توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين تعافوا من
فيروس
كورونا يمكن أن يعودوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية، في محاولة للتقليل من
معدل انتشار العدوى.
وقال العلماء إن هؤلاء الأشخاص يجب التعرف عليهم
من خلال اختبارات الأجسام المضادة، ويمكن أن يساعدوا في تطوير "مناعة
الدرع" داخل المجتمع، بحسب ما أفادت صحيفة "
ديلي ميل" البريطانية.
وقام باحثون من معهد جورجيا للتكنولوجيا بتطوير
وتحليل نموذج للحد من انتقال فيروس كورونا. ويعتمد نهجهم على استخدام اختبارات
الأجسام المضادة لتحديد الأشخاص الذين تعافوا منه، ويفترض النموذج أن الأشخاص
المتعافين سيكون لديهم أجسام مضادة ضد فيروس كورونا، وسيكونون قادرين على التفاعل
بأمان.
ويقترح العلماء أن تفاعل هؤلاء الأشخاص يمكن أن
يحدّ من مخاطر انتشار العدوى، على الرغم من أن مستوى مناعتهم لا يزال غير معروفا.
ويعتقد الباحثون أن "
مناعة الدرع" يمكن
أن تقلل من الإصابات الإجمالية بنسبة 77%، وفقا لدراستهم التي نشرت في مجلة "Nature medicine".
ويشير جوشوا ويتز والمؤلفون الآخرون إلى أن هذا
يمكن أن يساعد في زيادة التفاعل بين الأشخاص الحصينين ضد الفيروس، وتقليل التفاعل
بين الأشخاص غير الحصينين.
وتقول الورقة: "الهدف من استراتيجية مناعة
الدرع هو المساعدة في الحفاظ على الأعمال والخدمات الأساسية في المجتمع، مع الحد من
احتمالية انتشار العدوى، إن نهج مناعة الدرع يمكن أن يقلل بشكل كبير العبء العام
من تفشي الفيروس، ويعمل جنبا إلى جنب مع التباعد الجسدي".
وأصبح اختبار الأجسام المضادة أكثر شيوعا في
الولايات المتحدة ودول أخرى مثل المملكة المتحدة وألمانيا وكوريا الجنوبية. لكن
الاختبار ما زال جديدا للغاية، بحيث لا يقدم إجابات شافية حول مستوى العدوى
اللازمة، حتى يتم تطوير خلايا مناعية توفر الحماية أو المدة التي تستمر فيها هذه
الحماية.
ومع ذلك تشير الاختبارات المبكرة إلى أن نصف
الأشخاص الذين يتعافون من الفيروس يتمتعون بأسبوعين من الحصانة على الأقل. ونتيجة
لذلك، يقترح الباحثون أن الأشخاص المعروفين بإصابتهم أو لديهم نتائج إيجابية
للأجسام المضادة يمكن أن يبدأوا بالعودة إلى أعمالهم، والانخراط في المجتمع.
وستعمل مناعتهم بمثابة "درع" لبقية
المجتمع، وستدعم
الاقتصاد، وسيتم السماح للأشخاص المعرضين للخطر بشكل أكبر للبقاء
في منازلهم.
وتشير معظم النتائج والاختبارات العشوائية للأجسام
المضادة للسكان إلى أن أعداد المصابين أكبر بكثير من الأرقام الرسمية. لذلك مع
تعافي المزيد، سيصبح لدينا قوة درع أكبر.
وتشير النماذج إلى أن السماح للناس بالعودة
تدريجيا للتفاعل بهذه الطريقة لن يوقف من انتشار الفيروس بشكل مطلق، لكنه سيحد منه
بشكل كبير.
وقال الدكتور ويتز: "يسلط النموذج الحالي
الضوء على قيمة الاختبارات المصلية كجزء من الاستراتيجيات التي يجب العمل بها،
بالإضافة إلى دورها الهام في تقدير مدى الانتشار، واحتمالية تطوير علاجات قائمة على
البلازما".