير من طلاب الكتلة الإسلامية انتقلوا من عالم الأكاديميا إلى حياة الظلال، التي تشير إلى انخراطهم في العمل العسكري، ويعيدون للأذهان نموذج المهندس يحيي عياش ابن جامعة بير زيت، الذي تخصص بكلية الهندسة، ومع مرور الوقت أصبح لديه الخبرة على إعداد متفجرات وعبوات ناسفة وتفجير مقاه وحافلات، من خلال انتحاريين يفجرون أنفسهم وسط الإسرائيليين".

وختم بالقول إن "كل ذلك يجعل الأوساط الطلابية الجامعية أحد المعاقل التي تحظى باهتمام أجهزة الأمن الإسرائيلية على مدار الساعة، وكذلك الفلسطينية؛ لأن طلاب الجامعات الفلسطينية منخرطون في المظاهرات الشعبية الفلسطينية، وأعمال التحريض ضد إسرائيل، خاصة من أتباع الكتلة الإسلامية الذين ينشطون في بث مفاهيم أيديولوجية حماس بين الطلاب، الداعية للقضاء على إسرائيل".   

التعليقات (0)