وساطة أوروبية لعقد صفقة أسرى بين حماس والاحتلال.. تفاصيل

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأربعاء، عن وساطة ألمانية وسويسرية سرية بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، للتباحث بشأن عقد صفقة تبادل أسرى بين الجانبين.

وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" إن "إسرائيل وحماس تجريان اتصالات هادئة لتبادل الأسرى، بوساطة ألمانية وسويسرية ومصرية"، مشيرة إلى أنهما يحاولان شق الطريق إلى صفقة كفيلة، بأن تؤدي إلى الإفراج عن الإسرائيليين هشام السيد وأبرام منغيستو، وإعادة جثماني الجنديين هدار غولدن وأرون شاؤول.

وأكدت الصحيفة أن "الكشف عن الدور الدولي في الاتصالات، يزيد من فرص نجاح الصفقة المحتملة"، منوهة إلى أن مجلة "دي زايت" الألمانية أفادت الأسبوع الجاري بأن "مصدرا رفيع المستوى للغاية في السلك الدبلوماسي السويسري، هو واحد من أربعة وسطاء دوليين رفيعي المستوى، ينشغلون بالأشهر الأخيرة بجولات مكوكية بين غزة وتل أبيب والقاهرة، في محاولة للتوصل إلى صفقة تبادل شاملة بين حماس وإسرائيل".

الدور الألماني

وأشارت "يديعوت" إلى أن الدبلوماسي السويسري يتوسط في الصفقة إلى جانب رجلين كبيرين جدا من الاستخبارات الألمانية وجنرال مصري، كان شريكا في الماضي بالمفاوضات التي أنضجت صفقة جلعاد شاليط.

وبحسب التفاصيل التي نشرتها الصحيفة العبرية نقلا عن المجلة الألمانية، فإن ألمانيا أخذت على عاتقها منذ فترة طويلة، أن تلعب دورا نشيطا في صفقة تبادل الأسرى، والتي تضمن إعادة جثماني شاؤول وغولدن والإسرائيليين الأحياء من غزة.

اقرأ أيضا: صحيفة: حماس تستعد لعملية الأسر القادمة بعد الصفقة الوشيكة

وذكرت أن الدبلوماسي السويسري الكبير الذي يتوسط في الصفقة، يتخذ من الشرق الأوسط مقرا، ويقيم علاقات مع حركة حماس منذ سنوات طويلة، لافتة إلى أن سويسرا أدت دورا مركزيا في الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران بعد اغتيال قاسم سليماني وإطلاق الصواريخ الإيرانية على قواعد أمريكية في العراق.

إمكانية حقيقية

وأوضحت أن الجنرال المصري الذي يتوسط أيضا في الصفقة، كان يقف بجانب أحمد الجعبري في صفقة شاليط، مؤكدة أن الوسطاء ينتقلون بين المدن المختلفة ويحاولون الوصول إلى توافقات، وفي الفترة الأخيرة يبدو أن الطرفين اقتربا.

ونقلت المجلة الألمانية عن الضابط الكبير السابق بالموساد دافيد ميدان، والذي كان وسيطا عن إسرائيل في المفاوضات التي أدت إلى التوقيع على صفقة شاليط، بقوله: "يبدو أنه توجد في هذه اللحظة إمكانية حقيقية لصفقة بين حماس وإسرائيل لتحرير كل الأسرى والمفقودين".

وتابع ميدان: "ربما نكون وصلنا إلى التوقيت الأفضل للصفقة (..)، حماس وإسرائيل لديهما إرادة في هذا الاتجاه، رغم الفوارق الكبيرة جدا".

وختمت المجلة الألمانية بقولها: "يرغب مسؤولون في الاستخبارات الألمانية في أن يكونوا حذرين، مقابل التفاؤل الذي وجه له تعبيرا في منشورات إسرائيلية أيضا، ويعتقدون بأنه لا تزال هناك فروق كبيرة بين الطرفين".

وكان مصدر رسمي في حركة حماس أكد الثلاثاء، عدم وجود تقدم نوعي في مفاوضات التبادل عبر الوسطاء مع الاحتلال، في ظل حالة الضخ الإعلامي التي يمارسها المستوى السياسي الإسرائيلي وإعلامه الموجه.

وقال المصدر في تصريح صحفي نشره الموقع الرسمي لحركة حماس، إن الاحتلال يهدف من خلال هذه الحملة للتملص من استحقاقات المبادرة التي طرحتها الحركة، ولتضليل عائلات الأسرى الصهاينة، وللضغط على معنويات الأسرى الفلسطينيين وعوائلهم.

وأهاب المصدر بالجميع عدم البناء على ما يورده الاعلام الإسرائيلي "المبرمج"، مبينا أنه في حال حدوث أي جديد ستعلن المقاومة الفلسطينية عن ذلك.