هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت تال شاليف، المحللة السياسية
الإسرائيلية بموقع واللا، إن "الإعلان التاريخي لنتنياهو حول اتفاق التطبيع مع
الإمارات، أثار ردود فعل سياسية منقسمة بين مؤيد ومعارض، فهنالك خيبة أمل في معسكر
اليمين، بسبب خرقه لوعده لهم بضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، فيما يبدو من
السابق لأوانه معرفة تأثير ذلك على سلوك شريكه بني غانتس، وأثره على الأزمة
السياسية المستعصية".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "الإعلان عن الاتفاق التاريخي مع الإمارات أحدث هزة للخارطة السياسية الإسرائيلية، التي انقسمت بين نعم ولا، فما تم إعلانه حدث غير عادي، وأهم تبعاته أن نتنياهو منح ناخبيه بمعسكر اليمين وعودًا لا حصر لها بحدوث فرصة تاريخية للسيادة والضم، وتعهد بحملتين انتخابيتين بتطبيق القانون الإسرائيلي في غور الأردن والضفة الغربية، لكن أحلام المستوطنين اصطدمت بأرض الواقع".
وأشارت إلى أنه "يمكن لليمين الذي خاب
أمله بحق من خرق وعد نتنياهو الانتخابي أن يتماهى الآن مع غالبية ناخبي أزرق-أبيض،
الذين عاشوا نفس التجربة قبل ثلاثة أشهر فقط، عندما تخلى بني غانتس عن التزامه
بعدم الجلوس مع نتنياهو، لكنه انضم للحكومة التي يقودها، ومعًا، يمكن للخائبين من
المعسكرين إقامة حزب من المخدوعين بقيادتيهما".
وأوضحت أن "نتنياهو وعد بأنه لا
يزال ملتزمًا بفرض خطة الضم، وعرض التأجيل على أنه مؤقت فقط، لكن تصريحات الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب وكبار المسؤولين الإماراتيين تظهر الأمور مختلفة، وإذا لم
يتم إعادة انتخاب ترامب، فسيصبح المؤقت دائمًا، لكن من السابق لأوانه معرفة الثمن
الذي سيدفعه نتنياهو مقابل الحماقة الظاهرة".
اقرأ أيضا: يديعوت: عوامل إقليمية مهدت لاتفاق الإمارات مع "إسرائيل"
وتوقعت أن "تؤجج أحلام الضم الخفية اليمين ونفتالي بينيت، كما أنها تقوي خصوم نتنياهو داخل الليكود، وصحيح أن جدعون ساعر خصم نتنياهو اللدود رحب بالاتفاق مع الإمارات، لكنه حرص على القول بأن الأساس هو تطبيق خطة الضم في الضفة الغربية، رغم أن الاتفاق مع الإمارات".
وأشارت إلى أنه "بالنسبة لنتنياهو،
فإن الاتفاق مع الإمارات سيضعه في كتب التاريخ، وسيُسجل التطبيع مع الدول العربية
كجزء من إرثه، وعلى المدى القصير فقد صرف هذا الاتفاق الانتباه عن التظاهرات
والاحتجاجات الاقتصادية والفشل في مواجهة كورونا، وأعاد نتنياهو إلى أدائه السياسي
الذي لم نلاحظه منذ فترة طويلة، وفجأة ارتدى أمس بدلة رجل الدولة، وقال (سلام
عليخم) بثلاث لغات".
وأكدت أن "نتنياهو ربما لن يقنع
تطبيعه مع الإمارات أي إسرائيلي يعتقد بأنه متهم بالرشوة والاحتيال وخيانة
الأمانة، ولن يجذب بالضرورة جماهير جديدة لصالحه، لكنه بدلاً من حديثه عن الانقسام
بين الإسرائيليين، تحدث بلغة الإجماع الإسرائيلي، ولم يتحدث بوجه صارم عن الإغلاق
والقيود، بل عن آفاق وفرص جديدة للمستقبل".
وأشارت إلى أن "نتنياهو تعمد عدم
الإشارة لوزيري الحرب والخارجية بني غانتس وغابي أشكنازي في بيانه المكتوب الموجه
لوسائل الإعلام، وامتنع عن ذكر اسميهما عندما سُئل عن مدى انخراطهما في الاتفاق
التاريخي مع أبوظبي، بل أكد أنه أجرى الاتصالات بالكامل بمفرده، وتم التحدث معهما
فقط بعد وقوع الاتفاق، مع أنهما كانا رئيسي أركان سابقين، وشريكين سريين في
العمليات الأكثر حساسية وسرية".
وختمت بالقول إنه "يصعب التكهن
بتأثير الاختراق الدبلوماسي مع الإمارات على الديناميكيات السياسية والحزبية بين
نتنياهو وغانتس، وما إذا كان سيؤدي لانفراج بينهما، لأن خطابات نتنياهو في
الكنيست، وفي إعلانه عن الاتفاق مع الإمارات، فاحت منها رائحة الانتخابات، لكن
الانتقادات القاسية من اليمين لوقف الضم قد تردعه عن الذهاب للانتخابات، وفي
الأيام المقبلة، سيتضح ما إذا كان التطبيع مع الخليج إعلان عن حملته
الانتخابية".