هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "رينكون دي لا بسيكولخيا" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن العلامات التي تشير إلى أن شريكك ينتقدك كثيرا.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه عندما نفكر في النقد، فإننا دائما ما نفكر في أن له بصمة سلبية.
وفي الحقيقة، يعد النقد وسيلة تسمح لنا بالنمو كأشخاص. فمن خلال تسليط الضوء على أخطائنا أو نقاط الضعف لدينا، سيدفعنا النقد إلى التطور. وعندما يكون النقد بناء وندرك كيفية تقبله، سيتحول إلى محرك تغيير بالنسبة لنا.
وأوردت المجلة أن الإفراط في توجيه النقد، لا يعدّ أمرا جيدا. بالإضافة إلى ذلك، لا يعد وجود أشخاص ينتقدوننا باستمرار إلى جانبنا مرهقا فحسب، وإنما يؤدي أيضا في النهاية إلى تقويض احترامنا لذاتنا.
من جهة أخرى، يساعد النقد البناء، الذي يتم بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب، على التطور، نظرا لأن النقد المستمر لا يؤدي سوى إلى خفض تقديرنا لأنفسنا.
لسوء الحظ، هناك أشخاص ينتقدون غيرهم بشدة، مما يعني أنهم لا يدركون تماما أن كلماتهم لها تأثير سلبي للغاية على الآخرين.
وعندما يكون هذا الشخص شريكنا، قد تكون المشكلة أكثر سوءا، باعتبار أن النقد يمتد إلى جميع مجالات حياتنا ويمكن أن تكون له عواقب وخيمة على استقرارنا العاطفي.
كيف تكتشف أن شخصا ما يفرط في انتقادك؟
1. يتحدى باستمرار أفكارك وآراءك وتصوراتك حول أية حجة
بينت المجلة أن هذا الشخص سيكون لديه استعداد تام ليكون ضدك. وبغض النظر عن الموضوع، سيكون دائما ما لديه شيء يعترض عليه، وسيجد فجوة في خطابك ليهاجمك دون تردد.
2. يرفض الاستماع لك إلى أن تتبنى نفس أسلوبه في التواصل
أضافت المجلة أن هذا الشخص لا يفهم الأسباب، خاصة إذا كنت تنوي مواصلة المناقشة في مستوى عقلاني وسلمي.
ويكمن هدفه الرئيسي في أن يجعلك تتصرف مثله حتى يهزمك. لهذا السبب، يلجأ هذا النوع من الأشخاص إلى العواطف، تماما مثلما يفعل الأشخاص المتلاعبون. علاوة على ذلك، يدرك شريكك أنه إذا جعلك تفقد صبرك، فسينتصر عليك في النهاية.
3. يفترض الخلافات على أنها هجمات شخصية
اقرأ أيضا : فقدان شريك الحياة يمكن أن يؤدي إلى سرعة التدهور العقلي
أبرزت المجلة أنه بالنسبة للأشخاص الذين يفرطون في انتقادهم للآخرين، يصبح أي رأي مخالف لرأيهم أمرا شخصيا، ولا يمكن أن يفهم أبدا أن شخصا مقربا مثل شريكه لا يتفق مع آرائه.
كنتيجة لذلك، فإن مجرد أن يكون لديك رأي سياسي مختلف يمكن أن يؤدي إلى أزمة بين الزوجين. لذلك، من الشائع أن تجد نفسك في النهاية تعتذر على الرغم من تعرضك للإساءة والانتقاد.
4. يقلل باستمرار من آرائك
أوضحت المجلة أنه عادة ما يكون الشخص شديد الانتقاد لغيره متمركزا كثيرا حول ذاته، وهو السبب الذي يجعله يعتقد أن أي رأي آخر لا يخصه لا يستحق النظر فيه.
لذلك، غالبا ما يتجاهل المخاوف أو الأفكار التي يثيرها شريكه. إلى جانب ذلك، غالبا ما يحاول أيضا زرع "دكتاتورية" عاطفية حقيقية لدى الطرف الآخر.
5. يركز كثيرا على التفاصيل
أفادت المجلة بأنه غالبا ما يركز هذا النوع من الأشخاص كثيرا على التفاصيل التي لا أهمية لها بالنسبة للأشخاص الآخرين. وعلى الرغم من أن النتيجة النهائية كانت جيدة، إلا أنه دائما ما سيكون لديهم جوانب لانتقادها.
كيف تحافظ على علاقة مع شخص شديد الانتقاد؟
أوردت المجلة أن هذا النوع من الأشخاص سامين للغاية، ويؤثرون على عواطفك، ما يجعل من الصعب للغاية الحفاظ على علاقة صحية ومرضية معهم.
إلى جانب ذلك، عند التعامل مع هؤلاء الأشخاص ستشعر وكأنك دائما تحت الرقابة، كما لو كان هناك دائما من يقوم بتقييم سلوكياتك وكلماتك وحتى أبسط إيماءاتك.
وأشارت المجلة إلى أن هؤلاء الأشخاص يتميزون بالأنا الهشة للغاية التي يحاولون حمايتها من خلال إبراز تفوقهم.
علاوة على ذلك، يمثل الرأي المخالف تهديدا لتقديرهم لذاتهم، ما يجعلهم يتفاعلون سلبا وينغلقون على أنفسهم.
وتكمن الخطوة الأولى للتعامل معهم في جعلهم يدركون أننا لا نشكل خطرا بالنسبة لهم. وعلى الرغم من أننا نفكر بطريقة مختلفة، إلا أن ذلك لا يعني أننا لا نحبه أو أن رأيه غير مهم بالنسبة لنا.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن تفهم أن هناك طرقا مختلفة للقيام بالأشياء وأن ما يعتقد أنه أفضل طريقة قد لا يكون كذلك بالنسبة لك. لذلك، ينبغي عليه أن يحترم قرارك.
من جانب آخر، لا تدع هذا الشخص يؤثر على منطقك، فبدلا من دحضه بحجج عقلانية، اشرح له ما تشعر به جراء سلوكه.
وفي الكثير من الأحيان، عندما نتجرد من عواطفنا، سيتفهم الطرف الآخر الأضرار التي يسببها لك، حيث سيخطو خطوة إلى الوراء لإعادة التفكير في موقفه.
لا تحاول دون جدوى
بينت المجلة أنه بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة، لن تكون قادرا على تغيير الشخص الآخر، إما لأنه يتصرف بهذه الطريقة لسنوات عديدة أو لأنه ليس على وعي بالمشكلة أو ببساطة لأنه لا يريد الالتزام بالتغيير. لذلك، بغض النظر عن مقدار الألم، سيكون من الأفضل أن تضع حدا لعلاقتك معه.
وفي الختام، أشارت المجلة إلى أن العيش مع شخص ينتقدك بشدة لسنوات عديدة سيلحق بك الكثير من الضرر في نهاية المطاف.
فبمجرد أن يذكرك بأخطائك التي ارتكبتها دون أخذ آرائك بعين الاعتبار، سينشأ لديك شعور بعدم الأمان. بالإضافة إلى ذلك، ستشعر عاجلا أم آجلا، بفراغ عاطفي عميق بسبب الشخص الموجود إلى جانبك.