هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن الاتهامات لإيران بإرسال مسلحين إيرانيين إلى ليبيا لمساعدة القوات الموالية لحفتر.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه وفقا لهذه البيانات، لا يشارك المرتزقة من أصول سورية في المعارك إلى جانب حفتر فقط، بل أيضا إيرانيون، يُزعم أنهم أُرسلوا إلى هناك من قبل القيادة العسكرية الروسية.
وأضاف الموقع أن هذا الوضع يضع عمليا طهران على جبهة واحدة مع إسرائيل، المتهمة أيضا بدعم حفتر.
وفي هذا السياق، تتداول وسائل الإعلام التركية تقارير تؤكد انضمام مرتزقة إيرانيين إلى جانب القوات الموالية لحفتر، وبحسب هذه التقارير، فإن موسكو متورطة في إرسال المئات من المقاتلين الشيعة، تحديدا من لواء زينبيون ولواء فاطميون، عبر الأراضي السورية إلى شرق ليبيا، وكذلك من قوات القدس، وهي وحدة خاصة داخل فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني.
وبحسب الصحفيين الأتراك، يتقاضى المرتزقة بين ألف دولار و1500 دولار شهريا، كما أن أجهزة المخابرات السورية تشارك أيضا في نقل القوة العسكرية إلى ليبيا.
وبحسب وسائل الإعلام التركية، تتلقى هذه الوحدات قبل إرسالها إلى ساحة المعارك في ليبيا تدريبات في قاعدة حميميم الروسية. ووفقا لهذه المزاعم، وقع نقل بعض المقاتلين من تنظيم الدولة الذين وقع إعادة تأهيلهم إلى ليبيا.
وأفاد الموقع أن التناقض في النهج المتبع من طرف طهران بات واضحا. على المستوى الدبلوماسي، أعربت طهران عن دعمها لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، والتي تتلقى مساعدة عسكرية وسياسية شاملة من تركيا. في هذا الصدد، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قبل أسابيع قليلة: "نحن ندعم الحكومة الشرعية في ليبيا، التي يمكنها وضع حد للحرب الجارية، كما نتقاسم مع الجانب التركي وجهات نظر مماثلة حول سبل إنهاء الأزمة في ليبيا واليمن".
اقرأ أيضا: ذا هيل: أمريكا تقف متفرجة على "لعب" روسيا في ليبيا
وخلال المحادثات مع الجانب التركي، أفاد الظريف أن الصراع الليبي ليس مهما استراتيجيا بالنسبة لإيران مثلما هو الحال بالنسبة لتركيا، مضيفا أن تدخل إيران في شمال أفريقيا هي مجرد تكهنات يروج لها اللاعبون المحليون الذين يحاولون جذب انتباه الإدارة الرئاسية الأمريكية، التي تشن حربا ضد تنامي النفوذ الإيراني.
وأورد الموقع أنه في حال ثبت إرسال المقاتلين الإيرانيين إلى ليبيا، فإن ذلك يشير إلى دخول طهران في سلسلة علاقات متناقضة. إلى جانب ذلك، لا تنفرد تركيا فقط بإرسال المعارضة السورية للقتال في ليبيا إلى جانب القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني، حيث تنقل سوريا بدورها مقاتلين مؤيدين للحكومة وأسرى من المقاتلين المتطرفين إلى ليبيا.
وأشار الموقع إلى أنه لطالما اعتُبرت إسرائيل أحد رعاة قوات حفتر، ويعود الفضل في تحقيق حفتر لبعض التقدم سابقا إلى إرسال إسرائيل للأسلحة التقليدية وأنظمة الدفاع الصاروخية إلى القوات الموالية له.
وأضاف: "تفضل إسرائيل الابتعاد عن الحملات العسكرية المريبة، لكنها لا تخفي رفضها للسياسة الإقليمية التركية واهتمامها بالحفاظ على الهندسة الأمنية المألوفة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وبناء على ذلك، لدى إسرائيل أسباب كافية لدعم حفتر، الذي تقاتله القوات الموالية لتركيا.
وختم بالقول: "يعكس انضمام إيران إلى محور المدافعين عن القوات الموالية لحفتر وجود طهران وإسرائيل في نفس الارتباط التكتيكي تقريبا، وبطبيعة الحال، لا يعِد وقوف إيران وإسرائيل على نفس الجبهة بأي آفاق للمصالحة الإيرانية الإسرائيلية، بل يشير إلى أن رفض تنامي النفوذ التركي أصبح محفزا قويا جدا للعلاقات في الشرق الأوسط وما وراءه.