هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ذي إنترسبت" تقريرا للكاتب روبرت ماكي، يقول فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كال المديح خلال زيارته للهند، التي استمرت يومين، لزعيمها، ناريندرا مودي، ولم يعر اهتماما لموجة العنف ضد المسلمين التي تتكشف في العاصمة الهندية، نيودلهي، بسبب سياسات رئيس الوزراء الهندي الطائفية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى مقتل أكثر من عشرة أشخاص في نيودلهي خلال زيارة ترامب، بحسب تقارير "رويترز"، حيث هاجم الغوغاء من الهندوس والشرطة المتظاهرين المسلمين الذين يحتجون على قانون يهدد وضعهم بصفتهم مواطنين متساوين بسبب دينهم.
ويستدرك ماكي بأنه بالرغم من ذلك فإن ترامب أشاد بمودي بصفته بطل "الحرية الدينية"، حتى عندما انتشرت صور الهجوم على المسلمين في العاصمة بموافقة، بل بمساعدة واضحة من الشرطة، وكذلك الفيديو الذي نشر لمتطرفين هندوس يتسلقون مئذنة مسجد ويخربون سماعاته "ويكسرون الهلال" ويرفعون عليه علم هانومان، وهو أحد الآلهة الهندوسية.
وينقل الموقع عن مراسل "رويترز" ديفجيوت غوشال، قوله إن شرطة دلهي بدت مشجعة للغوغاء من العنصريين الهندوس ليهاجموا المسلمين بالحجارة، ووقفوا مكتوفي الأيدي، في الوقت الذي قام فيه العنصريون بإشعال النار في السيارات، وقال في تغريدة على "تويتر": "لعدة ساعات وقفت الشرطة، التي زاد عدد المؤيدين لقانون الجنسية على عددها، دون أن تفعل شيئا، ولم تحاول وقف العنف".
ويورد التقرير نقلا عن غوشال، قوله إن "عناصر الشرطة وقفوا مكتوفي الأيدي عندما قام الغوغاء بالاعتداء على متجر يحمل اسما إسلاميا، وبدأوا بجر السيارات وإشعالها"، وقال في تغريدة أخرى: "كان هناك بعض التنسيق أيضا، وصاح شرطي مؤيد للمتظاهرين المؤيدين لقانون الجنسية، قائلا (ارموهم بالحجارة) خلال المعارك بين الطرفين".
ويلفت الكاتب إلى أنه عندما سئل ترامب عن القانون الذي سنته حكومة مودي القومية الهندوسية، الذي تسبب بالمظاهرات، ويفتح الباب أمام معاملة المسلمين في الهند على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، فإنه رفض أن يجيب عن السؤال، وقال: "لا أريد مناقشة ذلك.. أريد أن أترك ذلك للهند، وآمل أن يتخذوا القرار الصحيح لشعبهم".
ويذكر الموقع أنه في الوقت الذي تزايد فيه العنف في الشارع، فإن مودي أقام سلسلة فعاليات تكريما لترامب، آخذا في عين الاعتبار حب ترامب للمظاهر، فابتدأ بتجمع كبير في استاد لعبة كريكيت في كوجرات، حيث عزفت موسيقى (ماتشو مان) التي يستخدمها ترامب في تجمعاته الانتخابية، ثم كافأ ترامب مستضيفه المعادي للمسلمين، وأبهج جمهورا مؤلفا من القوميين الهندوس، عندما قال إن أمريكا والهند متفقتان في الحرب ضد "الإرهاب الإسلامي الراديكالي".
وينوه التقرير إلى أن كلا من ترامب ومودي وصلا إلى سدة الحكم من خلال التحريض على الكراهية ضد المسلمين، مشيرا إلى أن مودي كان ممنوعا من السفر إلى أمريكا لحوالي عقد من الزمان قبل أن يصبح رئيسا للوزراء؛ بسبب فشله في إيقاف مذبحة تسببت بمقتل مئات المسلمين عام 2002، عندما كان حاكما لولاية كوجرات.
وينفل ماكي عن الخبير في الصراع الإثني في الهند، أشوتوش فارشني، قوله على "تويتر": "يبدو بشكل عام أن أحداث الشغب في دلهي بدأت بالتحول إلى مذبحة مثل كوجرات عام 2002.. وتشكل المذابح نوعا خاصا من أحداث الشغب عندما لا تتصرف الشرطة بحيادية وتوقف أحداث الشغب، وبدلا من ذلك (أ) تقف مكتوفة الأيدي في الوقت الذي يقوم فيه الغوغاء بالتخريب، أو (ب) تشجع الغوغاء العنيفين بوضوح، وهناك أدلة كافية على حصول (أ) هذا الأسبوع في دلهي وبعض من (ب) أيضا".
ويورد الموقع نقلا عن الصحافيين الهنود الذين غطوا عملية حرق بيوت المسلمين في شمال شرق المدينة، يوم الثلاثاء، من عصابات تردد شعارات هندوسية واسم مودي، قولهم إن شرطة دلهي رفضت التدخل، وبأن هناك لقطات فيديو لهم وهم يختلطون بالمهاجمين، لافتا إلى أن عددا من الصحافيين ذكروا أنه تم الاعتداء عليهم بالضرب من القوميين الهندوس الذين طالبوهم بالكشف عن دينهم.
ويفيد التقرير بأنه في الوقت الذي زادت فيه الفوضى الطائفية في شوارع العاصمة، فإن مودي استضاف ترامب في جولة لمقر غاندي (آشرام)، بالإضافة إلى القصر الرئاسي الهندي، و21 طلقة مدفعية تحية.
وينقل الكاتب عن تاباس دي، وهو سياسي هندي معارض، قوله إن الرسالة التي تركها ترامب في سجل الزوار عند زيارته مقر غاندي لم تذكر أبدا مؤسس الهند، المعادي للرأسمالية، وبدلا من ذلك كانت كلها عن مودي.
ويقول الموقع: "ربما بإلهام من إنكار ترامب الروتيني للواقع أنكرت السلطات الهندية ابتداء بأن الفيديو الذين نشر عن المسجد في نيودلهي كان حقيقيا، لكن في وقت لاحق من يوم الثلاثاء تم حصول موقع الأخبار الهندي البديل على الفيديو، وتبين له أنه تم تصوير الهجوم على المسجد من عدة زوايا من شهود عيان".
ويشير التقرير إلى أن الصحافيين من موقع TheWire.in وهو موقع إخباري محلي، شهدوا ما خلفه الاعتداء، وغردت مراسلة الموقع، نعومي بارتون، قائلة: "رأيت العلم شخصيا على قمة مئذنة المسجد.. وتم حرق المسجد ونهب متجر أحذية تحت المسجد أمام عيني"، فيما أظهرت مقاطع فيديو صورها زميلها، أفيتشال دوبي، الإطفائيات تحاول إطفاء النيران المشتعلة، وعلم "هانومان" على المئذنة بعد أن فر المهاجمون.
ويختم "ذي إنترسبت" تقريره بالإشارة إلى أن موقع الأخبار البديل أكد صحة الفيديو الذي يظهر شرطة دلهي يرغمون المتظاهرين المسلمين المعتقلين والمصابين على ترديد السلام الوطني.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)