نشر موقع "
timesofindia" البريطاني تقريرا، ناقش فيه أسباب ارتفاع معدلات وفاة المصابين بفيروس
كورونا في الدول الأوروبية.
ويبدأ التقرير الذي ترجمته "عربي21"
بالقول إنه "في مبنى مزخرف في قلب العاصمة بروكسل، يجتمع كبار العلماء
البلجيكيين يوميا؛ للإعلان عن حصيلة فيروس كورونا في البلاد، والأرقام لا تبشر
بالخير".
وقالت إنه "على الرغم من وجود 11 مليون شخص
فقط في
بلجيكا، إلا أنها أبلغت عن حالات
وفيات أكثر من الصين. مع حوالي 57 حالة
وفاة لكل 100 ألف نسمة. حيث بلغ لدى بلجيكا أعلى معدل وفاة للفرد في العالم، ما
يقرب من أربعة أضعاف معدل الوفيات في الولايات المتحدة".
ووفقا للمسؤولين البلجيكيين، فإن سبب هذه الأرقام
المرعبة ليس اكتظاظ المشافي بالمرضى، بل الصرامة البيروقراطية التي تنتهجها البلاد؛
فـ43% من الأسرّة في العناية المركزة كانت شاغرة حتى في ذروة الأزمة.
وعلى عكس العديد من الدول الأخرى، فإن بلجيكا تعد
من أكبر مؤسسات الاتحاد الأوروبي التي تحسب الوفيات في دور رعاية المسنين، حتى لو
لم تكن هناك إصابة مؤكدة بل مجرد أعراض.
وقال ستيفن فان جوت، رئيس قسم الأمراض الفيروسية
في معهد الصحة العامة في سينسينو: "غالبا ما نتلقى النقد، أنتم تجعلون
بلجيكا تبدو سيئة في نظر العالم، لكننا نعتقد العكس، إذا كنت تريد مقارنة أرقامنا
بالبلدان الأخرى، فعليك أن تقلصها إلى النصف".
وبصورة أوضح، لم يتم تشخيص حوالي 95% من وفيات
فيروس كورونا في دور رعاية المسنين في بعض الدول الأوروبية، ولكن بلجيكا اتخذت
قرارا بتسجيل الحالة على أنها فيروس كورونا، بناء على الأعراض الموضحة، ومن هم
الأشخاص الذين كانوا على اتصال بهم. الهدف من ذلك هو الحصول على صورة أوضح للجائحة
واستهداف النقاط الساخنة بشكل أفضل.
تأثير المرض على نزلاء دور الرعاية هو قضية
متزايدة، في حين أن
أوروبا كانت تعرف أنها ستحتاج إلى المزيد من أجهزة التنفس وغرف
العناية المركزة بمجرد انتشار الفيروس، إلا أن تأثير دور رعاية المسنين كان غير
متوقع، وفقا لأجوريتسا باكا، الخبيرة في المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض
ومكافحتها.
وقالت: "إنها كارثة، لم نكن ندرك أن فيروس
كورونا سيكون مدمرا إذا ما انتشر بين النزلاء".
ومع ذلك، لا تقوم جميع الدول الأوروبية بقياس
تأثير فيروس كورونا بنفس الطريقة، ما يعني أن أعداد الوفيات الناجمة عن فيروس
كورونا من المحتمل أن تكون أعلى بكثير من العدد الرسمي المصرح به.
وكانت نتائج الممارسات غير المتكافئة واضحة في
فرنسا. عندما أبلغت الدولة عن بيانات من بعض دور رعاية المسنين للمرة الأولى في
أوائل نيسان/ أبريل، كانت هذه الوفيات تقارب ضعف عدد الأشخاص الذين ماتوا في المستشفيات.
وفي الأسبوع الماضي، اضطرت إسبانيا لتعديل
بياناتها، بعد أن بدأت كاتالونيا في تضمين الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض، لكنه لم
يتم فحصهم إيجابيا. وكان قد أفاد مذيع إذاعة محلي هذا الأسبوع بأن أكثر من 6800
شخص من كبار السن لقوا حتفهم في دور رعاية المسنين في إسبانيا مع أعراض فيروس
كورونا، ولم يتم تسجيلهم في البيانات الرسمية.
وقد يدل معدل الوفيات المنخفض بشكل غير طبيعي في
ألمانيا، على أن البلد يحسب فقط الوفيات التي يكون ظهر اختبار فيروس كورونا لديها
إيجابيا.
وهذه التناقضات تظهر مفهوم ما يسمى "الوفيات
المفرطة"، وهو عدد الوفيات الإضافية فوق الاتجاهات النموذجية.
في
بلجيكا، يموت عادة أكثر من 300 شخص في الأيام العادية، الآن قفز الرقم إلى ما
يقارب الـ 600 وفاة يوميا.
ويتم الآن استخدام مشروع يسمى euroMOMO،
الذي تم تطويره في الأصل لقياس حجم أوبئة الإنفلونزا، والآن لتتبع تأثير فيروس
كورونا في أوروبا.
وبحسب الصحيفة، فما تمارسه بلجيكا اليوم يعني أنه
يتم تسجيل جميع الوفيات تقريبا كل أسبوع، في حين أن هولندا لديها حوالي ألف وفاة
غير محددة السبب.
يمكن أن يساعد التتبع الأفضل في تحسين استجابة
أوروبا للفاشيات، خاصة أن المنطقة بدأت بتخفيف قيود الحظر تدريجيا، ما يزيد من
احتمالية تفشي الفيروس في موجة ثانية.
والإجراءات المنسقة يمكن أن تعمل على نزع فتيل
التوترات في ظل تكافل الجهود للإنعاش.
وفي هذه الأثناء، ينبغي ألّا تتركز عيون العالم
على بلجيكا؛ لأنه على الأقل مدى المشكلة معروف وفقا لـ فان جوت، وأضاف: "عندما
يكون لديك نظام مراقبة جيد، فأنت تبلغ عن الكثير من الحالات، إن الدول التي لا
تقوم بالإبلاغ أو تقوم بإبلاغ عن عدد قليل من الوفيات يجب أن تكون أكثر
قلقا".