هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصفت صحيفة تركية، الانفجار الذي وقع في العاصفة اللبنانية بيروت، أمس الثلاثاء، بأنه "انفجار 11 أيلول/ سبتمبر الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أن البلد الذي يعاني من أزمات اقتصادية أمامه مستقبل أكثر حدة من الماضي.
وقالت صحيفة "خبر ترك" في تقرير مطول ترجمته "عربي21"، إن الانفجار الذي وقع أمس الثلاثاء في بيروت، يعد أعنف الانفجارات في تاريخ لبنان، وحوّل العاصمة إلى منطقة منكوبة تشبه ساحة حرب.
وأضافت، أن مرفأ بيروت، يعد أحد أكثر موانئ البحر الأبيض المتوسط اكتظاظا، وأحد النقاط الحيوية الهامة للاقتصاد اللبناني.
وأشارت إلى أن أول ما تبادر للأذهان، مع وقوع الانفجار في الدولة التي تشهد عدم استقرار سياسي، وصراعات في السنوات الماضية، بأنه ناجم عن هجوم.
توقيت الانفجار
وأوضحت، أن الانفجار جاء قبل ثلاثة أيام فقط، من الإعلان عن الحكم بقضية اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري الذي كان ضحية هجوم وقع في عام 2005، ما تسبب بتحويل الأنظار إلى "حزب الله" و"إسرائيل"، وخاصة في ظل التوترات المتصاعدة بينهما في الأسابيع الماضية.
لكن سرعان ما نفى الاحتلال الإسرائيلي، ضلوعه بالانفجار، فيما أكد حزب الله أنه لا يوجد له مخازن ذخيرة في تلك المنطقة، فيما قال مسؤولون لبنانيون، إن الانفجار وقع في مستودع بالميناء فيه 2750 طنا من نترات الأمونيوم مخزّنة هناك منذ عام 2014.
وذكرت الصحيفة، أن التساؤل الذي يحتاج لإجابة، "هو سبب الحريق الذي وقع في الميناء، ماتسبب بانفجار نترات الأمونيوم".
كيف يبدو مستقبل لبنان بعد الانفجار؟
ولفتت الصحيفة، إلى أن لبنان الذي يعد أكثر بلدان الشرق الأوسط هشاشة، ابتلي بأزمات اقتصادية وسياسية منذ فترة طويلة، وتسببت فرض الضرائب العام الماضي بمظاهرات نجم عنها استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري.
وأضافت أن حكومة دياب، لم تتمكن من منع الانكماش الاقتصادي المتفاقم، ومع تأثير العقوبات الأمريكية، وصلت معدلات البطالة بين اللبنانية 50 بالمئة، وسط موجات عالية من التضخم.
وأكدت الصحيفة، أن انفجار الميناء، وجه ضربة كبرى جديدة لمستقبل لبنان.
ونقلت عن الباحث المختص بالشرق الأوسط، علي سمين، أنه "بالنظر إلى التوازنات بلبنان، فإن الانفجار الأخير يعد الأعنف الثاني سياسيا بعد اغتيال رفيق الحريري، وقد يتسبب بإنزلاق سياسي خطير للغاية".
وأضاف سمين، أن الظروف باتت مهيئة للعودة للحرب الأهلية اللبنانية والتي استمرت ما بين 1975- 1990، تتعقد فيها البيئة السياسية أكثر، وتتعمق معها الطائفية.
ولفت إلى أن الانفجار سينجم عنه عواقب اقتصادية وخيمة، موضحا أن 70 بالمئة من تجارة لبنان مع العالم وخاصة القمح والوقود تتم من مرفأ بيروت.
ورأى الكاتب، أن انفجار بيروت يعد نسخة الشرق الأوسط من 11 أيلول/ سبتمبر، موضحا أن الدمار الذي تسببه كان كبيرا للغاية، وعلى الرغم من أن محافظ العاصمة قال إن الخسائر تقدر بـ3- 5 مليار دولار، لكن الاقتصاد اللبناني بحاجة إلى 100 مليار دولار لإنعاشه.
وتابع قائلا: "الانفجار سيتسبب بضرر كبير جدا بالبلد الذي لديه معدل بطالة تتراوح ما بين 40- 50 بالمئة، وأصبح من الصعب جدا الآن استعادة لبنان القديمة".
وأشار إلى أنه في ظل الديون واحتياطات البنك المركزي المنخفضة جدا، فإنه مع هذا الانفجار ستواجه البلد عشرات أضعاف المشاكل التي كانت تواجهها سابقا.
