هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ذا هيل" مقالا
للسفير الأمريكي السابق في المغرب أندرو غابريل، ترجمته "عربي21"، تساءل
فيه عن سبب عدم تطبيع المملكة مع إسرائيل، قال فيه إن رفض المغرب إقامة علاقات مع
الدولة العبرية بعد اتفاقها مع دولة الإمارات العربية جاء نتيجة لعدة اعتبارات،
أولاها، دعم الملك محمد السادس لتسوية سلمية بين إسرائيل وفلسطين، وموافقة المغرب
على اتفاقية كانت ستؤدي إلى تدمير هذا المنظور.
ثانيا، التحرك في ظل عام انتخابي ربما
كان رادعا لها حتى لا تتحرك بتعجل. وقد قدم الملك رؤيته المتعلقة بفلسطين هذه طوال عشرين عاما الماضية، حيث استخدم موقعه كرئيس لجنة القدس في منظمة المؤتمر
الإسلامي للتأكيد على دعمه للدولة الفلسطينية.
وفي الوقت ذاته، عبر عن دعمه لعلاقات
دافئة مع إسرائيل، وكان في وضع تام لأن يكون شريكا لإسرائيل، خاصة أن اليهود
المغاربة يمثلون ثاني أكبر إثنية في داخل إسرائيل، بعد الروس. ومن هنا فالتطبيع مع
إسرائيل يجب موازنته أمام التصريحات التي أطلقها الملك، والتزم فيها بدعم الدولة
الفلسطينية.
وقال الموقع إن الملك حذر عام 2019 من
أن استمرار إسرائيل بانتهاك الشرعية الدولية والقانون الإنساني الدولي سيغذي العنف
والتوتر وعدم الاستقرار، و"يبذر بذور النزاع الديني والتوتر".
وبعد هذه التصريحات، أكد الدبلوماسيون
المغاربة عن دعمهم القوي للقضية الفلسطينية. ومرر الملك في شباط/ فبراير هذه العام
رسالة عبر وزير خارجيته ناصر بوريطة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد فيها على
هذا الدعم لفلسطين.
اقرأ أيضا: المغرب يرفض التطبيع مع إسرائيل.. وحماس تثمن موقفه
ومنذ سنوات الحسن الثاني، تم تشجيع
المغاربة لدعم الفقراء في فلسطين، وقاد هذا إلى دعم عميق للدولة الفلسطينية داخل
المغرب.
وسيدفع الملك محمد السادس ثمنا باهظا
لو لم يستطع الحصول على تنازلات معقولة مقابل التطبيع مع إسرائيل. وعلينا أن نتذكر
أن الملك وقف أمام الضغوط من الدول الخليجية لدعم حصارها لدولة قطر والحرب في
اليمن. وكانت قرارات شجاعة من بلد يعتمد على دول الخليج، بحسب الموقع.
والمحللون الذين توقعوا أن يكون المغرب
البلد التالي لتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل لم يفهموا التزام الملك الأخلاقي
والقوي بالقضية الفلسطينية. كما أن مسألة التطبيع تتعلق بالتوقيت.
وتجنب المغرب اتخاذ مواقف حزبية في
أثناء الدورات الانتخابية، ومنذ اعتراف السلطان محمد الثالث بالولايات المتحدة عام
1777، أصبح المغرب أول دولة في العالم تعترف بالولايات المتحدة، وأول من وقع معاهدة تعاون
وسلام معها.
ومنذ ذلك الوقت، تجنب كل الملك الخوض في
السياسة الأمريكية والتعبير عن مواقف. وعرف المغرب أنه إن لم يكن الأول مع طرف السلام
فسيخسر. وهناك أسباب واضحة للمغرب لكي يتحرك نحو التطبيع مع إسرائيل، نظرا
للعلاقات العائلية والثقافية.
ويعتقد معظم مراقبي المغرب أن الملك
سيتحرك نحو التطبيع عندما تكون هناك مفاوضات حقيقية وتنازلات تؤدي لدولة فلسطينية
قابلة للحياة على حدود 1967 وعاصمتها القدس.