سياسة تركية

هل زار رئيس مخابرات تركيا العراق سرا.. ولماذا؟

تطرقت المباحثات وفق مراقبين عراقيين إلى العديد من الملفات المشتركة على رأسها حزب العمال الكردستاني- جيتي
تطرقت المباحثات وفق مراقبين عراقيين إلى العديد من الملفات المشتركة على رأسها حزب العمال الكردستاني- جيتي

أثارت الأنباء التي تحدثت عن زيارة سرية أجراها رئيس المخابرات التركي هاكان فيدان، إلى العراق قبل أيام، الكثير من التساؤلات حول حقيقتها والملفات التي بحثها في بغداد، حيث لم تعلن الحكومتان أي شيء عن الموضوع.

وفي حديث لـ"عربي21"، أكدت مصادر سياسية عراقية- طلبت عدم كشف هويتها- أن رئيس المخابرات التركي أجرى بالفعل زيارة سرية إلى العاصمة بغداد يوم الخميس الماضي، والتقى بكبار المسؤولين العراقيين.

"مظلوم كوباني"


من جهته، قال الدكتور ماجد شنكالي القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني في حديث لـ"عربي21"؛ إن الزيارة كانت سرية، وربما جاءت بعد زيارة غير مؤكدة لرئيس قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم كوباني إلى بغداد.

ورأى أن زيارة شخصية مثل هاكان فيدان المعروف بأنه "خازن أسرار أردوغان"، لا شك أنها تحمل الكثير من الأمور التي تتعلق بالعلاقات بين بغداد وأنقرة وخاصة المنافذ الحدودية، إضافة إلى ملف وجود حزب العمال الكردستاني في مناطق قنديل ومخمور وسنجار.

ولفت شنكالي إلى أن "زيارة رؤساء المخابرات إلى الدول تعني أنها مهمة، وتأخذ طابع السرية، وتتعلق بتسهيلات سياسية حتى على المدى البعيد، وأعتقد أن خلفية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي المخابراتية أيضا ستسهم في هذا الموضوع، خاصة مع تركيا".


"العمال الكردستاني"


ودعا القيادي الكردي إلى استثمار العراق ورقة حزب العمال الكردستاني والضغط على تركيا، سواء بإخراجه من البلد، أو بالموضوع المائي وما يتعلق بسد أليسو التركي وحصة العراق المائية، وكذلك موضوع وجود قوات تركية في الأراضي العراقية.

ولفت إلى أن وجود "العمال الكردستاني" عامل ضعف للعراق وخرق للدستور، "ويجب استثمار ذلك للضغط على تركيا خصوصا في ملف المياه، لأن أنقرة تريد من بغداد إخراج هذا الحزب- وذلك أيضا فيه مكسب لنا-، ولكن على أنقرة أن تقدم شيئا من التنازلات للعراق في ملفات أخرى".

ونوه شنكالي إلى أن السياسية العراقية تستطيع مستقبلا أن تأخذ منحى جديدا في العلاقة مع تركيا، سواء كان موضوع حزب العمال الكردستاني أو غيره من الأمور، التي يجب أن تستثمر في التعامل مع الدول.

"تبادل معلومات"


من جانبه، قال النائب عبد الهادي السعداوي عن ائتلاف "دولة القانون"؛ إن "الزيارة السرية للمسؤول التركي، ربما بحثت تبادل المعلومات بخصوص وجود تنظيم الدولة في سوريا والعراق، لأن ذلك يؤثر على الأمن القومي التركي، ومن الضروري التخطيط بين هذه الدول لمكافحة الإرهاب".

ولفت السعداوي في حديث لـ"عربي21" إلى أن "حزب العمال الكردستاني يعدّ منظمة إرهابية ولا نقبل بوجوده على الأراضي العراقية إطلاقا، ويجب التعاون بين تركيا والعراق لطرده من جميع المناطق الحدودية؛ لأن مثل هذه المنظمات تسعى إلى تدمير البلدان".

وشدد على أن "العراق يسعى دائما إلى عدم وجود أعداء للدول المجاورة على الأراضي العراقية، وأن جميع الحكومات المتعاقبة كانت استراتيجيتها واضحة في منع وجود مثل هذه المنظمات داخل البلد".

"مصير الأسد"


لكن وكالة "الإخبارية" العراقية كشفت السبت، أن الزيارة السرية لرئيس جهاز المخابرات التركي إلى بغداد، تناولت ملف شرق سوريا ومصير رئيس النظام بشار الأسد، وفتح معبر ثالث مع تركيا عبر الموصل، دون المرور بإقليم كردستان.

وأوضحت أن "فيدان حمل رسالة طمأنة من الجانب التركي بالتزامن مع تشغيل سد أليسو التركي المطل على نهر دجلة، حيث أكدت أنقرة عدم المساس بحصة العراق ومصالحها، شريطة عدم استخدام العراق ورقة الضغط الاقتصادي ومنع إدخال البضائع التركية".

ونوه الموقع العراقي إلى أن "زيارة رئيس المخابرات التركي السرية لبغداد لم تكن الأولى، بل سبقتها زيارات عدة، ولا سيما مع تصاعد العمليات العسكرية التركية في سنجار لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني".

التعليقات (0)