هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناول محللون أتراك، حراك أنقرة وموسكو الأخير والضاغط في الملف الليبي، مرجحين أن يتمكن الطرفان من إنهاء الأزمة الليبية المتواصلة منذ عام 2014 بين حكومة الوفاق الوطني بطرابلس، واللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يشن الهجوم على العاصمة منذ نيسان/ أبريل الماضي.
بدورها، قالت الكاتبة التركية، هاندي
فرات، إنه "تم تأسيس طاولة الحوار في موسكو، وما زالت عملية الحوار مستمرة،
والتي يحدد من خلالها المسار الذي ستسير فيه المسألة الليبية".
وأضافت في مقال نشرته صحيفة
"حرييت" وترجمته "عربي21"، أن تركيا لا تفصل المسألة الليبية
عن التطورات الجارية في شرق المتوسط، كما أن استراتيجيتها قائمة على الجانب
العسكري والاستخباراتي والسياسي في ليبيا.
وأشارت إلى أن أنقرة تحاول أن يكون
لها رأي في الساحة السياسية، باستخدام القوة العسكرية في مناطق الصراع من خلال
التهديد بالقوة التي تمتلكها، مضيفة أن "حفتر أجبر على الجلوس على الطاولة،
بعد عدم تمكنه من السيطرة على العاصمة الليبية بدعم من السعودية والإمارات".
اقرأ أيضا: تركيا: دعم الحكومة الليبية حقق التوازن وأوقف إطلاق النار
وتابعت الكاتبة، أن المسألة الليبية،
أظهرت آلية "التعاون في الصراعات" من جديد بين روسيا وتركيا، بعد إظهار
كل طرف تعاونه مع أطراف الأزمة هناك، موضحة أن "أنقرة ترى أن موسكو غير راغبة
في استمرار الفوضى بالمنطقة، بعد المسألة السورية، ولكن بما ينسجم مع
مصالحها".
ونقلت الكاتبة عن مسؤولين في الرئاسة
التركية، أن تلويح أنقرة وإظهارها التعاون العسكري مع حكومة الوفاق الوطني، عززت
الدبلوماسية لها، ما اضطر حفتر إلى قبول وقف إطلاق النار، ومن ثم الجلوس معها على
طاولة واحدة.
وتابعت، بأن الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، في عرضه لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، اتباع المنحنى السياسي في ليبيا،
والدعوة لتهدئة هناك، ساهم في دعم الحل السياسي ووقف إطلاق النار.
الدور الروسي
وحول مسار العملية التركية الروسية
في موسكو، أكدت على أهمية الدور الروسي في ممارسة الضغط على حفتر الذي قام بكسر
الهدنة مرتين سابقا، لافتة إلى أن الدور الإيجابي من تركيا وروسيا في الأزمة
الليبية، ساهم في خلق حراك أوروبي يسعى للتعاون في هذه العملية، والانضمام إلى
طاولة الحوارات.
وأوضحت أن الأزمة الليبية انعكست
سلبيا على أوروبا، وخاصة بعد انتشار اللجوء الليبي فيها، لذلك تسعى لكي لا تنهار طاولة
الحوار بين الأطراف الليبية، مشددة على أن التوافق بين روسيا وتركيا في الملف
الليبي، يضمن لهما الحفاظ على مكاسبهما في شرق المتوسط.
اقرأ أيضا: حفتر يغادر موسكو دون التوقيع على "الاتفاق"
من جهته، قال الكاتب التركي، أتشيتينار أتشيتين، إن روسيا وتركيا تعكسان مصالحهما الاستراتيجية والاقتصادية
المتعارضة في ليبيا، مشيرا إلى أن الواقع في التجربة الروسية بينهما قد يسهل
الطريق أمامهما في ميدان ليبيا، ولكن طاولة "البوكر" مزدحمة هذه المرة.
وأوضح في مقال له على صحيفة
"خبر ترك" وترجمته "عربي21"، أن تركيا وروسيا يحددان بشكل
واضح دورهما ومناطق نفوذهما في البلد الأفريقي، كما هو فعلا في سوريا بواسطة
"السلام" الذي سيفيد القوتين ويعزز من ثقلهما في شرق المتوسط.
التحول السياسي
وأضاف أن "المهم هو أن تتمكن
أنقرة وموسكو من استدامة وقف إطلاق النار، وينفذا تحولا سياسيا سريعا في خارطة
الطريق في ليبيا، وخاصة أنهما ليسا اللاعبين الوحيدين فيها"، منوها إلى أن
واقع موسكو مع حفتر يختلف مع واقعها مع دمشق التي تخضع لها دون أي قيد أو شرط.
ولفت إلى أن تركيا تريد ضمان
الاستقرار في ليبيا، لكي تتمكن من توسيع نفوذها في بلدان شمال أفريقيا.
وتابع الكاتب التركي، بأنه من الممكن
تكرار الهدنة التي تم التوصل إليها بسوريا في ليبيا، مصحوبة بتغيير في الأدوار،
حيث أصبحت أنقرة الضامن للحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة وتتقاسم الفوائد
الناجمة عنها مع موسكو.
وأضاف أن تركيا تسعى لكي تكون صاحب
التمثيل الأكبر نفوذا في ليبيا، مشيرا إلى أن القوات التركية التي أرسلت لعمليات
التنسيق هناك، هدفها أن تسيطر على زمام الأمور في طرابلس.
ونوه إلى أن أنقرة ترغب في أن يكون لها
موقف قوي في ليبيا، يتيح لها أن تمتد إلى البحر الأبيض المتوسط وأن تتدخل في
مشاريع التنقيب عن الغاز الطبيعي.
اقرأ أيضا: إندبندنت: هل أصبح الملف الليبي في يد روسيا؟
ورأى أن خطوة أنقرة وموسكو قد قضت
على حراك الاتحاد الأوروبي في الأزمة الليبية، وأن يكون له موقع على لوحة الشطرنج
هناك.
وأشار إلى أن موسكو ستواصل الحوار مع
حكومة طرابلس، لكنها من ناحية أخرى، فهي تدعم حفتر عسكريا، موضحا أن روسيا ترى أنه
أداة قد يقودها لاستعادة العقود ملايين الدولارات من النفط وإمدادات الأسلحة التي
خسرتها مع سقوط نظام القذافي.
وتابع أن روسيا تسعى لأن يكون لها
موطئ قدم بآبار النفط في ليبيا، فضلا عن أنها تعدها منفذا استراتيجيا في وسط البحر
الأبيض المتوسط.
وأكد على أن الاتفاق الذي تم التوصل
إليه مع تركيا، سمح للكرملين بالحد من وزن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حتى
الأمم المتحدة في مستقبل عملية السلام في ليبيا، لافتا إلى أن موسكو وأنقرة يلعبان
دورا تنافسيا في ليبيا كما سوريا، ولكنهما هذه المرة يخوضان مفاوضات مباشرة بينهما في
مجال نفوذهما في منطقة الصراع الجديدة في البحر الأبيض المتوسط.
وأشار إلى أن الأمور حتى اللحظة بين
الدولتين في ليبيا تحت السيطرة، وقد يجلبان "ربيع السلام" في البلد
الأفريقي على غرار "الربيع العربي"، ولكن مع ذلك يجب الحذر في ظل
الأرضية "الزلقة" هناك.