نشرت
صحيفة "
ديلي تلغراف" تقريرا كشفت فيه أن
السعودية تحتجز حوالي 16.000 مهاجر
في مراكز تجميع العمال والمهاجرين. وقالت إن عدد المحتجزين في ظروف سيئة ربما كان أكبر
من المتوقع.
تقرير
"ديلي تلغراف" جاء بعد التقارير التي نشرتها صحيفة "صاندي تلغراف"
وكشفت عن عمليات ملاحقة السعودية للمهاجرين الأفارقة، واحتجازهم في معسكرات مكتظة وتخلو
من أدنى المعايير الصحية والإنسانية. وذلك في محاولة من المملكة لوقف انتشار فيروس
كورونا وضربهم مما دفع عددا منهم للانتحار.
وأشارت
تصريحات للقنصل الإثيوبي العام في جدة عبده إسماعيل إلى أن المراكز التي
كشف عنها تحقيق الصحيفة ربما كانت طرف كرة الثلج. وقال الأسبوع الماضي إن عشرات من
السجون تحتجز إثيوبيين وأن 16.000 من المهاجرين الإثيوبيين نقلوا إلى مجمع اعتقال الشميسي
على طريق مكة.
وقال:
"في جدة هناك 53 سجنا ويعتقل الإثيوبيون فيها كلها".
وفي
تصريحاته لهيئة الإذاعة الإثيوبية قال: "لو أخذت مثلا مركزا واحدا مثل الشميسي
الذي يبعد 60 كيلومترا عن جدة، فهناك 16.000 إثيوبي في السجن وزنازينه". واستطاعت
الصحيفة في الشهر الماضي التواصل مع بعض المهاجرين في مراكز مثل الشميسي وجازان. ولا
يعرف عدد المهاجرين الذين اعتقلوا في هذا المركز. إلا أن صورا التقطتها الأقمار الصناعية
للمركز تظهر عددا من المباني، وهناك مراكز مشابهة له في المملكة.
ووافقت
السعودية بضغط من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والساسة الغربيين على فتح تحقيق في
انتهاكات حقوق المهاجرين. إلا أن المعتقلين فيها أخبروا "ديلي تلغراف" أنهم
تعرضوا للضرب المبرح بعد انتشار أخبار الانتهاكات في المراكز حول العالم. وقام حراس
هذه المراكز بتفتيشهم بحثا عن هواتف نقالة مهربة. وقالوا إنهم جردوا من ملابسهم وقيدوا
أثناء عملية التفتيش. وتعرضت الحكومة في أديس أبابا لضغوط شعبية تطالب بإعادة المهاجرين
إلى بلادهم. ولكن الصحيفة كشفت عن محاولات الحكومة وقف المهاجرين المعتقلين للتواصل
مع العالم الخارجي لتجنب تدهور العلاقات مع السعودية الغنية بالنفط. وأعيد في الأسبوع
الماضي 150 طفلا وامرأة إلى إثيوبيا. إلا أن الوثائق المتوفرة عن آب/أغسطس كشفت عن عودة
هذا العدد بترتيب مسبق بين السلطات السعودية والإثيوبية. واقتضى شراء كل مهاجر تذكرة
السفر من الخطوط الجوية الإثيوبية، وهو ما لا يستطيع المهاجرون الفقراء عمله.
وأعلنت
السفارة الإثيوبية في الرياض عن إلغاء السلطات السعودية الاتفاق مما لا يترك أمام المهاجرين
الإثيوبيين أي مجال للهرب في داخل السعودية. وقالت هيومان رايتس ووتش: "من الصادم
معرفة وجود 16.000 مهاجر إثيوبي في مجمع الشميسي". ووثقت "ديلي تلغراف"
و"هيومان رايتس ووتش" الظروف المريعة في جازان حيث تم اعتقال مهاجرين إثيوبيين.
وقالت ناديا هاردمان الباحثة في المنظمة: "نكرر دعواتنا للسعودية كي تفرج حالا
عن الضعاف وتحسن الظروف البائسة للآلاف الباقين".