هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "بوليتيكو" تقريرا للصحافي تيم ألبيرتا قال فيه إن كاثرين براتر وكيلرا رايز، كانتا ترقصان على مساحة صغيرة خارج مركز تسوق شبه فارغ على تقاطع طرق في بلدة يبسيلانتي في ولاية ميتشيغان.
صديقتان في الأربعينيات من العمر ولم يكن لديهما ما يحتفلان به مؤخرا. فرايز فقدت وظيفتها في شركة شحن قبل شهرين وهي الآن دون تأمين وتتدبر أمورها بصعوبة وبراتر التي تعمل سائقة حافلة مدرسية ستقبض آخر راتب لها خلال أسبوعين ولا تدري من أين سيكون دخلها بعد ذلك.
ألمهما يمثل الألم في ميتشيغان بشكل عام، وهي ولاية عانت من حوالي 5000 وفاة بسبب كوفيد-19، وتعاني من 22% من البطالة، ويعاني وسط الولاية من فيضان يحصل كل 500 عام تسبب بتشرد عشرات آلاف الناس، فإن كانت أمريكا تعاني من صداع فإن ميتشيغان تعاني من ألم الشقيقة.
ولكن في هذا الوقت لا شيء يهم. فبالنسبة للمجموعات التي تجمعت على جانب الطريق لمشاهدة الموكب الرئاسي – ومعرفة أن الرئيس دونالد ترامب جاء ليزور بلدهم ويزور مصنع فورد – يكفي أن ينسيهم معاناتهم الحالية.
وتنبعث الموسيقى الشعبية من شاحنة صغيرة متوقفة والزبائن يدفعون خمسة دولارات ليشتروا قمصان "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" ويلبسونها فوق ملابسهم.
أحد الرجال كان يرفع علما من أيام بيتسي روس ويستخدمه اليمينيون المتطرفون، وعلى صنارة صيد يعلق دمية شقراء عارية ويصرخ "الحاكمة الغبية"، مقلدا ترامب في إشارة لحاكمة ميتشيغان غريتشين ويتمر الديمقراطية.
ويشير التقرير إلى أن براتر ورايز- كلاهما صوت لغريتشر ويتمر في 2018، وكلاهما الآن مع ترامب في خلافه مع حاكمة ميتشغان.
ومع عدم وجود رياضة فقد أصبحت السياسة هي اللعبة الجديدة – وهذه بوابة ترامب الخلفية، تجربة فريدة في وقت فريد، أقرب ما يمكن للتجمعات الانتخابية الترامبية في وقت منعت فيه التجمعات.
وقالت رايز: "فعلت هذا مرة من قبل، عندما زار جورج بوش الابن ميتشيغان في أوائل الألفية، وكان أن الأمر جميلا وممتعا لمجرد أن يذهب الشخص لرؤية موكب الرئيس" وتتابع: "لم يكن أبدا مثل هذا".
ويعلق كاتب التقرير: "أصدق ذلك بسهولة، فمن ناحية لم يكن للرئيس الجمهوري الأسبق مثل هذه القاعدة. وبينما كانت رايز تتحدث أومأت برأسها عبر الشارع، وكانت هناك امرأة سوداء تسير على الرصيف وتصرخ: السود مع ترامب، ترامب ليس عنصريا".
ويضيف: "بالتأكيد هناك فروق أخرى، فما كان يمكن للرئيس الثالث والأربعين أن يفكر، وخاصة في أوقات الأزمات القومية، أن يحول زيارة إلى مناسبة دعاية انتخابية".
اقرأ أيضا: ترامب: افتحوا دور العبادة.. أمريكا بحاجة لمزيد من الصلاة
ويتابع: "لنكون منصفين، ترامب كان متعاونا خلال زيارته لجنوب شرق ميتشيغان، فعدا عن إصراره على عدم لبس كمامة وإشارته الغريبة لنسب هنري فورد الجيد، فقد كان الرئيس على أفضل ما يكون من حيث التصرفات".
كما أنه أشاد بالعاملين في مصنع فورد في راوسونفيل مبرزا همتهم وتضحياتهم وبراعتهم في صناعة أجهزة التنفس في المصنع الذي كان قبل شهرين يصنع البطاريات ومضخات البترول".
ويقول: "هذا هو دونالد ترامب الذي نشاهده في لحظات عابرة هو ترامب الذي يتمنى الزعماء الجمهوريون رؤيته، ترامب الذي يستخدم براعته على منصة الرئاسة ليوحد لا ليفرق ولإرسال رسالة تفاؤل وشمولية لطمأنة الأمريكيين حول مقدرته على إعادة بناء الأمة بدلا من تمزيق نصفها".
لكن قبل وصوله إلى ميتشيغان بأربع وعشرين ساعة قام الرئيس بشن حملة تضليل اتهم فيها الديمقراطيين بتزوير الانتخابات.
وللتوضيح فإنه لا شيء من هذا دقيقا. فقد تم إرسال طلبات للناخبين للتصويت غيابيا، وهو ما يتماشى مع قانون ميتشيغان الجديد. وقد أرسل الحزب الجمهوري في ميتشيغان نفسه طلبات كذلك. فليس هناك شيء خطأ أو غير قانوني في فعل ذلك، والحزبان يفهمان قواعد اللعبة ويحاولان إتقانها قبل تشرين الثاني/ نوفمبر، بحسب ما ترجمته "عربي21".
ولكن ترامب يلعب لعبته الخاصة، فقد وضع ترامب عينيه على مؤسسة الاقتراع والفائدة بالنسبة له مضاعفة، فمن خلال ذلك يستطيع أن يحرض قاعدته بشكل أكبر ليحصل منها على آخر قطرة تأييد في تشرين الثاني/ نوفمبر، وفي نفس الوقت يكون قد جهز مبررا إن هو لم يفز في الانتخابات.
وقال كيث برادر، وهو مقاول حدائق يبلغ 72 عاما من العمر من بلدة ويليس القريبة: "عشت في شيكاغو لمدة ست سنوات ونعرف كيف قام العمدة دالي بملء صناديق الاقتراع لصالح جون كنيدي ضد نيكسون.. وهذا ما يريد الديمقراطيون فعله هنا في التصويت بالبريد".
وقال ماثيو شيبارد، وهو عسكري متقاعد: "في محافظة وين فقط هناك مليون شخص لم يكونوا مسجلين للتصويت في 2018، وسمح لهم بالتصويت على أي حال. هذه هي الطريقة الوحيدة التي سيخسر فيها ترامب الانتخابات حيلة الأصوات بالبريد".