هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ذكرت صحيفة، أن سياسات ثلاث أحدثها الحزب الحاكم بزعامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ساهم في رفع حدة العداء الأمريكي والغربي ضد تركيا.
وقالت صحيفة "Akşam" التركية في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يربط مصيره بمصير بلاده، ويسعى لنهضتها، في وقت تسعى فيه الإمبريالية لمحاصرتها.
وأشارت إلى أن أردوغان رجل دولة تستهدفه دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا بشكل واضح، ويحاول آخرون معاداته بطرق مختلفة، والأمر غير متعلق بأبعاد وأسباب شخصية.
وأضافت أن هناك سياسات وضعت تركيا على مفترق الطريق مع الغرب أحدها ابتعادها عن الانطواء على نفسها وعدم وقوفها إلى جانب الغرب في سعيه لاحتلال الشرق الأوسط وتقسيمه وتفتيته وإعادة استعماره.
الابتعاد عن التبعية للغرب
وأشارت إلى أن تركيا بعد حقبة مصطفى كمال باشا أبرمت اتفاقيات مهدت الطريق لعلاقات التبعية أولا مع أوروبا وثم مع الولايات المتحدة، ما جعل البلاد سوقا اقتصادية للغرب، واتبعت سياسة مؤيدة للغرب في جميع عملياته في الشرق الأوسط، وخاصة في إيران والعراق وسوريا والجزائر.
وأكدت الصحيفة أن تركيا اليوم تتبع سياسة الدفاع عن وحدة الدول ضد سياسة النظام الغربي الذي يسعى لإعادة التقسيم الطائفي والعرقي لجغرافيا الشرق الأوسط.
سياسة إنمائية خاصة
وأشارت إلى أن التغير الآخر يكمن في أن تركيا قد ابتعدت عن السياسات الغربية في المؤسسات الاقتصادية، وخاصة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وأنشأت سياستها الإنمائية الخاصة ونجحت في ذلك.
وأضافت: "قد يخرج البعض ويقول إن صندوق النقد الدولي هو صندوق ائتمان نحن شريك فيه، والبنك الدولي هو بنك يمول مشاريع جيدة، وكذلك المنظمات الاقتصادية الأخرى، مثل الاتحاد الجمركي، تعمل أيضا على تحسين التجارة الخارجية"، بحجة أن جميع هذه المؤسسات "تدعم" تركيا، ويحاولون أن يظهروا هذه العلاقات وكأنها بريئة".
وشددت على أن كل ما يقال لا يلغي حقيقة أن البرامج التي يفرضها صندوق النقد الدولي تخلق دوامة من التبعية تقود البلاد من أزمة لأخرى، وأن البنك العالمي يقترح مشاريع تقضي بضم المحيط الكلاسيكي للاقتصادات الحضرية بدلا من المشاريع التي تساهم في التنمية، وأن الاتحاد الجمركي الأوروبي يقوم بهيكلة عجز التجارة الخارجية.
الصناعات الدفاعية والهيكل العسكري
وذكرت الصحيفة أن التغير الثالث، يكمن في أن الصناعات الدفاعية، والهيكل العسكري لتركيا تم إبعادها عن الإشراف التام القائم من حلف شمال الأطلسي "الناتو" و"البنتاغون"، وإعادة تشكيلها من خلال سياسات قائمة لبلد مستقل بذاته.
ونوهت إلى المعارضة الشديدة التي أبداها البعض بما فيها الولايات المتحدة بسبب شراء تركيا لمنظومة "أس400" الروسية.
وختمت الصحيفة، بأن رئيس دولة بلد يقوم بكل هذا يعد هدفا للهجمات الغربية والأمريكية، لأنه يدافع عن حقوق بلاده في كل مكان، وخاصة في البحر الأبيض المتوسط، والجغرافيا الدولية، مشددة على أن تحقيق "تركيا المستقلة" له ثمن.