هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت صحيفة تركية، أن جائحة كورونا المستجد ستؤثر بشكل كبير على المستقبل السياسي لقادة وحكومات الدول، مشيرة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نجح في هذا الاختبار.
وقالت صحيفة "ستار"، في تقرير للكاتب يالتشين أكدوغان، وترجمته "عربي21": "بما أن الوباء يعد حالة أزمة ومشكلة، فإن أداء السلطات والقادة السياسيين في مكافحته سيكون له عواقب سياسية".
وأشارت إلى أنه ومع مرور الوقت، سنرى من هم القادة السياسيون الذين استطاعوا تجاوز اختبار فيروس كورونا المستجد.
ورأت أن الرئيس التركي، وبعض القادة خاصة في (ألمانيا، وتايوان، ونيوزيلندا، والبلدان الإسكندنافية) أظهروا نجاحا كبيرا في إدارتهم للأزمة منذ البداية، مشيرة إلى أن الشعوب ستستجوب قادتها الذين لم يأخذوا الأزمة على محمل الجد منذ البداية، ولم يتخذوا الخطوات اللازمة.
وذكرت أن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لين، والعديد من قادة الدول الأوروبية، اعترفوا بقصورهم بالتعامل مع كورونا، بسبب تقليلهم من شأن الوباء منذ البداية، وعدم تعاملهم بجدية، أو اتخاذ خطوات وقائية لازمة استباقية.
اقرأ أيضا: سي أن أن: هذه استراتيجية تركيا للتغلب على كورونا
وأوضحت أن اتخاذ الأفراد التدابير في الأوبئة تشكل أهمية كبيرة، ولكن تلك التي تتخذها الدولة، والإجراءات القانونية والسياسية والإدارية هي الأساس، وإذا لم تأخذ الحكومات الأزمة على محمل الجد، فإن تدابير الأفراد لا تعد كافية، لذلك فإن القرار السياسي، والإدارة، والقيادة الحكيمة، تعد ذات جانب حيوي لمستقبل الناس.
وأشارت على سبيل المثال، إلى طلب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، من شعبه اتخاذ تدابير فردية بدلا من الإجراءات العامة، معتمدا على نظرية "مناعة القطيع"، ونتيجة لذلك، تسبب الوباء بدمار حقيقي في المملكة المتحدة.
ودعا الرئيس التنزاني جون ماغوفولي إلى "التضرع إلى الله"، وترك الأقنعة، ولم يتخذ إجراءات تدبيرية عامة منذ البداية.
وتابعت الصحيفة بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ اللحظة الأولى، ألقى خطابات تهكمية تقلل من شأن الوباء، دون أي جدية، وتارة شبهه بأنفلونزا الخنازير، وأحيانا بالطاعون، وبعد ذلك قام بتسييسه وتسميته "الفيروس الصيني".
وأضافت أن ترامب مؤخرا قدم مقترحات مضحكة للغاية، مثل تشعيع الجسد بالأشعة فوق البنفسجية، والحقن بالمطهرات، لعلاج فيروس كورونا المستجد، ما لاقى انتقادات وسخرية كبيرة في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضا: الغارديان: جونسون غير مناسب لساعة كورونا المظلمة
وأشارت إلى أن ترامب أظهر أيضا مدى انتقائيته في إدراك المشكلة، بقوله إنه من الجيد تقليص مؤشر الوفيات إلى 200 ألف شخص، بدلا من 2.2 مليون كان من المتوقع أن يتوفوا.
ولفتت إلى أن الرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو، هو أحد القادة الذين لم يأخذوا الوباء على محمل الجد أيضا، واستخف بالفيروس قائلا: "كورونا مثل المطر، سيبلل 70 بالمئة من البلاد، وستصبح البرازيل حرة عندما يكسب المصابون مناعة".
وأضافت أن بولسونارو لم يكتف بذلك، بل وجه انتقادات لحكام الولايات في بلاده، الذين اتخذوا إجراء التباعد الاجتماعي بسبب الوباء، واصفا تدابير الحجر الصحي وحالة الطوارئ بـ"المبالغ فيها" و"الهستيرية والوهم".
ونوهت إلى أن الكثير من القادة لا يفهمون خطورة كورونا على الإطلاق، وبالتالي لم يتخذوا الخطوات اللازمة، ناهيك عن أولئك الذين اتخذوا التدابير في وقت متأخر بعد أن أدركوا أهميتها.
وأكدت أنه لا يمكن النظر إلى مشكلة عالمية على أنها قضية قد تحاسب عليها الدول بسبب إجراءاتها الخاصة بها، ولكن حتى إذا نفذت البلدان السياسات الصحيحة، واتخذت كافة الخطوات اللازمة ، فإنها ستتأثر عند مستويات معينة بالوباء الذي ينتشر في عالم معولم.
اقرأ أيضا: NYT: إدارة ترامب كذبت على الأمريكيين بشأن انتشار كورونا
وأشارت إلى أن الشعوب تدرك خطورة الواقع الحالي، ويقيّمون قادتهم وحكوماتهم في إداراتها للأزمة والخطوات المحتملة الواجب اتخاذها.
وشددت على أنه إذا استخف حكام الدول بالوباء، من خلال خطابات غير مسؤولة، تقلل من خطورته، ولم يفعلوا ما يجب عليهم فعله من خطوات تدبيرية لازمة، والاستماع إلى أصحاب الرأي، وتجهيز البنية التحتية لذلك، وخلق وعي اجتماعي، وإذا لم يتصرفوا بإخلاص وتضحية، فإن المواطن سوف يحاسبهم على ذلك في صندوق الانتخابات.