لبنان لن يكون كما السابق
وبشأن المساعدات الإنسانية الدولية التي تم الإعلان عنها من العديد من الدول، أكد الباحث المختص بالشرق الأوسط، أنها قد تلبي الاحتياجات على المدى القصير، ولكن لن يكون لها أي تأثير على المدى المتوسط والطويل، مشيرا إلى أن "لبنان لن يكون كما السابق بعد الآن".
وأوضح أن الحاجة الأساسية، هو صندوق مالي دولي متوسط الأجل، وإذا تعذر تحقيق ذلك، فإن لبنان لن يستطيع الوقوف مرة أخرى، ولا يمكن له التعافي من خلال الإغاثة الانسانية.
وأكد أنه ومع حدث أمس، فإن اقتصاد لبنان على المدى المتوسط والطويل قد انهار فعليا.
حزب الله ستتحمل المسؤولية
وأشار الباحث التركي، إلى أن الانفجار قد يكون ناجما عن عمل تخريبي، في ظل معطيات عدة منها، التوتر المتصاعد بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي وخاصة بعد 27 تموز/ يوليو الماضي على الحدود.
وأضاف أن القادة السياسيين في "إسرائيل"، سوف يحملون مسؤولية الانفجار لحزب الله.
ورأى أن الانفجار سيهيئ أرضية للصراع السياسي والطائفي في البلاد، ومن المحتمل أن يكون ناجما عن عمل تخريبي، مؤكدا أنه لا يمكن الاحتفاظ بـ2750 طنا من المتفجرات في مستودع لمدة ست سنوات.
حرائق بإيران.. وقصف إسرائيلي بسوريا
ولفت إلى أنه مؤخرا ينجم حريق بشكل شبه يومي في إيران، ناجمة عن أعمال تخريب تستهدف المنشآت، وفي سوريا كثف الاحتلال الإسرائيلي هجماته ضد مستودعات الأسلحة.
واستدرك قائلا: "لن يتحمل أحد المسؤولية الكاملة عن هذا إنفجار بيروت، وحتى لم يكن ناجما عن أعمال تخريب، فإن تبعاته مدمرة للغاية".
وأوضح، أن "حزب الله سيتحمل مسؤولية الانفجار، وسيلام لدى اللبنانيين، وستبدأ البلاد بأزمة سياسية واقتصادية جديدة وخطيرة، ولا يمكن لأحد أن ينظر إلى الحدث بأنه عاديا".
نترات الأمونيوم لا تسبب هذا القدر من الانفجار.. ماذا يوجد هناك؟
بدوره قال خبير المتفجرات التركي، محمد يافوز، إن نترات الأمونيوم لا يمكن لها أن تتسبب بهذا القدر الهائل من الانفجار.
وأشار إلى أنه وفقا لمشهد الانفجار، فأن الموجود في المخزن ليس فقط نترات الأمونيوم، بل هناك ذخائر.
وأوضح، أن ما حصل، "هناك حريق، ثم تلاه انفجار، ومع تصاعد الحريق في الخلف، حدث انفجار كبير جدا، وكما يتبين من الصور، فإن شكل الدخان يأخذ لونا بنيا بعد ذلك".
وأضاف، أنه "بالوضع الطبيعي، فإنه لا يمكن لنترات الأمونيوم الانفجار بسهولة، والمنظمات الارهابية تقوم بتفجيره عن طريق تقويته، ولو فرضنا أنه تم تفجيرها، فسينفجر 20 او 30 بالمئة منها فقط، وسيتبعثر ما تبقى في الجو".
وتابع قائلا: "أرى بأنه لا يوجد نترات أمونيوم هنا فقط، بل مخزن ذخائر كبير، وتنوع ألوان الدخان الناجم عن الانفجار يؤكد أنه ليس انفجار نترات أمونيوم فقط".
ولفت إلى أن لبنان بلد الجو فيه رطب، ولا يمكن لنترات الأمونيوم أن تنفجر لوحدها.
وشدد على أنه "إذا تم تخزين نترات الأمونيوم لفترة طويلة جدا، فقد تفقد خصائصها وميزتها التفجيرية مع مرور الوقت، ولكن إذا كان تاريخ 2014 صحيحا، فإنه لا يفقد تلك الخصائص في 6 سنوات".
وأشار إلى "أنها مادة لا يمكن أن تنفجر بدون مؤثرات، لذلك يجب أولا معرفة سبب حدوث الحريق الذي تسبب بالانفجار".