هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اتهم المحامي الأمريكي لاري كلايمان، الصين، بصناعة وتطوير فيروس كورونا، ليكون بالنسبة لها سلاحا بيولوجيا، مطالبا إياها بدفع غرامة مالية "مليارية".
وتقدم كلايمان، بدعوى قضائية لتغريم الصين 20 تريليون دولار أمريكي ـ أعلى من ناتجها المحلي الإجمالي المقدر بـ12 تريليون دولار ـ متهماً بكين بتطوير ونشر فيروس كورونا، الذي بات يهدد البشرية.
وتقدم كلايمان بالدعوى أمام محكمة منطقة شمال ولاية تكساس، قائلا إن كورونا "فيروس صنعته الصين ليكون سلاح حرب بيولوجي"، حسب ما نشر موقع مجموعة "فريدوم ووتش" الحقوقية التي يرأسها كلايمان.
وأضاف أن صناعة الصين لمثل هذه الأسلحة البيولوجية بمثابة انتهاك للقوانين الأمريكية والدولية وغيرها من المعاهدات والمبادئ العالمية.
ولم يحسم الخبراء حتى الآن، الجدل، في حقيقة كون كورونا تطور طبيعي لفيروس كان يهاجم الحيوانات فقط في البداية، أم تدخل عنصر بشري في تحوره.
وكشفت التصريحات الأمريكية الأخيرة، عن حرب تجري خلف الكواليس بين الولايات المتحدة والصين، في ظل الأزمة التي يعاني منها العالم جراء انتشار فيروس كورونا.
وخلال الأيام الماضية، هاجم دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو الصين مرارا، وأطلق الرئيس الأمريكي اسم "الفيروس الصيني" على كورونا، فيما وصفه بومبيو بـ"فيروس ووهان". كما هاجما بكين لتقاعسها المزعوم في المراحل الأولى لانتشار وباء فيروس كورونا، ولكن الناطقين باسم الحكومة الصينية رفضوا بشكل قاطع أي ادعاء بأنهم لم يتحلوا بالشفافية حول الإعلان عما يجري.
اقرأ أيضا : رغم انتقادها الصين.. أمريكا تلجأ لـ"الرقابة الرقمية" ضد كورونا
في غضون ذلك، انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين شائعات فحواها أن برنامجا أمريكيا للحرب الجرثومية هو سبب انتشار الوباء، وقد صدّق عدد كبير من الصينيين هذه الشائعات، رغم أن العلماء أكدوا أن بنية الفيروس طبيعية تماما وليست مصنعة وفقا لـ"بي بي سي".
ولكن هذه الحرب بين العملاقين ليست حربا كلامية فقط، بل تتخطى ذلك إلى أمر أكثر خطورة.
ففي وقت سابق من الشهر الحالي، وعندما أعلنت الولايات المتحدة أنها قررت إغلاق حدودها بوجه القادمين من عدة دول أوروبية، بما فيها إيطاليا، أعلنت الحكومة الصينية بأنها بصدد إرسال فرق طبية ومواد ضرورية إلى إيطاليا البلد الأوروبي الأكثر تأثرا بالوباء. كما أرسلت الصين مساعدات إلى إيران وصربيا للغرض نفسه.
كانت تلك لحظة تحمل رمزية كبيرة، كما أشارت إلى الحرب المعلوماتية والدعائية الدائرة خلف الكواليس. فالصين مصممة على الخروج من هذه الأزمة وموقعها كقوة عظمى معزز.
وفي الواقع أن الولايات المتحدة تخسر هذه الحرب بجدارة في الوقت الراهن على الأقل، ولن تغير هذه الحقيقة القرار الأمريكي الذي أعلن عنه مؤخرا بإرسال عيادة طبية تابعة للقوة الجوية إلى إيطاليا.
فهذا زمن تمتحن فيه الأنظمة السياسية والإدارية لكل الدول إلى أقصى مدى، وستكون القدرة على القيادة ضرورية بل حاسمة. وسيحكم على القادة السياسيين بالطريقة التي تعاملوا بها مع الأزمة والسرعة التي تحركوا بها للتصدي للوباء والوضوح الذي تحلوا به مع شعوبهم والكفاءة التي أبدوها في توجيه موارد بلدانهم للرد على انتشار الوباء.