هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت صحيفة إسرائيلية، عن "الكابوس الأمريكي" الحالي، الذي تسبب بعمق الشرخ بين أمريكا الحمراء (الحزب الجمهوري) والزرقاء (الحزب الديمقراطي)، مؤكدة أن أمريكا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ستقرر الخطوط التي سترسم وجهها.
وأوضحت صحيفة "يديعوت
أحرنوت" العبرية، في مقالها الافتتاحي الأحد بعنوان "الكابوس
الأمريكي"، الذي كتبته أورلي أزولاي، أن "أمريكا في هذه المرة لن تنتخب رئيسا فقط، بل ستقرر ما هي الخطوط التي سترسم وجهها".
وتساءلت: "هل ستعطي أربع سنوات
أخرى لرئيس جعل الجهل فنا (دونالد ترامب)، تباهى بعنصريته، احتقر العلم والمعرفة،
تنكر لوجود فيروس كورونا مثلما يتنكر للاحتباس الحراري للكرة الأرضية؟".
وتابعت: "أم ستعيد إلى البيت
الأبيض وجها معروفا، رجلا لا يجلب معه حضورا محبوبا، ولكن أيضا لا يجلب ضجيجا
ورنينا، مع ماض من ثماني سنوات كنائب للرئيس وعشرات السنين في مجلس الشيوخ، رجلا يحترمه ويحبه الأمريكيون؟".
اقرأ أيضا: صحيفة إسبانية: إسرائيل تستغل آخر أيام ترامب لحرق إيران
ونوهت أن الرئيس الأمريكي الحالي
ترامب، الذي "وصف في حزبه بالمهرج، انتخب رئيسا؛ لأنه عبر بالنسبة لمؤيديه
بالشكل الأكثر سوقية عن تطلعهم لإعطاء ركلة كبيرة في قفى المؤسسة".
وأضافت: لقد وثقوا به في أن يبقي
أمريكا بيضاء، منعزلة وصدقوه، في حين وعد بأن يجعلهم أغنياء مثله، مثلما وعد بأن
يختفي وباء كورونا في الصيف، ورفض على مدى أشهر الاستعداد لمعالجة الوباء"،
موضحة أن وعود ترامب "انتهت بملايين العاطلين عن العمل، الذين يغرقون الشوارع
بعد تفشي الفيروس الذي خرج عن السيطرة".
في أيامه بالبيت الأبيض، جعل ترامب
"الأنباء الملفقة؛ طريقة حياة، والحقائق البديلة؛ أداة عمل شرعية، عرف كيف
يعزف على كل أوتار مؤيديه؛ أن يكون أزعر، كارها للأجانب، مهينا للمعوقين، في حين
ألصق أوصاف التحقير -مثل قتلة ومغتصبين- بالمهاجرين".
ضجيج وكرب
وأشارت "يديعوت"، إلى أن
"حاملي البنادق وأعضاء الحركات العنصرية، رفعوا الرأس في سنوات حكمه، بينما
تفضل نصف أمريكا النزول تحت البطانية من شدة الخجل في كل مرة يفتح فيها فمه".
وأكدت أن "الولايات المتحدة
ممزقة مثلما لم يسبق لها أن كانت منذ عقود؛ فأمريكا الحمراء، الجمهورية، المحافظة،
التي ترى في باراك أوباما (الرئيس الأمريكي السابق) خللا وتريد أن تعيد مجد الأمة
البيضاء".
اقرأ أيضا: FT: حلفاء ترامب يقومون بأعمال متهورة قبل الانتخابات
وفي المقابل، فإن هناك "أمريكا
الزرقاء، الديمقراطية، الليبرالية، التي ترى في التنوع البشري نعمة، تحتقر
الرأسمالية الخنزيرية، تؤيد التأمين الصحي للجميع وترفع علم المساواة في الحقوق؛
الواقع مثل شعبين في دولة واحدة، الخط الذي يربط بينهما كان رقيقا دوما إلى أن
مزقه ترامب تماما".
وأفادت بأنه في "الاستطلاعات التي
يمكن الوثوق بها بقدر ما، يتصدر مرشح الرئاسة جو بايدن بفارق من منزلتين، ومن أجل قلب
الجرة على فمها، سيضطر ترامب لأن ينتج "مفاجأة تشرين أول"، مثلا أن
يعرض بضجيج ورنين تطعيما لكورونا، فيضع نفسه من جديد كمخلص للأمة، أو أن يحدث
معجزة اقتصادية تجعله فارسا مكللا بالتاج".
وقدرت الصحيفة، أن "ترامب ليس
لديه الآن على ما يبدو، ما يكفي من الوقت لمثل هذه الأمور"، منوهة أن
"ترامب يسمي بايدن، الأكبر منه بثلاث سنوات "جو النعسان". وحتى لو
كان يكثر من الغفو أو النسيان، فهو في هذه اللحظة يتجاوز ترامب في
الاستطلاعات".
ورأت أن "الأمر الذي تحتاجه
أمريكا أكثر من أي شيء آخر؛ هو بعض الهدوء من كل ضجيج الخلفية لترامب، أغنية تهدئ
الأمة الممزقة، وتبدد الكرب الذي هبط عليها".