صحافة دولية

WP: كتاب يكشف تعامل ترامب مع كورونا وعلاقته العاطفية بـ"كيم"

عربي21- باسل دوريش 10-Sep-20 06:24 PM

الكتاب مبني على 18 جلسة مع الرئيس سجلها الكاتب ما بين كانون الأول/ديسمبر 2019 وتموز/يوليو 2020- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا ترجمته "عربي21" عن كتاب جديد أعده الصحفي الاستقصائي بوب وودورد بعنوان "غضب"، كشف فيه فشل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مواجهة وباء كورونا، وتحدث أيضا عن العلاقة العاطفية التي جمعت ترامب برئيس كوريا الشمالية كيم جونغ-أون.

وأوضح الكتاب أن الرئيس الأمريكي تلقى تحذيرات مبكرة من مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين من فيروس كورونا.

ففي لقاء سري في 28 كانون الثاني/يناير، قال أوبراين لترامب: "سيكون هذا أكبر تهديد للأمن القومي في رئاستك"، و"سيكون أقسى شيء تواجهه".

ووافق ماثيو بوتينتغر، نائب مستشار الأمن القومي، على كلام أوبراين، وأضاف أن اتصالاته مع الصين كشفت أن العالم سيواجه طوارئ صحية على نفس نمط وباء عام 1918، والذي قتل 50 مليون شخص.

وبعد أيام اتصل ترامب بالصحفي وودورد (كاتب الكتاب) وأخبره أن المرض أسوأ مما توقع، وقال ترامب "تنفس فقط في الهواء وينتقل"، وهو "أمر صعب وحساس للغاية وقاتل أكثر من الإنفلونزا المستعصية".

اقرأ أيضا: ترامب يعترف: قللت من شأن كورونا لتجنيب الأمريكيين الذعر

وفي ذلك الوقت كان ترامب يخبر الأمريكيين أن الفيروس ليس إلا حمى عادية، وأن أمريكا تسيطر عليه وسيختفي، لكنه سيعترف في 19 آذار/مارس في حديث سجله وودورد أنه حاول التقليل من شأنه، وقال ترامب حينها: "أرغب بالتقليل من شأنه لأنني لا أريد خلق الفزع".

وإلى جانب وباء كورونا يغطي كتاب وودورد عددا من المجالات مثل العلاقات العرقية، والمفاوضات مع كوريا الشمالية وقضايا أخرى ظهرت في العامين السابقين.

والكتاب مبني على 18 جلسة مع الرئيس سجلها الكاتب ما بين كانون الأول/ديسمبر 2019 وتموز/يوليو 2020.

ويضم الكتاب أيضا تقييما قاسيا لسلوك ترامب مع وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس، ومدير الاستخبارات القومية دانيال كوتس، ووزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون.

وكشف وودورد أن ماتيس ذهب إلى كاتدرائية واشنطن للصلاة من أجل سلامة الأمريكيين في ظل ترامب. وقال: قد يأتي يوم نضطر فيه لاتخاذ قرار لفعل جماعي لأن ترامب "خطير ولا يصلح".

وقال ماتيس لكوتس وذكره وودورد إن "الرئيس لا بوصلة أخلاقية لديه". ووصف وودورد علاقة كوتس بترامب بالصعبة.

ويكتب وودورد: "لم يكن الرئيس راغبا في تعبئة الحكومة الفيدرالية وظل يرمي المشاكل على الولايات"، و"لم تكن هناك نظرية لإدارة الوضع أو تنظيم عمل ضخم للتعامل مع أعقد الطوارئ التي لم تواجه الولايات المتحدة مثلها من قبل".

وسأل وودورد ترامب مرارا حول "العلاقات العرقية". ففي 3 حزيران/يونيو وبعد يومين من إجبار الشرطة الفيدرالية المتظاهرين السلميين على إخلاء ساحة لافاييت حتى يحضر ترامب ويلتقط صورة له تعزز موقفه كمدافع عن النظام والقانون.

وقال ترامب: "نجهز أنفسنا لإرسال الجيش، أي الحرس الوطني إلى البعض من أولاد الحرام هؤلاء الذين لا يعرفون ماذا يفعلون، هؤلاء اليساريون العنصريون".

وكلما ضغط الكاتب على الرئيس كي يفهم مأساة السود بعد قرون من التمييز، ظل ترامب يشير إلى الأرقام والإنجازات الاقتصادية للسود، وأنه فعل لهم أكثر من أي رئيس منذ أبراهام لينكولن.

واشتكى ترامب في حوار آخر مع وودورد حول تدني شعبيته بين السود "لقد فعلت الكثير للمجتمع الأسود" و"بصراحة لا أشعر بحب لهم".

واعترف ترامب بتأثير العنصرية على حياة الناس "أعتقد أنها موجودة، هذا مؤسف ولكنها موجودة".

ويحتوي كتاب "غضب" على أول رسائل بعثها ترامب للرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ-أون.

ودافع ترامب في حواراته مع المؤلف عن العلاقة بـ"كيم"، وذلك رغم تحذير المخابرات الأمريكية لترامب بأن كوريا الشمالية لن تتخلى عن برامجها النووية وأن النهج الذي يسيره الرئيس لن يحدث شيئا.

وقال ترامب للكاتب إنه مصمم على مواصلة طريقه وأن "السي آي إيه" لا تعرف ما يجري في كوريا الشمالية.

وقال ترامب: "قابلته، أمر كبير (..) أخذ مني يومين، قابلته ولم أتنازل"، مع أن الخبراء يرون أنه تنازل من ناحية تخفيض المناورات العسكرية مع كوريا الجنوبية، ومنح كيم الشرعية الدولية.

وبادل كيم ترامب المودة برسالة مفعمة بالعاطفة، وجاء فيها أريد "لقاء تاريخيا آخر مع سيادتكم يذكر بمشهد من فيلم فانتازيا"، ووصف لقاءه بترامب بأنه "ذكرى ثمينة (...) ويؤكد الصداقة العميقة والخاصة بيننا وسنعمل كقوة سحرية".

وفي رسالة أخرى قال كيم: "أشعر بالفرح أنني أقمت علاقة جيدة مع رجل دولة قوي وبارز مثل سيادتكم".

وكتب في رسالة ثالثة متذكرا "اللحظة التاريخية التي وضعت يدي بيد سيادتكم في ذلك الموقع المقدس والجميل وكان كل العالم يشاهد باهتمام وأمل لعيش شرف ذلك اليوم".

ويبدو أن مديح "كيم" ترك أثره على ترامب، خاصة مخاطبته بسيادتكم. وقال ترامب إنه اكتشف أن كيم "رجل ذكي" في لقاء سنغافورة عام 2018، وأخبره كيم عن كل شيء بما في ذلك قتله لخاله.

ووسط حديثه عن إمكانية اندلاع الحرب النووية مع كوريا الشمالية عام 2017، رد ترامب: "بنيت نظام أسلحة نووية لم يحصل عليه أحد من قبل، ولدينا شيء لم تر أو تسمع عنه من قبل".

وفي تغريدة نشرها ترامب عبر حسابه على "تويتر" الخميس، قال: "كيم جونغ أون بصحة جيدة. لا تستهينوا به!".

وكانت قد انتشرت شائعات جديدة الأسبوع الماضي حول صحة الزعيم الكوري الشمالي. وفي نهايات آب/أغسطس الماضي، قالت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) إن كيم جونغ نقل بعض صلاحياته إلى شيقيته الصغرى كيم يو جونغ.