هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الكونفدنسيال"
الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن العوامل التي تنبئ بهزيمة دونالد ترامب، بعد أن فاز
في انتخابات سنة 2016، على الرغم من استطلاعات الرأي، مما أدى إلى هستيريا
الديمقراطيين وخداع الذات. لكن، هل ستواجه الولايات المتحدة نفس الوضع في انتخابات
سنة 2020؟
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن اسم دونالد ترامب مليء دائما بالعواطف. في نيويورك، على
سبيل المثال، يقع ذكره بازدراء عميق. وفي كل مرة يقول فيها شخص ما
"ترامب"، يستحضر شرور الحضارة والابتذال والفساد والأنانية والأكاذيب.
في المقابل، في العديد من المناطق الريفية وتلك التي يسكنها ذوو البشرة البيضاء،
تحمل كلمة "ترامب" لهجة الإعجاب.
وأوردت الصحيفة أن انعدام الأمن يعد من
أكثر المشاعر التي أثارها الرئيس الأمريكي. لقد كان فوزه في انتخابات سنة 2016 غير
متوقع لدرجة أن اسمه يولد خوفا غير منطقي. واليوم، قبل أكثر من ثلاثة أشهر عن
الانتخابات الرئاسية، يجد ترامب نفسه محاصرا ومضطربا. لا أحد يعرف ماذا سيحدث في
تشرين الثاني/نوفمبر، ولكن إذا أجريت الانتخابات اليوم، فإن جميع استطلاعات الرأي
تتوقع هزيمة مدوية للرئيس ترامب، على الصعيد الوطني وفي الولايات الرئيسية.
في هذا السياق، ترجح استطلاعات الرأي
التسعة أن جو بايدن سيكون الفائز بمتوسط نقاط 8.6، حتى استطلاع قناة فوكس يعكس
المزيد من الدعم لبايدن والمزيد من الثقة به لإدارة الاقتصاد أو أزمة فيروس
كورونا.
أربعة عوامل تُنبئ بهزيمة ترامب
أبرزت الصحيفة أولا أن استطلاعات الرأي
لسنة 2016 لم تمثل إخفاقا تاما، وإنما كانت في الواقع دقيقة للغاية، باستثناء بعض
الهوامش الضيقة في عدد قليل من الدول الرئيسية. وقد حصل ترامب الجمهوري على حوالي
77.744 صوتا إضافيا في ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا.
وأوضحت الصحيفة أنه حتى لو كانت
استطلاعات الرأي هذه المرة قد فاتت نفس الهامش الذي كانت عليه قبل أربع سنوات وحصل
ترامب على تلك الأصوات، فسيظل جو بايدن المرشح للفوز في الانتخابات.
ويبلغ متوسط
تقدمه البالغ 8.6 نقاط ضعف ما حققته هيلاري كلينتون في هذه المرحلة. بالإضافة إلى
ذلك، يعد التفوق واسعا لدرجة أنه حتى أريزونا وتكساس، معاقل الجمهوريين لمدة أربعة
عقود، يمكن أن تنقلب ضد ترامب أيضا. ناهيك عن الولايات الرئيسية، مثل بنسلفانيا أو
ميشيغان أو فلوريدا، التي من المتوقع أن تكون لصالح بايدن بهامش يتراوح من خمس إلى
10 نقاط.
وأبرزت الصحيفة أن بايدن، على الرغم من
عثراته وبداياته المتعرجة في الانتخابات التمهيدية، كان دائما متقدما على ترامب في
استطلاعات الرأي. في الأثناء، أدى الاضطراب الذي شهدته الأشهر القليلة الماضية إلى
توسيع هذا الفارق أكثر بقليل.
"اشتر أمريكيا"
أشارت الصحيفة إلى أن العامل الثاني هو
أن جو بايدن ليس لديه بعض نقاط الضعف التي كلفت هيلاري كلينتون السلطة، وقبل كل
شيء، الحماس المنخفض للطبقة العاملة البيضاء. فقد صوت جزء من هذه الشريحة السكانية
لباراك أوباما في سنتي 2008 و2012، مما أدى إلى إمالة المناطق المعدلة سياسيا مثل
ولاية آيوا ومينيسوتا وإنديانا وكولورادو وفرجينيا أو كارولينا لصالحهم.
وتجدر الإشارة إلى أنه قبل أربع سنوات،
حصل دونالد ترامب على أغلبية أصوات البيض الذين لا يملكون شهادة جامعية مع فارق
يقرب من 40 نقطة. واليوم، تراجع تقدمه على جو بايدن في هذه المجموعة، وفقا
لاستطلاعات نية التصويت، إلى 16 نقطة فقط.
