هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بدأت فاعليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الأولى بعد الذهبية أمس الأربعاء، وسط حديث من مثقفين وكتاب وصحفيين مصريين بإحجامهم عن الذهاب للمعرض، أو المشاركة بأمسياته الثقافية والفكرية، أو التعرف على آخر ما يقدمه من إصدارات بكافة مجالات العلوم والفنون والثقافة.
وبمشاركة 38 دولة، ضم المعرض 808 أجنحة، و900 ناشرا وجهة رسمية مصرية وأجنبية بينهم 255 ناشرا عربيا، بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس حتى 4 شباط/ فبراير المقبل، بحضور قوي لجناح القوات المسلحة الذي يعرض كتبا بالمعرفة العامة والعلوم التطبيقية والاجتماعية والبحثية والتاريخ والجغرافيا والآداب والفنون واللغات، والمخطوطات النادرة.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعلن بعض المثقفين عن أسباب مختلفة لعدم ذهابهم لمعرض الكتاب الحدث الثقافي المصري الأهم والأكبر والذي يحرص على استمراره النظام الحاكم، وقام بنقله العام الماضي من مقره بالقاهرة لمنطقة التجمع الخامس بمقر ومكان أكثر فخامة.
الصحفي والإعلامي أسامة الهتيمي، أكد عبر "فيسبوك": عدم ذهابه لمعرض الكتاب هذا العام، مرجعا السبب في قراره لانتفاء الجدوى وأسباب أخرى لم يذكرها.
أما الكاتب الصحفي طه خليفة، فقد تحدث عن عدم رغبته للذهاب للمعرض بسبب نقله للتجمع الخامس، معتبرا أنه مكان بعيد يقطنه الأثرياء، ويعطي "الإحساس بتقسيمات طبقية وفئوية جديدة حادة ومقلقة وخطيرة ومتزايدة".
وهو ما عبر عنه أيضا الكاتب الصحفي محمد منير، بصفحته بـ"فيسبوك".
أما الكاتب أمجد الجباس، فأشار إلى ضعف الأعمال المشاركة بالمعرض، مؤكدا أن معظم أصحاب تلك الأعمال من شعراء وأدباء لم يسمع بهم أحد، وأن إجمالي عدد النسخ لكل عمل ما بين 50 إلى100 نسخة، مشيرا إلى "غياب الجمهور القارئ الذي لا ينصرف إلا إلى الكاتب المُجِد المتقن لعمله"
ولكن استضافة إدارة المعرض الرسمية للكاتب السعودي تركي الحمد، أغضبت الأديب والصحفي أسامة الألفي، قائلا عبر "فيسبوك": "يبدو أن السيدة عازفة الفلوت وزيرة الثقافة لم تقرأ تغريدته في أغسطس الماضي التي قال فيها: مصر أصبحت عقيما لم تعد تنجب إلا سقط المتاع".
"كثير من الخجل"
وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد الكاتب الصحفي أشرف الصباغ، مشاركته الرأي تماما للمثقفين والكتاب والصحفيين الذين أعلنوا إحجامهم عن الذهاب للمعرض أو المشاركة في أمسياته.
الصباغ، أوضح أن "المعرض في العام 2019، كان سيئا للغاية، وكان مستوى الكثير من الفعاليات دون المستوى".
وأشار إلى ما أسماه بـ"الفساد والتزوير"، مضيفا أنه "على سبيل المثال، أعلنت إدارة المعرض حضور كتاب أجانب؛ فحضر الضيوف والمشاركون المحاضرون ولم يحضر أحد، واتضح أن الضيوف الأجانب لم يأتوا من بلادهم أصلا".
وبالإضافة إلى ما سبق لفت الكاتب المصري إلى ما دعاه بـ"الفوضى والعشوائية"، مستدركا بقوله: "ولكن وسائل الإعلام غطت على هذه المهازل، وضللت الرأي العام".
وأكد الصباغ، أن "مكان المعرض بعيد أيضا، وتسيطر عليه الشللية والمحسوبية".
وأضاف أن "العقليات القائمة على تنظيمه لا تتسم لا بالمهنية ولا بالمعرفة، ولكنها تعتمد على تزوير وتضليل وسائل الإعلام التي ترى أنه معرضا جبارا وغير مسبوق في التاريخ بفضل عبقرية القائمين عليه".
وختم بقوله: "لقد أصبح المعرض سبة في جبين مصر ومثقفيها وكتابها، وشعبها بالكامل؛ وآن الأوان لإلغاء وزارة الثقافة وتلك الزوائد الملحقة بها مثل هيئة الكتاب، واتحاد الكتاب، والمركز القومي للترجمة، وبقية الزوائد التي تستدعي الكثير من الخجل".
"سخرية.. لهذه الأسباب"
وسخر الكاتب الصحفي سيد صابر، مما يعرض بمعرض الكتاب، مؤكدا بحديثه لـ"عربي21"، أن "تلك السخرية مرتبطة بمجموعة من الأسباب تتداخل فيها دور النشر، والتقييم الثقافي للأعمال، ودور الدولة في تعميم الجهل والفشل الحضاري".
كما أشار كذلك إلى أسباب أخرى منها "عزوف المجتمع عن القراءة الجادة لأسباب السقوط الثقافي، فضلا عن التدني الثقافي والفكري الواضح".
وقال صابر: "كل من يملك (قرشين) يدفعهم لدار النشر التي تنشر له بغض النظر عن المحتوى"، مؤكدا أن "دور النشر تحولت للتجارة، وتحولت مكاتب ودور نشر إلى بيع الأدوات الصحية والحمامات والقيشاني والسراميك".
وذكر الكاتب الصحفي، واقعة امتناع إحدى دور النشر عن نشر إحدى أعماله، مشيرا إلى أن الرد جاءه بالقول إن "أسباب الامتناع عن النشر ليست لأسباب فنية أو أدبية فبعض القصص أو نصفها يحمل بعدا سياسيا أو إسقاطيا على النظام".
وأوضح صابر، أن دار النشر أضافت أنها لا تنشر الأعمال التي تنطوي بشكل ما على أبعاد سياسية تناوش النظام.