هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قام الاتحاد الأوروبي بتمديد قمته التي تهدف إلى الاتّفاق على خطّة لإنعاش الاقتصاد، بعد أزمة كورونا، إلى اليوم الأحد، رغم أنه كان يفترض أن تنتهي أمس السبت.
ويجتمع قادة الاتّحاد الـ27 ظهر الأحد مجددا، في ظلّ عجزهم عن التوصّل إلى تسوية.
من جهتها، انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الأحد، العجز عن التوصل لاتفاق، وقالت إن من المحتمل ألا يتوصل قادة الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق في اليوم الثالث لمحادثاتهم، بشأن خطط لتعزيز اقتصادات الاتحاد، والتي تضررت جراء فيروس كورونا.
وقالت في بروكسل: "ثمة قدر كبير من النوايا الحسنة، لكن العديد من المواقف أيضا. سأبذل قصارى جهدي لكن من الممكن ألا تتحقق نتيجة".
اقرأ أيضا: مقترح أوروبي بميزانية تريليونية مشتركة للتعافي الاقتصادي
وأضافت ميركل، عند وصولها إلى مقر القمة ليوم وصفته بـ"الحاسم": "لا أستطيع حتى الآن قول ما إذا كنا سنتوصل إلى حل".
ويُواصل قادة الاتّحاد المجتمعون منذ صباح الجمعة في بروكسل البحث عن تسوية، في وقتٍ تصطدم فيه المحادثات بمعارضة شديدة من جانب دول عدّة "مقتصدة" على رأسها هولندا.
ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال رؤساء دول وحكومات الاتّحاد إلى الاجتماع مجدّداً ظهر الأحد. وقال مصدر أوروبي إنّ اجتماعات ثنائيّة ومتعدّدة الأطراف ستتواصل.
وقال مصدر دبلوماسي آخَر لوكالة الفرنسية، إنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يسعيان إلى معرفة ما إذا كان رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي في صدد التفاوض يوم الأحد على نقاط لا تزال تعترض التوصّل إلى تسوية.
وأشار المصدر إلى أنّ ميشال يأمل في إقناع روتي بتعديل جديد لمشروع التسوية المطروحة.
وبلغ قادة الاتّحاد طريقاً مسدودا السبت، بشأن حجم وبنود خطّتهم الضخمة لإنعاش الاقتصاد بعد أزمة كوفيد-19، إذ فشلوا في تجاوز المعارضة الشديدة من الدول "المقتصدة"، في اليوم الثاني من المحادثات المكثّفة.
ويحظى اقتراح قدّمه ميشال "بدعم مهمّ"، وفق ما أكّد مصدر قريب من المحادثات في وقت سابق، فيما أشار مصدر أوروبي إلى أنّ التفاوض لا يزال "شاقا وصعبا".
وقال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي بعد أكثر من تسع ساعات من النقاشات في اليوم الثاني من المحادثات "بلغنا طريقاً مسدودا. الأمر معقّد للغاية، أكثر تعقيدا من المتوقّع".
وفي وقت سابق، قال دبلوماسي هولندي إنّ "التوصّل إلى اتّفاق يعتمد على الساعات الأربع والعشرين المقبلة"، رغم أنّ بلاده تُعتبر من بين الأكثر تشدّدا، مع ثلاث دول أخرى يُطلق عليها وصف "المقتصدة" (النمسا، الدنمارك، السويد) إضافة إلى فنلندا.
من جانبه، قال المستشار النمسوي سيباستيان كورتز "إنّها معركة صعبة ومفاوضات صعبة، لكنّنا نسير في الاتّجاه الصحيح وهذا هو الأهمّ".
وقال مصدر دبلوماسي إنّ "المحادثات لا تزال مكثّفة بشأن مسائل... (على غرار) الحوكمة وحجم حزمة الإنعاش والحسومات".
وكانت محادثات الجمعة انتهت بتوتّر كبير، في ظلّ تمسّك هولندا بموقفها.
اقرأ أيضا: تماسك أوروبي مهدد! (شاهد)
ويأمل وسيط القمّة ميشال أن يُغيّر اقتراحه الجديد موقف الدول "المقتصدة" وفنلندا، عبر تقديم تنازلات تتعلّق خصوصاً بتوزيع المساعدات والقروض وكذلك الشروط المرفقة بدفع هذه الأموال.
ولا تزال قيمة خطّة الإنعاش المستلهمة من اقتراح لميركل وماكرون، 750 مليار يورو.
ويقترح ميشال آليّة تسمح لأيّ بلد لديه تحفّظات على خطّة إصلاح أيّ بلد آخَر، أن يَفتح "خلال ثلاثة أيّام" نقاشاً بمشاركة الدول الـ27 إمّا في المجلس الأوروبي أو في مجلس وزراء الماليّة.
وتتماشى هذه الفكرة مع رغبة روتي. ويفسّر الشرط الهولندي بأنّ أكثر دولتين مستفيدتين من الخطة المستقبليّة، إسبانيا وإيطاليا المتضرّرتين بشدّة من الجائحة، تُعتبران متراخيتَين في ما يخصّ تطبيق شروط وضع الموازنة، وتُطالب الدول "المقتصدة" بضمانات حول استعمال التمويلات.
وتخشى دول الجنوب أن يجبرها ذلك على تطبيق برنامج إصلاحات (سوق العمل، التقاعد، إلخ) تفرضه عليها دول أخرى، على غرار ما حصل مع اليونان سابقا.
واقترح ميشال توفير "تخفيضات" معينة للدول بينها "المقتصدة" التي تعطي للاتحاد الأوروبي أموالاً أكثر مما تتلقّى منه.
وتتطرّق القمّة إلى موضوع حسّاس آخر، هو ربط منح الأموال باحترام "دولة القانون". وبإمكان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أن يستخدم حقّ النقض لصدّ أيّ محاولة لربط تمويل الموازنات بالمحافظة على المعايير القانونية الأوروبية.
وقال زولتان كوفاكش المتحدث باسم أوربان: "لا يمكن القبول بأي شروط سياسية مسبقة".
وهي المرة الأولى منذ خمسة أشهر التي يلتقي فيها قادة الدول والحكومات وجها لوجه في بروكسل.