هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتواصل اللقاءات العسكرية التركية اليونانية برعاية حلف الشمال أطلسي "الناتو"، واستكمل الطرفان اجتماعهما الرابع، على أن يتم عقد آخر خامس الأسبوع المقبل، بهدف الوصول لتخفيف التوتر بينهما في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، الخميس، انتهاء الاجتماع الرابع بين وفدها ونظيره اليوناني، في مقر حلف الناتو، بالعاصمة البلجيكية بروكسل.
وأضافت أنه من المخطط عقد اللقاء التالي بين الوفدين، خلال الأسبوع المقبل.
وسبق أن اتفق الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على انطلاق محادثات فنية بين أنقرة وأثينا، لتأسيس آليات تجنّب حدوث مناوشات شرقي المتوسط.
وقالت صحيفة "خبر ترك" في تقرير ترجمته "عربي21"، إن اليونان تحاول جعل هذه القضية مشكلة دولية وإنشاء تحالف معاد لتركيا من خلال نقل القضايا التي جلبتها منذ الماضي إلى الناتو والاتحاد الأوروبي.
المشكلة الرئيسية تكمن بموقف ماكرون
وأشارت في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن المشكلة الرئيسية تكمن في موقف فرنسا، أو بالأحرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يحاول زيادة التوترات وتأجيجها وتقويض جهود تركيا لمصالحه في المنطقة.
وتابعت أن ماكرون بعد انزعاجه من الدور التركي في ليبيا، والتحولات التي نجم عنها رجحان الكفة لصالح حكومة الوفاق وخسارة حفتر، أراد الانتقام منها من خلال ورقة اليونان، وقام بحملات مضادة لتركيا في الناتو، وزعم أن السفن التركية أقفلت رادارت سفنه في شرق المتوسط، واستخدم حاملة الطائرات شارل ديغول كبطاقة رابحة لإرسالها إلى المنطقة، وعقد مناورات مع اليونان.
اقرأ أيضا: أردوغان: سياسات ماكرون متخبطة وسلوك اليونان صبياني
رد فعل تركي عى استفزازات يونانية
وأضافت الصحيفة، أنه بالوقت الذي يجري فيه التفاوض لتجنب النزاع، هبطت طائرة هيلوكبتر تقل الرئيسة اليونانية كاترينا ساكيلاروبولو في جزيرة ميس مقابل كاش التركية مباشرة، مصحوبة بطائرات "أف16"، وقدمت عرضا للقوة العسكرية، لكن تركيا ردت باستراتيجية عسكرية تمثلت بالتالي:
- حضر وزير الدفاع وقادة الجيش التركي، مناورات للقوات البرمائية التركية "SAT" والمعروفة بـ "أبطال عملية كارداك" التي أجبرت اليونان على سحب قواتها من جزيرة في إيجة وإنزال علمها هناك.
- بعد ذلك، تم الانتقال إلى كاش التركية، بالتزامن مع الزيارة التي قامت بها رئيسة اليونان ساكيلاروبولو لجزيرة ميس، وحضر الوزير التركي حفلا تأبينيا، لقائد المدفعية مصطفى أرتوغرل أكير، الذي تمكن من إغراق حاملة طائرات في الحرب العالمية الأولى، وتابع أيضا المناورات العسكرية بين تركيا وقبرص التركية "جنكيز توبال عاصفة البحر الأبيض المتوسط"، وقدم رسالة أن تركيا جاهزة للحرب أو للحوار.
وأضافت الصحيفة أنه بعد ذلك، جاءت رسائل الحوار، ومبادرة حلف شمال الأطلسي، مشيرة إلى أن تركيا تقدم دعما لحوار غير مشروط في الاجتماعات العسكرية في مقر الناتو، ولكن المسؤولين اليونانيين يحاولون إدراج شروط مسبقة تتعلق بأنشطة تركيا في شرق المتوسط.
وذكرت أن اليونان كانت تعاني من توترات مع تركيا من قبل؛ حتى أنها أبرمت اتفاقات لشراء أسلحة تتراوح قيمتها بين 15 و20 مليار دولار في أوائل عام 2000، وبدأت مجددا ببرنامج التسلح، لكن اقتصادها لا يسمح بذلك، وسيتعين عليها دفع مبلغ كبير من المال مقابل 18 طائرة رافال و4 سفن حربية من طراز كورفيت ستشتريها من فرنسا لتحل محل طائرات ميراج القديمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن اليونان، كما هو الحال في بلدان أخرى، دخلت هذا العام انكماشا كبيرا بسبب فيروس كورونا، كما أن الاقتصاد اليوناني يدخل أيضا أشهر الشتاء في ظروف صعبة.
وأضافت أنه من الضروري التفكير في تكلفة القتال مع تركيا، والضغط الذي ستتعرض له الجزر مع الطائرات التركية المسيرة، والإشكاليات وتكلفة الحرب التي سوف تتراكم على اليونان
وشدد على أن التوترات في بحر إيجه وشرق المتوسط ليس لصالح أحد، والمطلوب من تركيا أيضا تجميد هذا التوتر بسرعة، والتركيز على ملفي ليبيا وسوريا ذات الأولوية الأكبر.
اقرأ أيضا: تشاووش أوغلو يخاطب أثينا عبر صحيفة يونانية.. هذا ما قاله
الاجتماعات في الناتو
وأشارت الصحيفة، إلى أن اجتماعا خامسا سيعقد الأسبوع المقبل بين الوفدين العسكريين التركي واليوناني في بروكسل، مشيرة إلى أن سبب تأجيل الاجتماع الأول لمدة يومين كان هدفه عرض القضية على اجتماع المجلس الأوروبي من أجل تقوية موقف اليونان.
وأضافت أنه على الرغم من أن تفاصيل الاجتماع الأول سرية، لكن جرى تسريبها للصحافة من قبل اليونانيين.
ولفتت إلى أن الاجتماعات تتضمن محددات يحددها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وترتبط بحركة السفن والطائرات العسكرية.
وأوضحت، أن الوفدين العسكريين للبلدين لا يجلسان قبالة بعضهما ويتفاوضان بشأن المسائل العالقة في شرق المتوسط، بل من أجل تجنب الصراع يتم عرض ورقة الإحداثيات لحركة وبيانات السفن، ويعبر كل طرف عن آرائه فنيا بهدف تجنب الاحتكاك بينهما ميدانيا.
وأشارت إلى أن الوفود العسكرية لا تتباحث بشأن القضايا السياسية، بل يتبعون التوجيهات التي تصدر من سلطات الجانبين في أنقرة وأثينا.
وختمت الصحيفة، أن هناك توترا ناجما عن عمليات الحفر التي تقوم بها تركيا، والغرض الفرنسي من الأزمة واضح، كما أن اليونان تحاول محاصرة تركيا، ووضعها في موقف كأنها دولة تهرب من الحوار وتسويق ذلك في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.