هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع استمرار التوتر الأمني العسكري على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، تواصلت ردود الفعل الإسرائيلية حول آخر التطورات الأمنية مع حزب الله.
الجنرال إسحاق غيرشون نائب قائد المنطقة الشمالية الأسبق، قال إن "آخر شيء يريده حسن نصر الله هو الحرب مع إسرائيل، لأنها ستدمر لبنان، ورغم أنه لا أحد من الطرفين مهتم بالتصعيد، لكن الجيش يتبع سياسة مفادها تقليل الضرر الناجم عن أي عملية لحزب الله، وفي الوقت ذاته الرد بأكبر قدر ممكن، وأستبعد أن يكون الجيش الإسرائيلي نقل رسائل توضيحية للحزب بعدم تقصد قتل أحد عناصره في دمشق".
كارثة لبنان
وأضاف في حوار مع صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أن "الجيش الإسرائيلي لا ينقل مثل هذه الرسائل، لأن دوره حماية المستوطنات الشمالية، والسماح باستمرار الحياة فيها، واتخاذ جميع الإجراءات لمنع إيذاء الجنود والمستوطنين على الحدود".
وأوضح أن "لبنان يمر في وضع صعب، بل إشكالي، وعلى غرار فترة الحرب الأهلية في السبعينيات، فالليرة اللبنانية متهاوية، وتبلغ قيمة الدولار الواحد 1500 ليرة لبنانية، ويتم توفير الكهرباء لبضع ساعات في اليوم، وهذا يعني أن فرصة الحرب تنخفض، رغم وجود مفهوم خاطئ لدى الطرفين قد يتسبب باندلاع الحرب، التي لا يريدها نصر الله، بعد الدرس الذي تعلمه في حرب 2006".
وختم بالقول إن "الحرب مع إسرائيل ستدمر لبنان، أكثر من ذلك فإن حزب الله اليوم جزء من الحكومة، ومع وجود جائحة كورونا، والأزمة المالية، واختفاء قاسم سليماني عن المشهد، فإن هذه كلها عوامل تدفع الحرب بعيدا".
تسفي يحزكيلي الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية في القناة 12، قال إن "إسرائيل وضعت حزب الله في الزاوية، رغم أنه يتحرك باتجاه الانتقام منها، وفي الوقت نفسه لا يريد أن يستفزها، تحت إيقاع ضربة ستمر، وينسى الجميع، الحزب لديه مشكلة، فهو ألزم نفسه حين وعد بالرد، لكن من ناحية أخرى سيقوم برد لا يزعج الإسرائيليين كثيرا".
اقرأ أيضا : هآرتس: حزب الله يحاول تعزيز مكانته بلبنان.. لا يريد حربا
وأضاف في مقابلة مع معاريف ترجمتها "عربي21" أن "حزب الله في النهاية لديه مصلحة في الانتقام من إسرائيل، وليس التصعيد معها، والجميع يعلم ذلك، لأنه إذا كانت الحرب هي هدف الحزب، فربما بدأ بالفعل مبكرا، لكنه نجح بالفعل في وضع الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب، ففي الجولان مضى على حالة الاستنفار أربعة أو خمسة أيام".
من يعض على شفتيه أولا؟
الضابط الإسرائيلي السابق تال ليف-رام قال إن "ما يجري بين حزب الله وإسرائيل أقرب إلى لعبة "من سيعض على شفتيه أولاً"، رغم أن رده إن وجد، فسوف يستهدف هدفًا عسكريًا وليس مدنيا، وستبقى حالة الاستعداد والتأهب ترافقنا على الأرجح في الأيام القادمة، رغم أن لبنان الذي يسيطر عليه الحزب يعيش في كارثة اجتماعية واقتصادية، ويمر في أزمة غير مسبوقة حقًا".
وأضاف في حوار مع معاريف ترجمته "عربي21" أن "المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تتخذ تدابير تحسباً لأي تطور، وحين تنفذ هجمات في سوريا فإنها تبذل جهودًا كثيرة لعدم قتل لبنانيين من الحزب هناك، وليس كما حصل في اغتيال جهاد مغنية أو سمير القنطار في سنوات سابقة، وعندما تسمع عن مقتل أحد عناصره بهجمات إسرائيلية في سوريا، فهم بالتأكيد ليسوا لبنانيين، إنهم من المرتزقة، لذلك فإن دمهم بالنسبة لنصر الله مختلف".
وأشار إلى أن "الإجابة عن سؤال متى سيستمر التوتر على الحدود الشمالية، فإن التقدير أننا سنعود للأحداث السابقة حين كان هناك توتر مماثل، الحديث يدور عن أسبوع تقريبا، مع أننا رأينا الحزب في الأيام الأولى أكثر ترددًا في كيفية ابتلاع الضفدع".
وختم بالقول إن "الصيغة السائدة اليوم بين حزب الله وإسرائيل تبقى من يغمض أولاً، من يرتكب الخطأ الأول، لكن الحزب في النهاية سيكتشف، ويجد فرصة الانتقام، ومهمة القيادة الشمالية في الجيش التوقف عند كل خطأ محتمل، وإيقافه، وهي ليست مهمة سهلة، فقد يعمد الحزب لإطلاق نيران مضادة للدبابات، أو قناصة".
الانتقام قادم
روني دانيئيل الخبير الاستراتيجي في القناة 12، قال إن "كل ما تبقى لنصر الله هو إطلاق التهديدات ضد إسرائيل، مع أن العملية العسكرية ضد الحزب قد تكون غير متوقعة، لأنهم يعرفون "البلطجية الأقوياء" في هذا الحي"، رغم أن الجيش لا يمكنه تجاهل الوضع، وبالتالي يعزز قواته، لكن الحزب في وضع لا يسمح له بفعل أي شيء، فاللبنانيون متورطون في الداخل، وعلى حافة إفلاس البلاد".
وأضاف في مقابلة مع صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أن "ما يجري الحديث عنه من توترات ورياح الحرب والتعزيزات تبدو مبالغة كبيرة، هناك توترات رهيبة داخل لبنان، ولا يمكن للجيش تجاهل الأمر، مما يدفعه نحو زيادة قواته في المنطقة، لأن النشاط المكثف للجيش على الحدود مع سوريا ولبنان يشير لتكثيف حقيقي لنوايا الحزب وإيران، فهما يتحركان، رغم أن ظروفهما معقدة، وربما آن أوان ضربهما أكثر فأكثر".
وأشار إلى أنه "على الصعيد الإيراني أدعو للتوقف عن المزيد من الذعر، فمن غير المتوقع أن نتعرض لضربة منهم، لا أقول إن الإيرانيين لن يفعلوا شيئًا، رغم استهداف إرساليات الأسلحة، ومستودعاتها، لكن سيأتي رد واضح في يوم ما، ليس لدي شك في أن ذلك سيحدث يومًا ما، لكن في الوقت الحالي فإن الإيرانيين ظروفهم معقدة في المجال الدولي، واللبنانيون كذلك في الداخل، ولم يحن وقتهم الآن للذهاب لأي تحرك باتجاه إسرائيل".