اقرأ أيضا: بايدن يغازل المسلمين ويفوز بدعم منظمة كبيرة في الانتخابات
في الواقع، على عكس هيلاري كلينتون،
تجنّب جو بايدن الوقوع في فخ مشكلة التعددية العرقية والهوية المكونة للولايات
المتحدة الأمريكية. لذلك، لم ينه بايدن خطاباته كما فعلت كلينتون بتسمية 17
مجموعة عرقية وجنسية وهو أمر لا يبالي به أحد من سكان وايومنغ، نظرا لأن 92
بالمائة من المواطنين من البيض. وبدلا من ذلك، ركز بايدن اهتمامه على استقطاب
القواعد الشعبية بالتركيز على القضايا الاقتصادية التي تؤثر على جميع الأمريكيين
بغض النظر عن الجنس أو لون البشرة.
في الأثناء، عمد بايدن إلى الحديث عن
بعض الحلول التي يراها مناسبة على المستوى الاقتصادي في ظل هذه الظروف. في هذا
الإطار، في أوائل تمّوز/ يوليو، ذهب بايدن إلى مدينة سكرانتون وهي مدينة صناعية في
ولاية بنسلفانيا التي لاقى فيها خطاب دونالد ترامب رواجا واسعا، لتقديم خطته الاستثمارية
الضخمة لخلق أو إعادة وظائف التصنيع إلى الأراضي الأمريكية. ولعل بايدن تقدم
بمشروع "اشترِ أمريكيا" لمواجهة مشروع خصمه ترامب المسمّى "أمريكا
أولاً".
كارهو هيلاري كلينتون
أشارت الصحيفة إلى أن سمعة جو بايدن
السياسية لم تصبح سيئة عند المواطنين مثل هيلاري كلينتون، أي أنه لم يواجه رفضا أو
نفورا مماثلا لها من قبل الأمريكيين. في الحقيقة، وصلت المرشحة الديمقراطية
كلينتون إلى فترة الانتخابات بحقيبة سميكة من الفضائح، بعضها حقيقي والبعض الآخر
ملفّق. ونستطيع القول إن رئاسة زوجها قد جرفتها بالفعل في الوحل في التسعينات، كما
أثارت كراهية النساء، لذلك لم تحظ بدعم الكثير من الناخبين.
عادة ما يوجد صنف من الناخبين
المعروفين بأنهم "كارهون مزدوجون" أي أنهم لا يحبون أيا من المترشحين
للرئاسة الأمريكية. الآن، من الواضح أنه وفقا لاستطلاعات متعددة، يكره هذا الصنف
من الناخبين ترامب أكثر من بايدن. بالإضافة إلى ذلك، أظهر استطلاع أجراه "أن
بي سي نيوز" و"وول ستريت جورنال" أنه من بين "الكارهين
المزدوجين"، فإن 60 بالمائة سيصوتون لصالح جو بايدن و10 بالمائة فقط لدونالد
ترامب.
دونالد ترامب الذي حفر قبره بنفسه
أردفت الصحيفة أن جو بايدن عمل على
تجنّب الوقوع في عديد المشاكل الشائكة مثل ما فعل دونالد ترامب وخاصة فيما يتعلق
بملف الهويات والأعراق المختلفة في الولايات المتحدة. علاوة على ذلك، لا يتحدث
بايدن عن ملف التماثيل المهدمة ولا عن ثقافة الإلغاء، مسلطا الضوء بشكل عابر على
قضية العنصرية فقط. يعتبر بايدن قليل الظهور كما أنه لا يجيب على أسئلة الصحفيين
حين يخرج للإعلام.
لذلك، لا يثير بايدن عبر تصريحاته ضجة أو يتصدر
عناوين ملفتة. في الواقع، شغل بايدن منصب نائب الرئيس لمدة ثماني سنوات، لذلك فإن
الناس يعرفون بالفعل من هو. يسمح بايدن ببساطة لترامب باستهلاك نفسه على أمل
الوصول إلى قطف الفاكهة الرئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم.
ونوّهت الصحيفة بأن حملة ترامب تدرك
الخطر الذي يحوم حول فرص نجاحها وقد أعادت هيكلة قيادتها، الأمر الذي جعل ترامب
يستبدل مدير حملته الانتخابية براد بارسكال مانحا إياها إلى بيل ستيبين. ومع ذلك،
رفض دونالد ترامب هذه الاستطلاعات ووصفها بأنها "خاطئة" واحتفظ بخيار
عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات تماما كما فعل سنة 2016، وهو موقف غير مسبوق في
تاريخ الديمقراطية الأمريكية.
ختاما، سوف يشجع تفشي فيروس كورونا على
التصويت عبر البريد. لذلك، ردّد الرئيس ترامب في أكثر من مناسبة منذ أسابيع أن
طريقة التصويت هذه يمكن أن تسهل تدليس النتائج وسوف تبطل الانتخابات وهي شكوك لم
يقع إثباتها إلى حد الآن.