هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت خطيبة جمال خاشقجي، خديجة جنكيز، مقالا في صحيفة "الغارديان"، طالبت فيه رابطة الدوري الإنجليزي، (البريميير ليغ) بعدم تمرير صفقة شراء هيئة الاستثمار العامة السعودية -التي يسيطر عليها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان- لنادي نيوكاسل يونايتد.
وقالت جنكيز في مقالها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأخير يحاول تحسين صورته، التي تشوهت بعد اتهامه بقتل الصحافي المعروف في قنصلية بلاده بإسطنبول. ودعت الدوري الإنجليزي لعدم الموافقة على صفقة البيع، لأنها لو وافقت "فستلطخ سمعتها".
ولفتت إلى أن صفقة البيع أصبحت مدار جدل حول العالم، وتثير الكثير من الأسئلة، كما أن جماعات حقوق الإنسان الدولية دعت لوقف الصفقة، بالنظر لملف حقوق الإنسان السعودي.
وقالت جنكيز إن ولي العهد السعودي، منذ الجريمة، يحاول تقديم نفسه للعالم والرؤساء على أنه "حداثي ومتنور ومصلح".
كما أشارت إلى أن السعودية استضافت مباريات ملاكمة عالمية ومصارعة، وأن عقد بعضها لتقديم عروض لا يزال ساريا، في محاولة لتجميل أفعال ابن سلمان؛ بهدف إعادة الثقة بحكمه، وليس توسيع الحرية للمواطنين السعوديين.
وتاليا النص الكامل للمقال :
إن خطة الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد من مجموعة يسيطر عليها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان باتت تثير أسئلة حول العالم.
إن جماعات حقوق الإنسان شجبت المحاولة التي تخدم مصالح المملكة في "عملية تبييض عبر الرياضة" لانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها.
ولكن لا يوجد ما يشير إلى أنه سيتم وقف عملية الشراء بمبلغ 350 مليون دولار، وقد قام ولي العهد السعودي خلال السنوات الماضية بإنفاق الملايين كي يقدم نفسه للعالم على أنه حداثي ومصلح.
وفي عام 2017، طلب الدعم الدولي للمساعدة على عملية تحويل المملكة إلى مجتمع مفتوح يقوي حرية أفراده، وبالضرورة اجتذاب الاستثمارات الأجنبية.
اقرأ أيضا: التايمز: عقبة جديدة بوجه صفقة السعودية مع نادي نيوكاسل
وقام بشكل سطحي ببعض الإصلاحات الليبرالية، وألغى الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة، وقيد من سلطات الشرطة الدينية، وأنفق ملايين الدولارات على شبكة علاقات عامة دولية لكي تروج لأجندته عبر العالم.
لكن خلف كل هذه الجهود كان الاعتقال والتعذيب والقتل، ومن بين الانتهاكات التي ارتكبها النظام تلك التي حدثت أثناء الحرب في اليمن التي قادت كما تقول الأمم المتحدة لاتهامات موثوقة بارتكاب جرائم حرب.
أصبح خطيبي جمال خاشقجي ضحية للنظام في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، وتم ذبحه على يد عملاء الحكومة السعودية في القنصلية بإسطنبول وأنا انتظر خارجها.
وحاولت الحكومة وفشلت بالتستر على القتل، وتوصلت المخابرات الأمريكية، سي آي إي والمقررة الخاصة حول القتل خارج القانون في الأمم المتحدة، إلى أن عملية القتل كانت بأمر من ولي العهد.
إن عملية القتل البشعة وما أعقبها شوهت صورة محمد بن سلمان، وأدت لإحراج كبير للحكومة السعودية.
وتجنب عدد كبير من قادة دول العالم عدة أشهر ولي العهد، فيما رفض عدد من رجال الأعمال التعامل تجاريا مع المملكة، "لكنه اليوم يعمل على إنقاذ سمعته، وهناك شبكة من الشركات معظمها في لندن تعمل على مدار الساعة؛ لكي تحرف النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها المملكة.
واستضافت السعودية مباريات ملاكمة، ولا يزال عقدها مع مؤسسة المصارعة العالمية للترفيه في مكانه. وتعتبر هذه المناسبات مجرد تجميل تهدف لإعادة الثقة بحكم ابن سلمان، وليس توسيع الحرية للمواطنين السعوديين".
إن ولي السعودي بدلا من أن يكون زعيما متنورا أظهر أنه قوة لا تخدم الاستقرار. ففي أثناء أزمة فيروس كورنا انشغل بتقوية سلطاته في وقت انشغلت فيه الدول بالبحث عن طرق لحماية مواطنيها من المرض.
وفي آذار/ مارس، اعتقل 289 من موظفي الحكومة، بمن فيهم أعضاء بارزون من العائلة الحاكمة؛ بذريعة مكافحة الفساد.
وفي الشهر الماضي، اشترت هيئة الاستثمارات العامة التي يترأسها حصة بـ500 مليون دولار في شركة الترفيه "لايف نيشين"، وعمل منذ بداية الأزمة على استعادة ما خسره من سوق النفط عبر حرب أسعار للنفط.
فشل الحكومات العالمية تحميل محمد بن سلمان مسؤولية أعماله شجعه. واليوم تقترب مجموعة الاستثمارات، التي يترأسها، من شراء واحد من نوادي البريميير ليغ التي تحظى بتشجيع واسع.
لكن البريميير ليغ سيخرق ميثاقه لو مضى قدما ووافق على الصفقة. ويمنع الميثاق أي شخص "تورط خارج المملكة المتحدة بعمل يمكن اعتباره جريمة، ولو حصل هذا في المملكة المتحدة سواء أدى هذا السلوك إلى إدانة أم لا"، وتقول: "ليس لدي أي شك من أن مشجعي نادي نيوكاسل يونايتد لا يتمنون أن يدير ناديهم مهندس لقمع كهذا".
وفي نظامه يتم تعذيب الصحافيين، ويختفي المعارضون، ويسجن الإصلاحيون مدى الحياة". وقالت إن منظمة أمنستي إنترناشونال حذرت بريميير ليغ، وأنه قد يصبح ضحية من يحاول استخدام "سحر وهيبة بريميير ليغ لكي يغطوا على أعمالهم اللاأخلاقية".
واتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش السعودية باستخدام الرياضة "كوسيلة علاقات عامة لحرف النظر عن سجلها الصارخ في مجال حقوق الإنسان"، ومع ذلك "رفض بريميير ليغ وقف محاولة ابن سلمان اليائسة لحماية صورته".
لقد حان الوقت لأن تقوم حكومات الغرب والناس المسؤولون بمحاسبة ابن سلمان، فقد منحه تراخيهم في السنوات الماضية أنه يستطيع عمل ما يريد دون خوف من التداعيات".
هناك فرصة لبريميير ليغ لكي يوضح أن الطغاة والمجرمين لا مكان لهم في المنافسات الرياضية المحترمة، ولو لم ينتهز هذه الفرصة فستلطخ سمعته وللأبد، وكن مطمئنا أن من سيتولون إدارة نيوكاسل يونايتد أيديهم ملطخة بالدم".