هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "اليهود التقدميين" في الولايات المتحدة باتوا يرون دولة إسرائيل عبئا عليهم، مشيرا إلى ملاحظات الممثلين الكوميديين، اليهوديين: سيث روغان ومارك مارون، عن إسرائيل، التي "تعبر عن أفكار الجيل اليهودي التقدمي في الولايات المتحدة، ممن أصبح الانتماء لإسرائيل بنظرهم عبئا سياسيا ثقيلا".
وأضاف ران باريتس في مقاله على صحيفة مكور ريشون ترجمته "عربي21"، أن "اليهودية العضلية" عبارة صاغها ماكس نورداو، أحد آباء الحركة الصهيونية في المؤتمر الصهيوني الثاني، ودعا لخلق يهودية قوية من جديد، وبعد مئة وعشرين عاما، تحدث الممثل الكوميدي اليهودي روغان عن "اليهود أصحاب العضلات" في بودكاست، تسبب بعاصفة طفيفة سجلها قبل أسبوعين مع الممثل الكوميدي اليهودي مارك مارون".
وأوضح أن "روغان لا يتخيل نفسه يعيش في إسرائيل، لأنه يجد فرقا بين الأجيال اليهودية، دعم جيل الأجداد إسرائيل، لكن هذا فكر قديم جدا، فإذا كان لأسباب دينية، فهو لا يوافق، وإذا كان للحفاظ على الشعب اليهودي، فهو غير منطقي، مع أنه لا أحد يلوم يهود الولايات المتحدة على فظاظة أجدادهم، لكن البعض يشعر يُنظر إليهم على أنهم ممثلون لإسرائيل اللاأخلاقية، واليهود أصحاب العضلات، وقدامى المحاربين الذهانيين".
وأشار إلى أنه "كيهودي سئم قدرا هائلا من الأكاذيب حول إسرائيل طوال حياته، صحيح أنه وعدد آخر من اليهود التقدميين يعتبرون اليهودية أمرا مقبولا، وأحيانا مفيدا، لكن إسرائيل قصة مختلفة، فالفجوة بين الأجيال فيما يتعلق بالدولة اليهودية أكثر حدة، الجيل السابق "العضلي"، رأى في إسرائيل مشروع إنقاذ أخلاقي وضروري، وكان هناك لحمايتها، أما الجيل "اللين" الجديد، فلديه مشكلة معه"، على حد قوله.
وأكد أنه "يجب الاعتراف بأن الإسرائيليين أكثر قسوة، أما التقدميون اليهود، بعكس آبائهم من معاداة السامية، يجدون صعوبة في فهم وتبرير ذلك، وبالنسبة لهم، هذه القيم والسلوكيات التي ميزت جيل أجدادهم، ففي نظرهم لا يعيش الإسرائيليون في المكان الخطأ فحسب، بل في القرن الخطأ أيضا، والفجوة ليست فقط 9000 كيلومتر، وهي المسافة بين إسرائيل ويهود الولايات المتحدة، ولكن أيضا في مئة عام تفصل بين جيلين".
وأوضح أن "اليسار الأمريكي يلطخ أخلاقيا إسرائيل كمشروع استعماري للنهب والإبادة الجماعية، وهذه التهمة قد تطال اليهود التقدميين أيضا، بأنهم ملطخون أخلاقيا، ولا أحد يلومهم على فظاظة أجدادهم، لكن ذلك لا ينفي فرضية أن إسرائيل باتت عبئا على اليهود أمثال روغان ومارون، الذين يرون أنفسهم مستنيرين وأخلاقيين، فهم يسارعون للتخلص منها، في محاولة لتأكيد مكانتهم الأخلاقية في مجتمعهم السياسي".
وأكد أن "هذه الظاهرة توضح حجم المشكلة الناتجة عن التغيير الكبير في قيم اليسار الأمريكي، في حين أن الوكالة اليهودية ووزارات الاستيعاب والشتات لن تحل هذه المشكلة، لأنها أكبر منهم بألف مرة، وباتت تنبع من التغيرات الاجتماعية والثقافية الهائلة التي حدثت في اليسار الأمريكي، ولن يلتئم هذا الصدع إلا إذا توقفت إسرائيل أن تكون "عضلية".