هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للصحافية أليكس غورمان، تقول فيه إن مهرجان "أم دي أل بيست" الموسيقي يحمل مواصفات المهرجان الموسيقى الإلكتروني ذي الميزانية العالية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن من بين المشاركين في المهرجان أسماء كبيرة، مثل ديفيد غويتا وستيف أوكي، بالإضافة إلى أن قائمة الضيوف تضمنت العارضتين المشهورتين، جوان سمولز وأليساندرو أمبروسيو، والممثلين (آرمي هامر وإد ويستويك)، لافتا إلى أنه كانت هناك الكثير من طلاء الوجه الفلوري (من مادة الفلورسنت التي تتوهج في الضوء) والكثير من أضواء النيون.
وتستدرك غورمان إلى أن هذه الاحتفالات لم تكن في كاليفورنيا، ولا في صحراء نيفادا، لكن "أم دي أل بيست" أقيم في الرياض في السعودية، مشيرة إلى أن المهرجان الذي جرى خلال عطلة نهاية الأسبوع، اعتبره منظموه "أكبر حدث في المنطقة"، فيما يتهم الآن الكثير من المشاهير الذين حضروه بأنهم متورطون في "تحسين صورة" المملكة العربية السعودية.
وتلفت الصحيفة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي ينتقد فيها نجوم غربيون ومؤثرون لترويجهم للسعودية على أنها بلد سياحي، ففي أيلول/ سبتمبر أعلنت السعودية بأنها ستفتح أبوابها لاستقبال السياح الأجانب، مشيرة إلى أنه بالإضافة إلى توفير تأشيرات الزيارة، فإن الحكومة قامت بتغييرات تجعل من المكان أكثر جاذبية للسياح، بما في ذلك السماح للأشخاص الأجانب غير المتزوجين بحجز غرفة فندق معا، والسماح للنساء المسافرات وحدهن باستئجار غرف فنادق.
ويفيد التقرير بأنه بعد هذه التغييرات وافق عدد من المؤثرين، الذين لهم متابعون على مواقع التواصل الاجتماعي بمئات الآلاف، على رحلات مدفوعة الأجر يغطيها الإعلام للمملكة، وقاموا بنشر تعليقات متملقة على منصات التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن أكبر الأسماء لمن حضروا "أم دي أل بيست" لديهم متابعون يحسبون بالملايين، وفي الوقت الذي وثق فيه الكثير منهم تجربتهم في المهرجان على الإعلام الاجتماعي، كان من الملاحظ غياب أي ذكر لسجل المملكة في حقوق الإنسان.
وتورد الكاتبة نقلا عن الممثل آرمي هامر، قوله على "إنستغرام" إن المهرجان "بدا وكأنه نقلة ثقافية"، ورد الصحافي ياشار علي بسؤال هامر: "هل وجدت جثة جمال خاشقجي عندما كنت هناك؟"، أما مستضيفة البودكاست والكاتبة أميناتو سو، فغردت على "تويتر" معلقة على ثقافة المؤثرين بوصفها بأنها "قلة حياء".
وتقول الصحيفة إنه بحسب قصص "إنستغرام"، التي نشرتها عارضة الأزياء ثيودورا كوينليفان، فإن اميلي راتاجكوسكي، التي يتابعها 24 مليون شخص، رفضت دعوة مدفوعة لحضور المهرجان؛ لأنها غير مرتاحة لسجل السعودية في حقوق الإنسان، بالذات تجاه المثليين والمتحولين.
وينوه التقرير إلى إلى أن حساب ديات برادا على "إنستغرام"، الذي يحظى بمتابعة 1.6 مليون متابع، بسبب انتقاده لصناعة الموضة في قضايا السرقة الفكرية والتزوير الثقافي، قام بانتقاد ما فعله المؤثرون، مشيرا إلى أن ديات برادا استقبل بيانا من راتاجكوسكي، تفصل فيه لماذا رفضت حضور المهرجان.
وتنقل غورمان عن راتاجكوسكي، قولها في البيان: "من المهم بالنسبة لي أن أجعل دعمي لحقوق النساء والمثليين والمتحولين وحرية التعبير وحرية الصحافة واضحا، وآمل أن يجلب التقدم للحديث عن هذا المزيد من الانتباه للظلم الذي يقع هناك".
وتذكر الصحيفة أن الكاتب والمحرر فيليب بيكاردي، الذي عمل سابقا المدير التحرير الرقمي لمجلة Teen Vogue التي تصدر عن شركة "كوندي ناست" انتقد فعل المؤثرين، وقال على "إنستغرام": "خاب أملي جدا بأن أرى أشخاصا موجودين على قائمتي في (إنستغرام) قاموا بزيارة السعودية كجزء من حملة حكومتها لتحسين صورتها"، ثم كتب بعد ذلك: "كثير من الرسائل والتعليقات تدور حول تصوير السعودية على أنها تغيرت وبدأت تتقبل الغير، ويبدو أن الرحلات كانت منسقة مع الحكومة أو دائرة السياحة، لا يمكنك (شراء) مثل تلك الرسائل، وكيف كان وصف تجربتك هناك ملوثا من منظمي رحلتك وما تستطيع قوله وما لا تستطيع".
ويشير التقرير إلى أن سمولز وهامر وويستويك وإيمي جاكسون وأمبروسيو وغيرهم، كلهم نشروا محتوى عن المهرجان، وكذلك فعلت حليمة عدن، وهي أول عارضة ترتدي حجابا توقع عقدا مع شركة عرض رئيسية، لافتا إلى أن كلا من أمبروسيو وعدن اعترفتا بأنه دفع لهما لتقوما بالنشر.
وتقول الكاتبة إن مجلة Glamour UK، التي تصدر عن شركة "كوندي ناست"، تضمنت حملة ممولة عن المهرجان.
وتلفت الصحيفة إلى أن هذا المهرجان يأتي بعد أكثر من عام من مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، وتم تتبع جريمة القتل إلى الديوان الملكي السعودي، مشيرة إلى أن وصمة العار لا تزال تلاحق العائلة المالكة بالرغم من الإنكار المتكرر لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنه أصدر أمر القتل.
وينوه التقرير إلى أن ولي العهد يقود انفتاح المملكة، من خلال السماح للنساء بالسفر دون إذن ولي الأمر، وتزويج نفسها، وتولي حضانة الأطفال "بعد الطلاق".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه لا تزال هناك قوانين تحتاج موافقة الرجل، مثل مغادرة السجن، أو الخروج من ملجأ العنف البيتي، بالإضافة إلى أن النساء لا يزلن لا يستطعن نقل الجنسية إلى أطفالهن، بخلاف الرجال، كما لا يمكن لهن أن يوافقن على زواج بناتهن مثل الآباء.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)