مدونات

السودان: قيمة سد النهضة

سد النهضة (جيتي)
سد النهضة (جيتي)
يشكل سد النهضة للسودان قيمة اقتصادية كبيرة، وفوائد تتخطى مخاطره. شُيد السد قرب حدوده مع إثيوبيا 40 كم. 

من فوائد المشروع زيادة مساحة الأراضي الزراعية، بأكثر من مليوني دونم إضافي صالحة للزراعة، كما يعمل المشروع على زيادة الدورة الزراعية، بدل أن تكون موسمية جراء انقطاع المياه، فتصبح متعددة، لمرتين أو ثلاث في العام، نتيجة انتظام جريان نهر النيل الأزرق، مع منح الحياة للنهر، والسماح بالملاحه فيه.

يستطيع السودان بناء سدود على النهر الأزرق، لتوليد الطاقة الكهربائية، كما يستطيع استيرادها من إثيوبيا بأسعار رخصية، وكلف أقل مما تنتجه الشركات السودانية.

يمنع السد الفيضانات الموسمية ويزيل عبئا عن السودان، جراء كلفة تنظيف السدود من تراكم الطمي القادم من الهضبة الإثيوبية، ناهيك عن الخسائر البشرية التي ترافق فيضانات النهر كل عام.

من أهم فوائد السد، استعادة السودان لـ15 مليار متر مكعب من المياه المنسابة من أراضيه إلى مصر على سبيل الإعارة، منذ عام 1959، دون الاستفادة منها، وتتخوف مصر من فقدان هذه الكميات.

إضافة لكل ذلك، يعد السودان البوابة الدولية للصادرات والمستوردات الإثيوبية، فـ80 في المئة من الوقود لإثيوبيا يمر عبر السودان، كون إثيوبيا دولة حبيسة، لا اتصال لها مع البحر، إلا عن طريق إريتريا، التي دخلت معها حرب استنزاف استمرت لعقود، وانتهت باستقلال إريتريا وتفردها بشواطئ البحر الأحمر. فالسودان يمثل الرئة التي تتنفس منها إثيوبيا.

مصريا، ينظر لقادة ثورة السودان حاليا كتابعين للنظام المصري لا كأنداد، وهذا ما لا يُعجب القيادة السودانية، ممثلة بقائد قوات التدخل السريع، حميدتي. فهم حسب النظام المصري والسيسي ليسوا إلا نتاج مليشيات مسلحة، أفشلت مخططات القيادة المصرية ودعمها للقوات المسلحة السودانية، المكروهة شعبيا.

بناء السد العالي

في عام 1959 بدأ التفكير في بناء السد العالي بدعم روسي وبتكلفة مليار دولار، وسعة 164 مليار متر مكعب. شكل السد خطرا وخسارة على الدولة السودانية، إذ دمر ملايين الأشجار وآلاف الدونمات، ومئات القرى، وهجر 18000 من سكانها، ما عرف بالهجرة النوبية.

لم يستفد السودان من السد العالي، ولم تكترث مصر لصرخاته، وهذا سبب إضافي لاعتبار مشروع سد النهضة مشروعا حيويا سودانيا يصب في مصلحته.
التعليقات (1)
محمد ابراهيم محمد
السبت، 16-01-2021 04:34 ص
رايع جدا