اقتصاد دولي

ما سر ارتفاع مبيعات العقارات بتركيا في مايو رغم أزمة كورونا؟

ارتفعت مبيعات العقارات ١٩.١ بالمئة في مايو على أساس شهري رغم أزمة كورونا- الأناضول
ارتفعت مبيعات العقارات ١٩.١ بالمئة في مايو على أساس شهري رغم أزمة كورونا- الأناضول

كشفت بيانات رسمية عن ارتفاع مبيعات العقارات في تركيا خلال شهر أيار/مايو الماضي رغم تداعيات وباء كورونا على غالبية القطاعات الاقتصادية.


وبحسب بيانات معهد الاحصاء التركي، الصادرة الإثنين، فقد ارتفعت مبيعات العقارات ١٩.١ بالمئة على أساس شهري (خلال أيار/مايو مقارنة بشهر نيسان/إبريل)، في حين تراجعت بنسبة ٤٤.٦ بالمئة على أساس سنوي (مقارنة بنفس الشهر من العام السابق).


ودفع زيادة الطلب خلال شهر أيار/مايو ٢٠٢٠ إلى ارتفاع أسعار العقارات خاصة في مدينة إسطنبول. وكشفت بيانات للبنك المركزي التركي أن أسعار العقارات بإسطنبول زادت في أيار/ مايو الماضي بنسبة ١.٢ بالمئة مقارنة بشهر نيسان/أبريل الماضي، كما حققت زيادة قدرها ١١.٧ بالمئة مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق.


وأرجع المدير التنفيذي لإحدى الشركات العقارية في تركيا، محمد القرشي، في حديثه مع "عربي21" ارتفاع مبيعات العقارات في تركيا رغم التداعيات الناجمة عن تفشي وباء كورونا إلى الحلول السريعة التي طرحتها الدولة وسهلت عمل الشركات العقارية رغم أزمة الوباء أبرزها تسهيل إجراءات عملية البيع والشراء عبر الإنترنت، إلى جانب قدرة القطاع على تجاوز الصدمة التي صاحبت بداية الأزمة.


وأضاف: "مبيعات العقارات عبر الإنترنت بلغت أكثر من 70 بالمئة من إجمالي المبيعات خلال شهر مارس 2020، نتيجة لاستجابة القطاع الخاص بشكل أكثر من ممتاز لتلبية احتياجات العملاء مستخدما العديد من برامج التواصل الإلكتروني للتعريف بالمشروعات والتواصل مع العملاء".


وأشار القرشي، إلى حجم مبيعات العقارات في تركيا خلال الربع الأول من العام 2020 ارتفع بنسبة بلغت ٣.٤ بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، مسجلا في أذار/مارس ١٠٨٦٧٠ عقارا، قبل أن يتراجع في نيسان/أبريل إلى ٤٢٧٨٣ عقارا، ويصعد في أيار/مايو إلى ٥٠٩٦٣ عقارا، معتبرا أن التراجع الذي حدث في نيسان/أبريل محدودا إذا ما قورن بحجم الأزمة وانعكاساتها على غالبية القطاعات الاقتصادية الأخرى.


وأوضح أن مبيعات العقارات بالرهن العقاري بلغت 18483 بما يعادل ٣٦.٣ بالمئة من إجمالي مبيعات العقارات في تركيا، محققة ارتفاعا بنسبة ٢٣.٩ بالمئة مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق.


ولفت القرشي إلى أن مبيعات الأجانب خلال شهر أيار/مايو تراجعت بنسبة ٧٨.١ بالمئة، مقارنة بنفس الشهد من العام الماضي، بإجمالي مبيعات بلغ ٨٦٠ عقارا، موضحا أن إسطنبول جاءت في المرتبة الأولى من مبيعات الأجانب بـ 423 عقارا تليها أنطاليا 130، ثم أنقرة 72، ثم أزمير 38، ثم مرسين 29.


وأكد أن الإيرانيين تصدروا قائمة الجنسيات الأكثر شراء للشقق السكنية في تركيا خلال أيار/ مايو بعدد 209 شقة يليهم العراقيين بعدد 143 شقة ثم الأفغان بعدد 48 شقة ثم الصينيين بعدد 46 شقة ثم الأذربيجان بعدد 42 شقة.


يشار إلى أن بعض المناطق في مدينة إسطنبول شهدت قفزة جنونية في أسعار إيجار العقارات السكنية والإدارية منذ بداية العام ٢٠٢٠ رغم تداعيات كورونا، وخاصة في منطقة باشاك شهير، وهو ما فسره القرشي بافتتاح عدد من المشاريع المهمة في تلك المنطقة وفي مقدمتها مدينة "باشاك شهير" الطبية، وقرب افتتاح خطوط جديدة لمترو الأنفاق بتلك المناطق وعدد من المشاريع الحيوية الأخرى.


وفي ٢١ أيار/مايو ٢٠٢٠، افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مدينة "باشاك شهير تشام وساكورا" الطبية، في الشطر الأوروبي من مدينة إسطنبول، بمشاركة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، عبر الفيديو.

وقال أردوغإن خلال حفل الافتتاح، إن مدينة "باشاك شهير" الطبية ستكون إحدى العلامات التجارية لبلاده في مجال السياحة العلاجية، وإن إسطنبول أصبحت مركزا صحيا عالميا.


وأضاف أن إسطنبول أصبحت مركزا دوليا في مجال الصحة، مشيرا أن مدينة "باشاك شهير" الطبية من خلال بنيتها التحتية التكنولوجية، ومبانيها ومرافقها ستكون إحدى معالمها، لافتا إلى أن المدينة الطبية قادرة على استقبال 35 ألف مريض يوميا.


وتابع: "المدينة الطبية ستصبح من أشهر الأيقونات العلاجية في تركيا، في هذا الوقت الذي باتت فيه قيمة الخدمات الطبية الجيدة والشاملة مفهومة بشكل أكبر".

التعليقات (0)

خبر عاجل