وباء كورونا يصيب أسواق "ياميش رمضان" في مصر (شاهد)

امتدت أزمة فيروس كورونا المستجد ( كوفيد – 19) في مصر إلى "ياميش" رمضان، أحد أبرز مظاهر الشهر الكريم حيث كانت تكتظ الأسواق في مثل هذه الأيام من كل عام بالأسر المصرية الراغبة في شراء احتياجاتها من أصناف "الياميش" المتنوعة.

وأعلنت السلطات المصرية، الأربعاء الماضي، حظر تجول من السابعة مساءً وحتى السادسة صباحاً لمدة أسبوعين، وغلق كافة المحال التجارية والحرفية، وغلق جميع المطاعم وما يماثلها من المحال والمنشآت التي تقدم المأكولات ووحدات الطعام المتنقلة أمام الجمهور خلال أيام الأسبوع فيما عدا يومي الجمعة والسبت فيكون الغلق على مدار الـ 24 ساعة.

وقال مستوردون وتجار ومواطنون لـ"عربي21" إن أزمة فيروس كورونا جاءت في وقت تتحضر فيه الأسواق بمنتجات شهر رمضان المختلفة من بينها الياميش كالتمر هندي وقمر الدين والمكسرات بمختلف أنواعها، والتمور، ومكونات الحلوى كالزبيب والفول السوداني وجوز الهند.

وأكدوا أن الأسواق، التي تجهزت بالبضائع قبل الأزمة، تأثرت بزيادة العرض وقلة الطلب بسبب فرض الحظر الليلي من جهة، واختلاف أولويات الناس التي ذهبت صوب السلع الغذائية الأساسية كالأرز والزيوت والجبن والبقوليات واللحوم التي استنفدت جزءا كبيرا من مشترياتهم.

وأقر رئيس شعبة العطارة، رجب العطار، في تصريحات صحفية، بأن "هناك ركودا في بيع الياميش والمكسرات؛ بسبب الإجراءات الاحترازية ضد كورونا، وأن جميع البضائع المستوردة في الثلاجات لدى التجار ولم تتحرك الأسواق لبيع أي منها، مما يسبب خسائر فادحة بملايين الجنيهات تعرضهم للإفلاس".

الياميش بالمخازن

أكد رئيس شعبة المستوردين في الغرفة التجارية أحمد شيحة، أن "جميع الكميات السنوية المطلوبة في شهر رمضان من ياميش ومكسرات وصلت وموجودة بالمخازن، وتم طرحها في الأسواق سواء الجملة أو التجزئة، ومستلزمات رمضان موجودة من قبل أزمة كورونا".

وفي حديثه لـ"عربي21" قلل من أثر الحظر الحالي، وتداعيات أزمة كورونا على إقبال المصريين، قائلا: "الناس لن تتراجع عن شراء الياميش بشكل عام، ولكن لكل أسرة حساباتها في شراء الأولويات سواء بالشراء أو عدم الشراء، ولكنها متوفرة".

لكنه توقع أن "تقلل بعض الأسر من شراء الكميات التي كانت تشتريها كل عام بسبب إمكانيات كل أسرة، ويمكن للبعض أن يرشد في شراء بعض الأصناف أو يرشد في الكميات التي يشتريها؛ لأن مستلزمات رمضان مرتبطة بشكل كبير بعادات وتقاليد أسرية قديمة".

ركود بالأسواق

قال أحد العاملين، ويدعى محمد بأحد سلاسل التجزئة الشهيرة بالقاهرة، إن "هناك عدم إقبال واضح من قبل المواطنين على شراء الياميش، أو المكسرات"، وأشار إلى المعروض مستدركا "انظر الكميات كما هي قبل نحو أقل من أسبوعين على شهر رمضان الكريم".

وأضاف لـ"عربي21": "في مثل هذا الوقت من العام كان لا يمكن أن تحدث سويا هكذا بسبب الإقبال الكبير من الناس إما على السؤال أو الشراء أو حتى التفرج، ولكن بسبب الأزمة الموجودة في البلاد (كورونا) والحظر لم يعد الوضع كما كان".

من جهته، قال الحاج إبراهيم العطار، صاحب محل عطارة كبير بالجيزة، "الناس خائفة، والشراء على البقوليات والأرز واللحوم جعل ليس لديهم المال الكافي لشراء الياميش والمكسرات، لذلك فالإقبال أقل من كل عام، ولكنها لن تتوقف".

وبشان أسعار العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، أكد العطار أنها "لا تختلف كثيرا، لكنها متباينة، زادت في بعض الأصناف مثل جوز الهند والزبيب مثلا، وتراجعت في الأصناف الأخرى مثل الكاجو والفستق واللوز، واستقرت في التمر الهندي وقمر الدين".