هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة تركية، إن وقف إطلاق النار بليبيا، ما زال بعيد المنال، على الرغم من المباحثات التركية الروسية الأخيرة، والاتصالات الدبلوماسية التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالأطراف الدولية الفاعلة.
وقالت صحيفة "يني شاغ"، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن التعاون الأمني والعسكري، واتفاقية تحديد الولاية البحرية بين طرابلس وأنقرة، قلب الموازين في ليبيا، وتعزز ذلك بإرسال المعدات العسكرية وتقديم الخدمات اللوجستية ونشر الطائرات المسيرة.
وأشارت إلى أن الدعم التركي المقدم لحكومة الوفاق المعترف بها من الأمم المتحدة، خلق واقعا متقدما لها ورجح الكفة لصالحها على حساب حفتر المدعوم من طبرق وروسيا ومصر والسعودية والإمارات وفرنسا.
وأضافت أن حكومة الوفاق التي تمكنت من تحرير الأراضي التي استولى عليها حفتر سابقا، متمسكة في مدينة سرت الاستراتيجية، وتواصل حشد القوات على جبهاتها.
ورأت أن التوقعات، بأن يتدخل الجيش المصري الذي منح تفويضا غير شرعي من برلمان طبرق، إذا أقدمت قوات حكومة الوفاق على شن عملية عسكرية ضد سرت.
اقرأ أيضا: أفريكوم: روسيا تنقل المزيد من المعدات إلى "فاغنر" بليبيا
وأوضحت، أن تركيا وحكومة الوفاق، مصممتان على تحرير مدينة سرت الاستراتيجية، ولكن من ناحية أخرى، تبدي مصرا التي تقف إلى جانب حفتر، عزمها على عدم السماح بذلك وتصفها بـ"الخط الأحمر"، ما يزيد من احتمالية تصاعد التوتر بشكل أكبر.
وأشارت الصحيفة، إلى أن أنظمة الدفاع الجوي والمستلزمات التي نشرتها تركيا في "الوطية"، أصيبت بأضرار بعد الهجوم الجوي المجهول على القاعدة الاستراتيجية، التي استولت عليها حكومة الوفاق بدعم تركي.
ولفتت إلى أن الهجوم الذي يعتقد أنه إماراتي، على الوطية كان هدفه تركيا، مؤكدة أنه لا يمكن أن يتم دون أخذ الموافقة من روسيا.
وأضافت، أن الهجوم الذي تلاه، من الطائرات المسيرة التركية، والذي استهدف المرتزقة الروس "فاغنر"، وأسفر عن خسائر كبيرة، قد يكون عملا انتقاميا لهجوم الوطية، ولكنه غير كاف، والرد الفعلي سيقدم في الوقت والمكان المناسبين، ما يزيد الأوضاع توترا وتعقيدا.
وربطت الصحيفة، ما بين التطورات ما بين أذربيجان وأرمينيا، والتوتر في ليبيا، موضحة أن الهجوم المفاجئ الذي شنته إدارة يريفان، يكتسب بعدا جديدا، لأنه من المعروف أن أنقرة لن تترك باكو وحدها.
اقرأ أيضا: السراج يلتقي سفير أمريكا لدى تركيا بإسطنبول.. هذا ما بحثاه
وأوضحت أنه لا يمكن لأرمينيا اتخاذ مثل هذه الخطوة دون موافقة روسيا، لافتة إلى أن الهدف من الهجوم تشتيت الانتباه لدى تركيا في ليبيا، وإضعاف الجبهة هناك، عبر التدخل في أذربيجان.
وأشارت إلى أنه بجانب المباحثات الروسية التركية، عرضت الولايات المتحدة مقترحا لوقف إطلاق النار في ليبيا، وعقدت محادثات سرية مع حفتر.
ولفتت إلى أن العرض الأمريكي تمحور حول وقف إطلاق النار، وانسحاب المرتزقة من منطقة الهلال النفطي، ونشر قوات سلام أوروبية في المنطقة برعاية الأمم المتحدة.
وأضافت، أن الولايات المتحدة على الرغم من مساندتها للحكومة الشرعية، فإنه ليس لها دور فاعل في الأمة الليبية.
وأشارت إلى الاتصال الهاتفي بين ترامب، ورئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي، بعد مصادقة برلمانه على التدخل العسكري في ليبيا، ومطالبة الرئيس الأمريكي بالتزام وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى المباحثات التركية الروسية التي نتج عنها تهيئة الظروف اللازمة لذلك.
وأكدت الصحيفة، أنه على الرغم من الخطوات السياسية لتهدئة الوضع في ليبيا، والسعي لإيجاد حلول سياسية، إلا أن الأطراف تسعى لأن تكون صاحبة اليد العليا على الطاولة.
ولفتت إلى أن التصعيد بليبيا في الأيام المقبلة، أمر لا مفر منه، لكن ذلك سيساهم في التحرك الدبلوماسي والسياسي للمرحلة القادمة.