هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رغم إجراءات التباعد
الاجتماعي التي فرضها الحظر في مصر لمواجهة تفشي فيروس كورنا المستجد، وتَأَثُّر العديد
من المظاهر الدينية والاجتماعية، إلا أن بعضها استطاع أن يتخطى تلك الإجراءات، ويصمد مقابل
أخرى اختفت تماما مثل صلاة الجُمع، والتراويح، وصلاة العيد.
من بين تلك المظاهر
الاجتماعية التي صمدت إقبال المصريين على شراء كعك وبسكويت العيد أو صنعه في البيوت،
حيث يبدأ موسم البيع والشراء والتصنيع منذ النصف الثاني من شهر رمضان حتى ليلة العيد،
ولا يخلو بيت من صنوف الكعك الكثيرة.
إلى جانب أنواع الكعك
المتعددة كالسادة والعجوة والملبن والمكسرات، والسمن البلدي، والعادي، وكذلك البسكويت،
هناك البيتي فور، والغريبة، والشكلمة، والمكسرات على رأسها الفول السوداني بالقشر،
والشكولاتة بأنواعها المحلية والمستوردة، جميعها تُقدم صباح يوم العيد مع الشاي.
حسب تقارير إعلامية
محلية، فإن الأسر المصرية من أكثر الأسر العربية استهلاكا للكعك والبسكويت في موسمه
عيد الفطر، وتستهلك نحو 70 ألف طن، تُقدر بحوالي ثلاث مليارات ونصف المليار جنيه مصري.
(الدولار 15.75 جنيه).
تراجع المبيعات رغم
الشراء
لكن حجم المبيعات هذا
العام أقل بكثير من العام الماضي، بسبب إجراءات مواجهة فيروس كورونا، وفق تصريحات رئيس
شعبة تجار الحلوى بالغرفة التجارية بالقاهرة.
وأضاف صلاح العبد في
حديثه لـ"عربي21": "إجراءات الحكومة المتعلقة بالحظر، وإغلاق المحال
التجارية من الساعة الخامسة، أدت إلى تراجع عمليات البيع والشراء بشكل كبير، إضافة
إلى عزوف البعض عن الشراء هذا العام، أو تقليل الكميات".
وبشأن حجم المبيعات
المتوقع لهذا الموسم، رجح أن "تصل نسبة المبيعات في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا
إلى 50 أو 60 % على أقصى تقدير"، مشيرا إلى أن المخابز والمصانع اتجهت إلى تقليل
الكميات، كما أن الأسعار لم تتغير عن العام الماضي إن لم تكن انخفضت بعض الشيء".
وأرجع العبد، أحد أشهر
صناع الحلوى والمخبوزات في مصر، حرص المصريين على تقاليد شراء أو صناعة الكعك والبسكويت
رغم أزمة كورونا، إلى أنه "تقليد راسخ لدى المصريين منذ مئات السنين، مثله مثل
شم النسيم، وغيرها من العادات والتقاليد المرتبطة بتراث المصريين".
منافسة بين المخابز
والبيوت
وتتنافس شركات صنع الحلوى
والمخابز المعروفة والشهيرة في مصر على تقديم أنواع فاخرة بأسعار غالية للطبقات المتوسطة
والغنية، حيث يتراوح سعر الكيلو ما بين 80 جنيها و250 جنيها للكعك والبسكويت والبيتي
فور والغريبة، بحسب جودة المنتج، ونوع الحشو.
إلا أن المخابز الشعبية
تقدم أنواعا أرخص ثمنا وأقل جودة بأسعار تبدأ من 30 جنيها حتى 60 جنيها للكعك والبسكويت
وباقي الأنواع، وهي أسعار تتناسب مع متوسط دخل غالبية المصريين، حيث يعاني 32% من السكان
من الفقر، وفق إحصاء عام 2018.
إلا أن لربات البيوت
رأيا آخر، فبعضهن يفضلن صناعة كعك وبسكويت العيد في البيوت بمساعدة بعضهن البعض، وإضافة
السمن والزبدة البلدي كما يحلو لهن، ويقمن بتسويته، سواء داخل أفران صغيرة، أو لدى بعض
المخابز القريبة مقابل بضعة جنيهات لكل "صاج".
مراسل "عربي21"
رصد صناعة الكعك سواء في البيوت أو في المخابز، وحرص ربات البيوت على إعداده وصناعته
بطرقه المختلفة من خلال مساعدة الأقارب والجيران والأطفال، وتشكيل الكعك والبسكويت
في صوان من الألومنيوم أو الصاج.
تقول أم محمد إنها تفضل
صناعة الكعك والبسكويت في المنزل: "أتشارك مع والدتي وزوجات أخي في إعداد الأصناف
التي نحبها بالمكونات الطبيعية، وبكميات كبيرة، بدلا من الشراء بسعر عال، وكميات قليلة،
وتجنبا لمخاطر العدوى".
وأضافت لـ"عربي21":
"الظروف التي يعيشها العالم اليوم تحتم علينا أن نكون حريصين بعض الشيء، ولكن
العادات تغلب على الشعوب، ولا تتنازل عنها بسهولة، خاصة عندما يتعلق الأمر بأيام عيد
الفطر، وتبادل الزيارات بين الأهل".
تداعيات كورونا
يقول صاحب أحد المخابز
إن "حرص المصريين على الشراء في موسم العيد لم يكن كافيا لتنشيط حركة البيع؛ بسبب
إجراءات الحظر المفروضة".
وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أن:
"البعض فضل إعداد الكعك والبسكويت في البيوت، لذلك تراجع البيع وتراجع الإنتاج،
حتى إن الشكولاتة والمكسرات -باستثناء الفول السوداني- لم تشهد رواجا كبيرا، على الرغم
من أنها لا تصنع في البيوت".