هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا تحدث فيه عن اتفاقيات التطبيع التي تجري تباعا بين دول عربية والاحتلال الإسرائيلي، والدور الذي لعبته اتفاقية أوسلو التي وقعت عام 1993 للتشجيع على التطبيع.
وأضاف الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن اتفاقية "أوسلو" التي وقعها عن الجانب الفلسطيني رئيس السلطة، محمود عباس، كانت قد أجلت عدة قضايا مهمة، مثل الحدود واللاجئين والمستوطنات والقدس إلى "مفاوضات الحل النهائي".
ونقل الموقع عن وزير القدس السابق في السلطة الفلسطينية التي تم إنشاؤها بموجب اتفاق أوسلو، حاتم عبد القادر، قوله، إنه يعتقد أن الفلسطينيين وقعوا في الفخ الذي سمح لإسرائيل بأن تمارس سيطرة أكبر على القدس، وفي المحصلة ترك الباب مفتوحا أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتغيير سياسة بلده والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ويتهم عبد القادر إسرائيل بأنها تستغل عدم التوصل إلى تسوية بشأن وضع القدس لتحويل أجزاء كبيرة منها إلى مستوطنات، وقال إن عدد المستوطنين في المدينة زاد بنسبة 500% منذ اتفاقية أوسلو.
وكانت أوسلو هي البداية لاتفاقيتي إسرائيل الأخيرتين مع كل من الإمارات والبحرين لتحويل العلاقات إلى علاقات رسمية والتي كانت في السابق تشرط بالتوصل إلى اتفاقية سلام، بحسب المسؤولين الإسرائيليين الذين يديرون العلاقات غير الرسمية مع الدول العربية.
اقرأ أيضا: تحديات جمة للفلسطينيين.. ما دور "القيادة الموحدة" بمواجهتها؟
وقال إلياف بنيامين، مدير التنسيق في وزارة الخارجية الإسرائيلية، لصحيفة "هآرتس" إن وزير الخارجية حينها شمعون بيريز الذي وقع الاتفاقية مع عباس عاد إليهم وقال أعدوا لفتح الباب على العالم العربي.
"التطبيع مع الإمارات بدأ "ببطء وبصمت" بما في ذلك فتح قنوات اتصال مباشرة مع أبو ظبي"، وهذا ما يراه عبد القادر، وهو أن أوسلو مهدت الطريق أمام بعض الدول العربية لتنظر للتطبيع مع إسرائيل على أنه لمصلحتها، وخاصة أنه لم يتم استشارة العرب بشأن الاتفاقية.
ولفت الموقع إلى أن أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة بن غوريون، منصور النصاصرة، قام قبل عامين بدراسة التغيرات التي طرأت على القدس منذ اتفاق أوسلو، ليجد أن هناك تغييرا في المعالم الدينية وفي عدد المستوطنين شرق القدس، وزيادة القيود المفروضة على الفلسطينيين في المدينة، وكلها استخدمت لتضفي الصبغة الإسرائيلية على المدينة، ولتتماشى مع فكرة الدولة اليهودية.
ويصف القدس اليوم على أنها جزيرة معزولة عن الفلسطينيين لأن السياسات الإسرائيلية تقطعهم عن المدينة بسجن عشرات آلاف السكان خلف جدار الفصل.
وقال النصاصرة، إن صفقة الإمارات هي نتاج سياسات تعود لثمانينات القرن الماضي بدعم الفلسطينيين اقتصاديا عن طريق مشاريع مختلفة وفي نفس الوقت إقامة علاقات اقتصادية مع إسرائيل.
وقال إن مؤشرات التطبيع كانت موجودة لفترة بما في ذلك عندما شاركت كل من الإمارات والبحرين في سباق الدراجات (غيرو دي إيطاليا)، عام 2018 في القدس.
اقرأ أيضا: ماذا تبقّى من "اتفاق أوسلو" بعد 27 عاما على توقيعه؟
وشدد النصاصرة على أن الإمارات قد تكون حاولت تصوير الصفقة بأنها اهتمام منها بالقدس والأقصى، ولكن الواقع هو أنها لا تملك أدوات ضغط على إسرائيل.
وتابع: "يجب علينا ألا نمنح أبو ظبي حجما أكبر مما يبرر حجمها في هذا الموضوع (القدس والأقصى)، فهي حريصة على مصالحها الاقتصادية والتجارية فقط".
وأضاف النصاصرة أن اتفاقية الإمارات مع إسرائيل لن تجلب السلام للمنطقة لأنه بدون حل جذري للقضية الفلسطينية لن يكون هناك سلام ولا استقرار في المنطقة.
وأردف: "السلام الاقتصادي في المنطقة لن يترجم إلى سلام سياسي إقليمي، ولكنه جزء من صفقة القرن ودعاية انتخابية لكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكلاهما يعاني من ورطة".
وختم الموقع بالقول: "سوف يستضيف البيت الأبيض مرة أخرى حفل توقيع يوم الثلاثاء يحضره الزعماء الإسرائيليون والبحرين، ولكن الفلسطينيين لن يكونوا حاضرين هذه المرة".