هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يستعين مجموعة من العلماء بغواصة خاصة تبحر أسفل الجليد، لفك لغز تسارع ذوبان الأنهار الجليدية في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا).
ووصل فريق دولي من العلماء إلى نهر "ثوايتز" الجليدي في "أنتاركتيكا" ويستعدون للحفر عبر أكثر من نصف كيلومتر من الجليد في المياه المظلمة تحتها، وسوف يسمح البئر العميق البالغ طوله 600 متر للباحثين بإنزال غواصة آلية على شكل طوربيد، والتي ستكتشف الجانب السفلي من الجرف الجليدي لفهم سبب ذوبانه بسرعة أكبر على مدار السنوات الماضية. بحسب تقرير أرودته "الغارديان" وترجمته "عربي21".
وفقدت نهر "ثوايتز" الجليدي، الذي يعد جزءًا من الطبقة الجليدية في غرب "أنتاركتيكا"، ما يقدر بنحو 540 مليار طن من الجليد منذ الثمانينات. لكن القياسات الحديثة تظهر أن ذوبان الأنهار الجليدية يتسارع، مما يؤدي إلى إرسال المزيد من الجليد إلى بحر أموندسن (إحدى أفرع المحيط الجنوبي).
ويعد نهر "ثواينز" واحدا من أكثر الأماكن النائية في أقصى جنوب القارة القطبية، ويقع على بعد 1500 كيلو متر من أقرب محطتي أبحاث في القطب الجنوبي، ولقد استغرق وصول الباحثين إليه أسابيع لنقل أنفسهم ومعداتهم إلى موقع الحفر.
اقرأ أيضا: دراسة تحذر من اتجاه الأرض لـ"نقطة تحول عالمية"
وأصبحت الرحلة إلى المكان الذي يساوي مساحة ولاية فلوريدا الأمريكية، أكثر إلحاحًا هذا العام بعد أن كشف علماء وكالة عن تجويف هائل في قاعدته. حيث ذاب 13 مليار طن من الجليد خلال السنوات الثلاث الماضية.
ويستخدم فريق العلماء زلاجات مجهزة بالرادار فوق الجليد لرسم خريطة لسمك الجرف، في حين يقولون إن ارتفاع درجة حرارة القطب الجنوبي يؤدي إلى انزلاق الأنهار الجليدية إلى البحر بسرعة متزايدة.
وتحمل الغواصة البالغ طولها 3.5 أمتار كاميرات عالية الدقة، وأجهزة سونار، وأدوات لمراقبة تدفق المياه، وقياس نسبة الملوحة ، والأكسجين، ودرجة الحرارة.
وستتمكن من تحديد كمية المياه العذبة التي تتدفق من تحت الجرف الجليدي، وستختبر الغواصة الآلية أيضًا عينات من الرواسب الغارقة المتساقطة في الماء.
ويأمل العلماء في أن تؤدي البيانات التي سترسلها الغواصة إلى تحسين التنبؤات حول مصير الجبل الجليدي وحجم ارتفاع مستوى سطح البحر الذي سينتج عن ذوبانه، ويعتبر الذوبان الجليدي مسؤولًا بالفعل عن حوالي 4% من ارتفاع مستوى سطح البحر.