هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة إسرائيلية الأربعاء، إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعمل على فحص تنفيذ مخطط ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية ومنطقة غور الأردن على مرحلتين.
وأوضحت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن "نتنياهو
يفكر بتقسيم خطوة السيادة إلى مرحلتين؛ تكون الدفعة الأولى في المستوطنات التي تقع
في عمق الأراضي الفلسطينية".
وبحسب هذا المخطط، فإنه "في الدفعة الأولى، سيتم توسيع
السيادة الإسرائيلية بالذات على سلسلة من المستوطنات في عمق الأراضي (الفلسطينية) والتي
تقع خارج الكتل الاستيطانية الكبرى، ويبلغ حجمها نحو 10 بالمئة من أراضي الضفة الغربية،
وليس 30 بالمئة، التي تسمح بها صفقة القرن الأمريكية".
ونوهت إلى أنه "بعد هذه المرحلة، ستتوجه إسرائيل
إلى السلطة الفلسطينية، وتدعوها لطاولة المفاوضات، وفي حال واظبت السلطة على الرفض، فستنفذ إسرائيل ضم الـ20 بالمئة المتبقية في المرحلة الثانية".
موقف واشنطن
وذكرت الصحيفة، أن "مكتب نتنياهو في الآونة الأخيرة،
يدرس هذا الاقتراح، حيث تستطلع تل أبيب موقف الولايات المتحدة من الموضوع، ولا يزال
الاقتراح في مرحلة أولية جدا ولم ترسم خرائطه بعد".
وأكدت أن "نتنياهو توصل إلى الاستنتاج بضرورة تقسيم
السيادة، لعدة اعتبارات منها، أولا، الخطوة ستبث للأسرة الدولية والمنطقة، أن إسرائيل
منصتة للانتقاد وتنفذ خطواتها بحذر، كما أن خطوة من مرحلتين ملائمة لنهج البيت الأبيض؛
الذي يرى في صفقة ترامب خطة سلام وليس خطة ضم".
اقرأ أيضا: دعوات إسرائيلية لتحويل خطة الضم بالضفة لـ"مشروع إقليمي"
والثانية، "دعوة عباس لاستئناف المحادثات مع إسرائيل،
وهو الأمر الذي يتناسب مع منطق خطة ترامب، التي ترى في نقل رسالة للفلسطينيين، أن
الزمن ليس في صالحهم".
وأوضحت أن "نتنياهو يميل بالنسبة للمنطقة التي سيطبق
فيها القانون الإسرائيلي، إلى أن يبدأ في مستوطنات العمق، لجملة من الأسباب، والامتناع
عن ضم الغور، وذلك كفيل بأن يلطف حدة رد الفعل الأردني، الذي يقلق الإدارة الأمريكية، علما بأن هناك توافقا إسرائيليا واسعا، على أن غور الأردن سيبقى في أيدي إسرائيل في كل اتفاق مستقبلي،
وبالتالي فإنه يقل الإلحاح للبدء به بالذات".
وتابعت: "لسبب مشابه، يفضل نتنياهو عدم البدء بالكتل
الاستيطانية الكبرى، كآرئيل ومعاليه أدوميم وغوش عتصيون، فبحسب كل خطط السلام التي كانت،
يفترض بهذه الكتل أن تصبح على أي حال جزءا من إسرائيل، من الجهة الأخرى؛ فإن بسط السيادة
الإسرائيلية في عمق الاستيطان، سيشكل قولا سياسيا ذا معنى تاريخي، ويشطب عن جدول الأعمال
إمكانية اقتلاعها في المستقبل".
ضرورة التغيير
وبينت أن "نتنياهو توصل إلى الاستنتاج؛ بضرورة تغيير
مخطط السيادة في أعقاب المصاعب الكثيرة التي اصطدمت بها الخطوة مؤخرا"، مدعية
أن "نتنياهو ليس قلقا من التدهور في العلاقات مع الدول العربية، ويعتقد بأن خطوات
العقاب الأوروبية لن تكون ذات مغزى".
وفي الجهة الأخرى، فإن "مطالبة الولايات المتحدة
بأن يكون مخطط السيادة متفقا عليه أيضا مع زعماء "أزرق أبيض"، أدت بنتنياهو
إلى البحث عن مسار يخرج العربة من الوحل"، بحسب تعبير الصحيفة.
وفي سياق متصل، علمت "إسرائيل اليوم"،
"سببا آخر للتأثير الكبير في الإجراءات؛ وهو ترسيم الخرائط، فالصيغة الأولية في
خريطة السيادة رسمها العقيد داني تيرزا، وهو الذي حدد في الماضي مسار جدار الفصل، وهذه
الخريطة، التي نشرها لاحقا مجلس "يشع" تتضمن تواصلا إقليميا للدولة الفلسطينية
المستقبلية، ولكن محافل عديدة في اليمين عارضتها".
وعلى هذه الخلفية، "عرضت على واشنطن خريطة أخرى،
أكثر ارتياحا للاستيطان، وليس فيها تواصل إقليمي للفلسطينيين، كما أقامت لجنة ترسيم
الخرائط الإسرائيلية-الأمريكية مداولات عديدة على هذه الخريطة، ولم تتوصل إلى توافق".
وبناء على ما سبق، "يميل نتنياهو إلى تقسيم خطوة
السيادة إلى دفعتين، لأنه ليس هناك في المرحلة الأولى حسم في الحدود المستقبلية لإسرائيل
مع الدولة الفلسطينية"، بحسب الصحيفة التي رأت أن "سيادة جزئية على مستوطنات
معينة، دون ترسيم خط متواصل الآن، تعفي من الحاجة للحسم في الجدال مع الولايات المتحدة
واليمين الإسرائيلي الذي يعارض بعضه الخطة".