هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "إمبرينديدورس" الإسبانية تقريرا سلطت فيه الضوء على ظاهرة العمل من المنزل.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه قبل بضعة عقود، كانت الخدمات الوحيدة التي يتم تقديمها من المنزل هي الدروس الخصوصية من قبل المعلمين الذين يدرّسون المواد الأساسية، لكن في الوقت الحاضر، يمكن تكييف أي نوع من الأعمال للقيام به في المنزل.
وعلى الرغم من أن العرض كان دائمًا موجودًا، إلا أن تغيير عادات السكان هو الذي أدى إلى زيادة الطلب على العمل من المنزل، الذي وجد قبولا فوريًا بين رواد الأعمال المستعدين للعمل في أي مكان وفي أي وقت.
وأوردت الصحيفة أن هذه الظاهرة لم تؤثر على ساعات العمل فقط، بل تولدت عنها رؤية جديدة للترفيه، إذ أن معظم الناس يفضلون جو المنزل المريح على صخب الأماكن العامة. لهذا السبب، ظهر جيل جديد من الشركات التي تمكّن موظفيها من العمل عن بُعد.
المستهلكون الناضجون
نوهت الصحيفة بأننا أصبحنا أكثر تطلبًا أو بالأحرى أصبحنا ندرك أننا ندفع مقابل التمتع بكل خدمة. وفي كل مرة يكون لدينا هوية أكبر كمستهلكين، نقوم بتقديم المزيد من الشكاوى الرسمية إذا كان المنتج لا يحقق رغباتنا، مما يعني أننا إذا دفعنا المال مقابل خدمة ما فإننا نريدها أن تلبي جميع توقعاتنا.
بصفتنا مستهلكين ناضجين، فإننا نسعى للحصول على قدر أكبر من التخصيص، بحيث تناسب الخدمة جدول أوقاتنا والسعر الذي نحن على استعداد لدفعه، إلى جانب تلبية احتياجاتنا الخاصة التي تختلف أحيانًا عن الأشخاص الآخرين الذين يوظفون نفس الخدمة. لذلك، من الأسهل تقديم مثل هذه الخدمات في المنزل عن طريق دفع المزيد من الأموال مقابل ذلك.
مع أو دون مقر
أضافت الصحيفة أنه بما أننا لم نعد نتصرف كما كنا نفعل قبل 20 عاما، فإنه بات على المحترفين أن يتقبلوا أن احتياجاتنا تغيرت.
في الكثير من الحالات، يكون سبب عمل الكثير من الموظفين في شركة معينة هو توفير إمكانية العمل في المنزل.
ويبدو أن هناك نوعين من الأعمال المنزلية، تلك المخصصة حصريًا لهذه الطريقة في العمل، وتلك التي لديها مقر خاص بها.
اقرأ أيضا : وظيفة بقصر باكنغهام البريطاني مقابل 60 ألف دولار.. تفاصيل
وبينت الصحيفة أن الشركات الأولى التي اعتمدت هذه الطريقة في العمل، وجدت عدة صعوبات وعراقيل في تحقيق التوافق بين الموظفين المتواجدين في المقر وأولئك الذين يعملون عن بعد.
لكن استنادًا إلى التطبيقات التكنولوجية الجديدة، تمكنت هذه الشركات من تكييف تقنيات المبيعات الخاصة بها مع ملف تعريف عملائها.
عدم الحاجة إلى الخروج من المنزل
أكثر راحة: مما لا شك فيه أن المنفعة الأساسية التي يتمتع بها هؤلاء الموظفون هي الراحة، إذ لا يتعين عليهم التنقل من المنزل إلى مكان العمل وإنما كل ما عليهم فعله هو اختيار الوقت الذي يناسبهم.
فضلا عن ذلك، لن يضطروا إلى تقاسم المهام مع بقية الموظفين، الأمر الذي من شأنه أن يساعدهم في التركيز أكثر.
خدمات تلبي طلبات العميل: يمكن للعميل أن يقرر كيف يريد أن تكون الخدمة، خاصة أن الموظف عن بعد يتكيف بسهولة مع احتياجات العميل ويسعى جاهدا لتلبيتها.
المزيد من التقارب: إن العمل من المنزل يوفر للموظف بيئة مريحة وفضاء شخصيا، خاصة أن الكثير من الناس يشعرون بعدم الارتياح عند التواجد مع أناس غرباء في نفس المكان.
التعميم: قبل بضع سنوات، كان مفهوم العمل عن بعد غريبًا ويشمل النخبة، لكن في الوقت الراهن ساهم التطور التكنولوجي في جعل هذه الممارسة أكثر شيوعًا.
العمل وجهًا لوجه: الطريقة الأقدم في العالم للعمل، حيث أنها أفضل وسيلة لضمان تواصل نسق نمو الشركات.
الخدمات ليست اقتصادية للغاية
أبرزت الصحيفة أنه على الرغم من تعدد مزايا هذا القطاع، إلا أنه لا يخلو من النقائص ولعل أهمها الأمراض المنجرة عن الجلوس لفترات طويلة.
تكلفة أعلى: إن الموظف الذي يقدم هذه الخدمة يكون مجبرا على تغطية نفقات التنقل. ولكن عند تقديم الخدمة في مكان العمل، يمكن توزيعها على عدد أكبر من الأشخاص، وبالتالي يقع تقسيم النفقات.
سوء التنشئة الاجتماعية: من بين أحد أهم الأسباب التي تشجع على الانخراط في مثل هذه الأنشطة هو الاستفادة من خبرات وتجارب باقي العاملين عن بعد.
الدخلاء: أحيانًا يتم إسناد بعض المهام للموظفين عن بعد دون التثبت جيدا من خبراتهم ومؤهلاتهم، الأمر الذي أضر بشكل كبير بهذا القطاع؛ حيث أن العملاء عندما لا يتلقون الخدمة بجودة عالية يشعرون كما لو أنهم تعرضوا للغش.
المنافسة المحتدمة: إن سرعة نمو هذا السوق أدت إلى ازدياد عدد المنخرطين به، مما يتيح للعملاء المقارنة والاختيار بين الخدمات. في المقابل، ساهم هذا النمو في تكبّد الشركات الكبرى خسائر عدة.