هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يشكل سائق سيارة
الأجرة عمر الصقور هو و80 سائقا آخرين في العاصمة الأردنية عمان خلية طوارئ، عبر
تطبيق "الواتساب"، لنقل مرضى السرطان مجانا من وإلى المستشفيات 24 ساعة
على مدار الأسبوع، في مبادرة إنسانية لدعم ومساندة المرضى والتقليل من معاناتهم.
الفكرة بدأت لدى الصقور نهاية العام الماضي،
عندما قام بنقل أحد مرضى السرطان لتلقي العلاج في مركز الحسين، وشعر من خلال
الحديث مع المريض بحجم المعاناة التي يتكبدها في التنقل مع ضيق الأوضاع الاقتصادية،
التي دفعته للتأخر عن تلقي العلاج في الوقت المناسب.
حينها شعر الصقور
بمسؤولية أخلاقية واجتماعية، بضرورة دعم ومساندة مرضى السرطان، وتوفير نقل آمن
وسريع لهم "لوجه الله تعالى" كما يبين لـ"عربي21".
يقول الصقور: "تأثرت بحديث المريض عن وجود مرضى لا يملكون ثمن المواصلات للتوجه إلى
المستشفى لتلقي العلاج، بعد هذا الموقف بدأت بالتنسيق مع عدد من السائقين وطرحت
عليهم الفكرة، ولاقت قبولا كبيرا، وقمنا بتأسيس مجموعة عبر تطبيق (الواتساب)
للتنسيق فيما بيننا، بحيث يتوجه أقرب سائق تاكسي للمريض في موقعه لنقله من وإلى
المستشفى بالمجان".
وبحسب الصقور فقد "تم
نشر الفكرة، وبدأت الاتصالات تصلني من عشرات السائقين، للاشتراك بالمبادرة.. نقوم
يوميا بنقل ما يقارب الـ20 مريضا من مكان العلاج إلى المنزل، وهذا أعطانا روحا وشعورا إيجابيين وحافزا في الحياة، خصوصا عند مساعدة الحالات الإنسانية من الأطفال وكبار
السن، الذين نحرص على متابعة أخبارهم".
إيمان (اسم مستعار)
لسيدة أربعينية، تعاني من مرض سرطان الثدي، ساهمت مبادرة السائقين بالتخفيف من
معاناتها مع المواصلات، بعد أن وجدت من يمد لها يد العون في نقلها لمركز الحسين
للسرطان. تقول لـ"عربي21": "لا نستطيع نحن المرضى تحمل معاناة
التنقل بالمواصلات العامة، لتلقي العلاج، خصوصا في الأجواء الباردة، وجاءت هذه
المبادرة لتخفف عن المرضى المحتاجين، من عبء تكلفة المواصلات، إلى جانب الدعم
النفسي من خلال وجود أشخاص يهتمون لأمر المرضى".
ويشدد القائمون على
المبادرة: "لا نتلقى أي دعم من أي جهة كانت، المبادرة هي خالصة من السائقين
لوجه الله تعالى على الرغم من عروض قدمتها جمعيات خيرية لتقديم دعم مالي، لكن
مردودنا هو ما نسمعه من عائلاتنا من دعم".
أحمد المصري، هو الآخر
سائق انضم الى مبادرة نقل مرضى السرطان مجانا، يقول: "بعدما تلقيت النداء من
الصقور حول نقل المرضى، خرجت عبر فيسبوك لطرح الفكرة وعبر البث المباشر، وبدأ
الجميع بالتسابق لنقل المرضى، وأذكر أول حالة تم نقلها لمريض عندما تم طرحها على
مجموعة الواتساب، وقد بدأ السائقون بالتنافس أيهم يريد أن يسبق بكسب الأجر".
وتقوم المبادرة بوضع
برنامج لمواعيد بعض المرضى، من أجل التنسيق، كما يقول الصقور، وإن هنالك سائقا يدعى إبراهيم
الخطيب يقوم بتنسيق المواعيد وآلية النقل بشكل منظم.
بدوره، أشاد رئيس
جمعية أصدقاء مرضى السرطان الدكتور موسى الرياشات، في حديث لـ"عربي21"،
بـالمبادرة، معتبرا إياها "خطوة مهمة في تقديم الدعم لمرضى السرطان"،
يقول: "نحن كمرضى سرطان يعنينا كل من يعمل على الدعم النفسي، والمادي،
واللوجستي، وتخفف هذه المبادرة من معاناة التنقل للمرضى في مستشفيات البشير والجامعة الأردنية ومركز الحسين والمدينة الطبية".
ويقدر الرياشات عدد
مرضى السرطان في الأردن بـ50 ألفا، ويحتل مرضى سرطان الثدي المرتبة الأولى، بنسبة
27% من مجموع الإصابات في الأردن، يليه سرطان القولون للرجال، ثم سرطان الدم لدى
الأطفال.
وبحسب أرقام الصحة
الأردنية، تحتل العاصمة عمان أعلى النسب بالإصابة بالسرطان بنسبة وصلت إلى 56.9%، أما
الطفيلة فكانت الأدنى في النسبة البالغة 0.7%.
ويشير السجل الوطني للسرطان
في وزارة الصحة إلى أن عدد الحالات المكتشفة لسرطانات الأطفال الذين هم دون سن الـ15 عاما
بلغت 245 حالة بنسبة 4.4%.
وارتفعت نسبة الحالات
المكتشفة بين النساء أكثر من الرجال حيث بلغت إصابة النساء بالسرطان 52% فيما
الرجال بلغت نسبتهم 48%، ليبقى هذا المرض هو السبب الثاني للوفاة بعد أمراض القلب الوعائية.