صحافة دولية

ذي أتلانتك: كيف تحول كورونا في أمريكا إلى مرض اسمه ترامب

ترامب يحمل الصين باستمرار مسؤولية تفشي كورونا في أمريكا بهذا الشكل- جيتي
ترامب يحمل الصين باستمرار مسؤولية تفشي كورونا في أمريكا بهذا الشكل- جيتي

نشرت مجلة "ذي أتلانتك" مقالا انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتعاطيه مع أزمة فيروس كورونا وسط تزايد أعداد الإصابات وتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث تأثرها بالفيروس.

 

ولفت المقال الذي كتبه ديفيد فرام، وترجمته "عربي21"، إلى أن آثار كورونا على أمريكا كان كبيرا، من إغلاق معظم الاقتصاد الوطني، وتسجيل مستويات عالية من البطالة وتحول ملايين طلاب المدارس للتعلم على الإنترنت، وحرمان العائلات من زيارة أحبائهم الذين يحتضرون في المستشفيات.

 

ومع ذلك أدت هذه التضحيات إلى النتائج المرغوبة. ولو استمر ذلك التقدم، كان يمكن للأمريكيين وللاقتصاد الأمريكي أن يشهدوا تراجعا أكبر في الحالات وربما اقتربنا من نهاية الجائحة، حتى قبل اللقاح. 


إلا أن المقال حمل ترامب مسؤولية عودة الإصابات، ولفت إلى أنه يمكن عزو الذروة الأولى في أواخر نيسان/ أبريل لإهمال دونالد ترامب. ولكن الذروة الثانية في حزيران/ يونيو فهي من صنعه.

 

وأكد أن الموجة الثانية لكورونا عبارة عن "داء ترامب"، معتبرة أنه تسبب بها.

 

اقرأ أيضا: سجال بفريق ترامب لمواجهة كورونا: أمريكا في خطر أم لا؟

وأشار إلى أنه على سبيل المثال، كانت مدينة توسلا في أوكلاهوما تفرض قواعد التباعد الاجتماعي ولأسباب مهمة. وما بين 1 حزيران/ يونيو إلى 15 حزيران/ يونيو زاد عدد الإصابات بكوفيد-19 من 67 حالة إلى 186 حالة.

 

وحملت حملة ترامب الانتخابية السبب، وقالت إنه قبل تجمع ترامب الانتخابي في 20 حزيران/ يونيو في توسلا، قام موظفو البلدية بتثبيت ملصقات بين كل مقعدين في الاستاد تمنع الجلوس.

 

وأظهرت كاميرات المراقبة بعد ذلك العاملين في حملة ترامب الانتخابية يقومون بنزع تلك الملصقات حتى يتمكنوا من حشد المزيد من الحضور. وفي 26 حزيران/ يونيو أعلنت أوكلاهوما عن 396 إصابة جديدة في يوم واحد.


وقد لا يكون تجمع ترامب الانتخابي هو المسؤول عن كل تلك الحالات الجديدة، ولكن وضع ترامب أهمية رغباته المغرورة فوق سلامة حتى أشد مؤيديه يظهر في عودة الفيروس القوية في شهر حزيران/ يونيو، وفق كاتب المقال.


وحتى قبل الذروة في 24 نيسان/ أبريل، حث ترامب على فتح الاقتصاد الأمريكي.

 

وفي 16 نيسان/ أبريل اجتمع ترامب بحكام الولايات في اجتماع افتراضي لحضهم على رفع القيود مع 1 أيار/ مايو.

 

وأعلن البيت الأبيض يومها عن إرشادات متهاونة واقترح فتحا على ثلاث مراحل، كي تبدأ بعد أن تحقق الولايات "تراجعا في الإصابات المسجلة" على مدى 14 يوما، دون تحديد لأعداد ولا حدة التراجع في الإصابات وترك القرار لحكام الولايات.


وقال ترامب للحكام: "إنكم ستقومون باتخاذ القرار بأنفسكم.. ونحن سنقف بجانبكم، وسنعيد فتح بلدنا ونعيده للعمل فالناس يريدون العودة للعمل".


وفي ذلك الوقت، بدا هذا التظاهر بالاحترام لحكام الولايات تراجعا من الرئيس. فقبل ذلك بأيام كان ترامب قد قرر بأنه وحده الذي يملك "السلطة كاملة" لإعادة فتح الاقتصاد – وسيكون "أكبر قرار علي أن أتخذه".

