هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر ضابط إسرائيلي، من تداعيات عملية الطعن الفلسطينية الأخيرة في "بتاح تكفا"، مؤكدا أنها أثارت مخاوف المنظومتين السياسية والأمنية في تل أبيب.
وأوضح الضابط البارز بجهاز الأمن
العام "الشاباك" ليئور أكرمان، في حوار مع صحيفة "معاريف"،
وترجمته "عربي21"، أن نجاح هجمات الطعن الفلسطينية الأخيرة، يمثل قطرة
في محيط، مضيفا أن "نجاح هجوم واحد، يمكن أن يوقظ المزيد من المقلدين
الفلسطينيين"، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أن "عملية بتاح تكفا لم تكن بحسبان الشاباك، لذلك فهي تعتبر مشكلة استخباراتية للأجهزة الأمنية
الإسرائيلية، لأننا بعد عملية أو اثتنين، قد نصحو على نمط متبع من هذه العمليات،
وقابلة للتقليد"، مشددا على أن "أي هجوم من هذا القبيل خطير للغاية".
وتابع أكرمان: "حين يسقط قتيل
إسرائيلي، يجب أن نفهم أنه بالنسبة لجهاز الأمن لم يكن الوضع هادئا حتى الآن، بل
بقيت المخاوف من حصول هجمات مفاجئة كما حدث في بتاح تكفا"، زاعما أن
"جهاز الأمن أحبط في السنوات الأخيرة 400- 700 هجوما سنويا من المسلحين
الفلسطينيين".
ولفت إلى أن "مصدر القلق
الإسرائيلي يعود إلى أن مثل هذه العمليات المفاجئة لا ترتبط بوجود بنية تحتية
عسكرية، من أجل التخطيط المبكر لها، وبالتالي فإنه يمكن للأجهزة الأمنية والجيش أن تقوم
بجمع الأسلحة، لكننا أمام فلسطيني استيقظ في الصباح، لأي سبب كان، وقرر أنه يريد
أن يطعن يهوديا، وفعل ذلك بمفرده، دون مساعدة من أحد، هنا الخوف الحقيقي، لأنه
يصبح مصدر إلهام للمقلدين".
اقرأ أيضا: قلق إسرائيلي من تزايد العمليات المقاومة غير المتوقعة
وأوضح أنه "حالما تنجح إحدى
الهجمات الفلسطينية، ويدرك أحدهم أن فلسطينيا ما طعن يهوديا في رأسه، فسيقول في
نفسه: دعونا نكرر ما قام به، مع العلم أننا نتحدث عن مئات الهجمات المسلحة التي
يتم إحباطها كل عام"، على حد قوله.
وتابع: "إسرائيل تريد توافد
العمال الفلسطينيين إليها، وهم أنفسهم يقفون في طوابير طويلة كي يذهبوا للعمل،
وهذه الآلية يمكن إنتاجها بطريقة منظمة بتراخيص وتصاريح، بحيث لن يدخل إسرائيل إلا
من يُسمح لهم بالعمل، ولكن في الوقت ذاته هناك ثغرات على طول الجدار الفاصل بأكمله
في الضفة الغربية لا تهتم إسرائيل بإصلاحها، رغم أنها ممرات حرة، ناهيك عن الأماكن
التي لا يوجد فيها السياج على الإطلاق".
وأكد أن "من يريد دخول إسرائيل
من فلسطينيي الضفة الغربية، سيجد الحدود المخترقة، ويفعل ما يشاء، وبالتالي فإن
الهدف من الحفاظ على نقاط التفتيش المنتشرة على حدود الضفة وإسرائيل، هو فحص
العمال المارين عبر الحواجز، نحن نتحدث عن أعداد مهولة بين 50 و60 ألف عامل يوميا
يدخلون إسرائيل، فضلا عمن ليس لديهم تراخيص أمنية، صحيح أن 99 بالمئة منهم يأتون
للعمل، ولا ينفذون عمليات، لكن لا سيطرة لنا عليهم".
ونوه إلى أن "هجوم الطعن في
بتاح تكفا الذي قتل حاخاما، نفذه عامل يحمل تصريح عمل منحه إياه جهاز الأمن
العام- الشاباك، ما قد يطرح سؤالا حول إعادة فحص من تم منحهم التصاريح، مع أنه يتم
فحصهم طوال الوقت، وتخضع الحالات الخاصة لتشخيص جهاز الأمن، وتتطلب موافقته، رغم
أننا قد نفاجأ ذات صباح بهجوم يجعل من صاحبه بطلاً فلسطينيا بسبب طعنه يهوديا،
وفي لحظة واحدة يصبح بطلا قوميا".