صحافة دولية

الغارديان: أعلى نسبة مدخنين بالعالم بالأردن.. والشركات متنفذة

تمارس شركات التدخين ضغوطا على المعنيين في قطاع الصحة العام - CC0
تمارس شركات التدخين ضغوطا على المعنيين في قطاع الصحة العام - CC0

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا قالت فيه إن أعلى نسبة للمدخنين في العالم، هي في الأردن، وأشارت إلى أن ثمانية من كل عشرة أردنيين يدخنون السجائر العادية، أو الإلكترونية.

وتستند الأرقام بحسب مايكل صافي، وجسار الطاهات، إلى دراسة حكومية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، بحسب ما ترجمته "عربي21".

وباستثناء السجائر الإلكترونية أو تلك الخالية من النيكوتين فقد وجدت الدراسة أن نسبة 66% من الرجال الأردنيين و17% من النساء يصنفون كمدخنين.

 وقال فراس الحواري، رئيس قسم الأمراض الصحية والعناية الحثيثة بمركز الحسين للسرطان: "المعدلات عالية بشكل خطير وتنبئ بكارثة صحية في المستقبل".

وتتباين الأرقام الأردنية مع تلك المسجلة في أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة حيث تم تخفيض معدلات التدخين بشكل كبير خلال العقود الثلاثة الماضية، وتم تحديد مساحة الضغط التي تمارسها شركات الدخان على القرار السياسي ومنع الدعاية لمنتجاتها بالإضافة لحملات توعية من مخاطر التدخين على الصحة.

ويقول محللو الصناعة والمدافعون عن الصحة العامة إن معدلات التدخين العالية في الأردن لها علاقة بالتأثير الذي تمارسه شركات صناعة الدخان الكبرى والقيود الأقل صرامة عليها. 

 

اقرأ أيضا: هذه الأطعمة ليست صحية كما تعتقد.. تعرّف عليها

 وتقول ريما نقاش، الأستاذة المشاركة في الصحة العامة بالجامعة الأمريكية ببيروت: "تواصل الشركات التأثير على السلطة السياسية في الدول ذات الدخل المتدني حيث لا تواجه مشاكل في الشفافية ويمكن أن تعمل أكثر في الظل".

ويعتبر الأردن الدولة رقم 2 من ناحية تدخل شركات الدخان في الحكومة، وذلك حسب تحليل قامت به منظمة مجتمع مدني. وكشف التحقيق عن تعرض المسؤولين الأردنيين للضغوط من مدراء شركات التدخين التنفيذيين فيما يتعلق بطريقة تنفيذ تشريعات التدخين مع عروض للحصول على تبرعات في مشاريع اجتماعية.

وقدمت شركة فيليب موريس إنترناشونال تبرعات لإصلاح مدارس في الأردن وتوفير حقائب مدرسية وتنظيم ورشات عمل حول المسار العملي للشباب.

وظهرت الشركة في منشورات رئيس الوزراء الأردني على وسائل التواصل الاجتماعي والتي أشارت إلى مساهمتها الاقتصادية للبلد. وتتهم جماعات الضغط عن شركات التدخين أنها قامت بتدخل غير مناسب لكي تشكل التنظيمات المتعلقة بمنتجاتها في الأردن.

 واطلعت الصحيفة على محاضر اجتماعات وكشفت عن حضور الشركة البريطانية الأمريكية للدخان والشركات اليابانية الدولية للدخان وفيليب موريس إنترناشونال سلسلة من الاجتماعات العام الماضي لمناقشة معايير استخدام السجائر الإلكترونية. ومن بين المعايير التي أقرت تلك المتعلقة بمحتويات النيكوتين وحجم ومكونات التحذير الصحي والتصميم والألوان المسموح بها على علبة الدخان وفيما إن كانت الرسالة عليها تشير إلى أنها أقل ضررا أو أنها تساعد على التخلص من عادة الدخان.

وتقول الأميرة دينا مرعد التي حضرت الجلسات بصفتها رئيس الإتحاد الدولي لمكافحة السرطان: "جلست شركات التدخين على الجانب الآخر من الطاولة واعترضت على كل معيار".

وتقول مرعد: "وصلنا إلى مرحلة شعرنا أنهم يقومون بتضييع وقتنا، ولهذا خرجنا جميعا احتجاجا، ولم يحدث شيء".

ووقع الأردن على المعاهدة الدولية لمكافحة الدخان والتي تجبر الدول على حماية الصحة العامة من تدخل شركات التدخين. وتقول جماعة مدنية تراقب تنفيذ المعاهدة إن تدخل شركات التدخين في تقرير السياسات التنظيمية هو مثال على خرقها.

وقالت الشركة البريطانية الأمريكية وفيليب موريس إنترناشونال إن استشارتها هو أمر عادي باعتبار أن لها مصلحة في التنظيمات والنقاش الذي يدور حولها. وأكدت شركة فيليب موريس أن علاقتها مع المسؤولين الحكوميين في الأردن مثل أي دولة أخرى متوافقة مع القوانين.

وقالت الشركة اليابانية الدولية للدخان إن مشاركتها كانت من أجل تقديم مساعدة فنية ومعايير صناعة في مجال السجائر الإلكترونية.


وقال عدد من المسؤولين السابقين والحاليين في الحكومة إن شركات الدخان لها علاقة قوية مع نواب أردنيين.

وتقول مرفت مهيرات، نائبة مدير الصحة بأمانة عمان إن مسؤولا إقليميا لشركة دخان دولية زارها عندما كانت مسؤولة عن لجنة تشرف على إنتاج الدخان وطلب منها أن تلتزم الحياد وعرض عليها تبرعا بمليون دينار أردني لتنفق على حملات مكافحة الدخان في العاصمة.

وتضيف مهيرات: "يتصلون بكل شخص بالطريقة التي يختارونها وعرضوا علي تمويل حملاتي للصحة العامة".

واطلعت الصحيفة على رسائل إلكترونية تظهر أن عددا من أعضاء جماعات صحية كبرى أبعدوا أنفسهم عن جهود مكافحة التدخين عندما وظفت شركات تدخين أفرادا من عائلاتهم لممارسة الضغط نيابة عنهم.

وتكشف سجلات الشركات أنها أنفقت مئات الآلاف لدعم برامج موجهة للشباب، ويقول المدافعون عن الصحة العامة إن هذه الجهود هي محاولة لتبييض الآثار الخطيرة على الصحة والاقتصاد الناجمة عن منتجات الدخان.

التعليقات (0)