 

ولكن تبين بسرعة أن هذا الاحترام كان مزيفا. فكان ترامب يريد أوسع فتح للاقتصاد وفي أقرب فترة ممكنة واستخدم السلطة السياسية لمنصبه للحصول على ذلك. 

 

وفي أواسط نيسان/ أبريل تجمع المتظاهرون – وكثير منهم يلوحون بالأسلحة – أمام مقرات الحكم في الولايات التي يحكمها الديمقراطيون للمطالبة بالفتح مباشرة وغرد ترامب مؤيدا "حرروا مينيسوتا" و"حرروا ميتشيغان" و"حرروا فيرجينيا".

 

اقرأ أيضا: ترامب يثني على "جداره" بمواجهة كورونا ويصر على تقليل الفحوص

ومن منتصف نيسان/ أبريل إلى نهايته، كان مسار العدوى في الولايات مثل جورجيا وفلوريدا وتكساس مستويا تقريبا وليس متجها نحو أرقام أدنى. وبالرغم من ذلك شجع ترامب الحكام أن يقوموا بفتح الاقتصاد بسرعة.

 

وفي 29 نيسان/ أبريل أعلن ترامب أن إرشادات التباعد الاجتماعي سوف "تتلاشى". 

 

وقال ترامب عن حكام الولايات الغربية والجنوبية الذين كانوا يتسابقون لإلغاء الإغلاقات في 1 أيار/ مايو: "أنا أؤيد كثيرا ما يقومون به". وكان الحكام يستجيبون لضغط أصحاب الأعمال المحليين. ولكنهم كانوا أيضا يستجيبون لرغبات ترامب وضغط الإعلام اليميني.


ومع هذا الوقت بدأت الولايات التي يحكمها الجمهوريون بالتخلي عن الإغلاق ابتداء من جورجيا في 23 نيسان/ أبريل.

 

وأشاد ترامب ابتداء بخطة ولاية جورجيا ثم انتقدها – ولكنه في المحصلة صادق عليها. وتبعتها تكساس في 1 أيار/ مايو، وأطلقت فلوريدا المرحلة الأولى من إعادة الفتح في 4 أيار/ مايو. 

 

وكان يمكن لإعادة فتح الاقتصاد المبكر أن يعمل فقط لو تم اتخاذ إجراءات وقاية صارمة بما في ذلك استخدام الكمامات والتباعد الاجتماعي. ولكن الرئيس خرب عملية إعادة الفتح التي دفع تجاهها بنفسه.

 

وخلال كل فترة رئاسته قلل من شأن السياسة المنطقية ليثير حروبا ثقافية ضارية وأصبحت الكمامة رمز تحشيد لمؤيديه.


فترامب لا يستخدم الكمامة أبدا، وسخر من جو بايدين لأنه يستخدم الكمامة.

 

وقال ترامب لصحيفة "وول ستيريت جورنال" في 21 أيار/ مايو: "أرى بايدن، يبدو وجهه كله مغطى، ويبدو كأنه غطى وجهه كله بكيس. ربما يحب أن يظهر هكذا".

 

وهناك ملايين المواطنين الذي يطيعون إشارات ترامب والإعلام اليميني ومجانين الطب الذين يملأون صفحات فيسبوك.

 

ومع أن معظم الأمريكيين يؤيدون استخدام الكمامات إلا أن 40% فقط من الجمهوريين يؤيدونها.

 

وأكدت المجلة أن ما حصل في أمريكا في حزيران/ يونيو وما سيحصل في تموز/ يوليو، بالكامل خطأ ترامب وليس الصين.

 

وختمت بالقول: "في بقية أنحاء العالم، بدأ كوفيد-19 بالتراجع. وكنتيجة بدأت الحدود تفتح وتعود الاقتصادات، ولكن هنا في أمريكا يعاني الأمريكيون من ذروة أخرى للمرض أسوأ من ذروة نيسان/ أبريل. فكم قاتلة ستكون هذه الذروة؟ سنتعلم ذلك كما نتعلم كل شيء في عصر ترامب: بالطريقة الأكثر مرارة".

التعليقات (0)