خبير تركي لـ عربي21: جبهة ثالثة بين أنقرة وموسكو في "قره باغ"

أكد خبير تركي على حساسية تفجر الصراع مجددا بين أذربيجان وأرمينيا بالنسبة لأنقرة، لا سيما في هذا التوقيت، قائلا إن هذا الملف سيعقد حسابات بلاده، ولا سيما في علاقاتها مع موسكو، التي أكد أنها تدعم يريفان ضد باكو.

وفي حديث لـ"عربي21"، قال نائب مدير مركز الشؤون الدبلوماسية والدراسات السياسية (DIPAM)، أحمد إشجان، إن منطقة "قره باغ" المحتلة من قبل أرمينيا، وما بعدها، أي سلسلة جبال "زانغيزور"، تفصل تركيا عن عمقها "التركي" في شرق القوقاز ووسط آسيا، في إشارة إلى المساحة الأرمينية التي تخترق الأراضي الأذرية وتفصلها إلى شطرين.

وتظهر الخريطة التالية منطقة "قره باغ" بالبنيّ الداكن، وحولها باللون الأخضر بقية المناطق التي تحتلها يريفان تحت مظلة قوات محلية "تحرريّة"، فيما يظهر فصل أرمينيا لأراضي أذربيجان وصولا إلى الحدود الإيرانية. 

وأشار "إشجان" إلى أن الاهتمام التركي بالمنطقة له أبعاد اقتصادية، تتعلق بحاجة البلاد إلى موارد الطاقة الأذرية، والتي يتطلب نقلها عبور الأراضي الأرمنية أو الاعتماد على جورجيا.

وعلى مستوى الحسابات الإقليمية والدولية، أكد إشجان أن روسيا وإيران تقدمان الدعم لأرمينيا، وهو ما يخرج الصراع، الذي وصفه بـ"التاريخي"، على قره باغ، من الطابع "الثنائي".

اقرأ أيضا: القوات الأذرية تتقدم بقره باغ.. مسيّرات تركية تشارك بالهجوم 

وقال: "وفقا لذلك، فإن تركيا سوف تقدم جميع أشكال الدعم لأذربيجان، ويتوجب عليها فعل ذلك"، مشيرا في هذا السياق إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أكد وقوف بلاده الكامل مع أذربيجان، في وقت دعت فيه الأطراف الإقليمية والدولية الأخرى إلى التهدئة.

وأوضح إشجان أن اشتعال هذا الملف بهذا التوقيت يأتي في سياق جيوسياسي أوسع، يقع مركزه في الصراع على شرق المتوسط ومنطقة الشام، وتعد روسيا وإيران وتركيا من أطرافه الرئيسية.

وتابع بأن الصراع في قره باغ قد يجدد توتير العلاقات التركية الروسية، في وقت يحاول فيه البلدان تجنب الاشتباك بالفعل في ملفين آخرين، في إشارة إلى سوريا وليبيا.

وأكد الخبير التركي أن التفاهمات بين أنقرة وموسكو حول بعض الجوانب في سوريا وليبيا لا تعني إزالة الملفين عن طاولة الخلافات.

اقرأ أيضا: أرمينيا وأذربيجان تعلنان "حالة الحرب".. ودعوات للتهدئة

وختم بالتأكيد على أن اشتعال جبهة ثالثة مع روسيا في هذا التوقيت "سيضع تركيا في موقف أكثر صعوبة من منظور جيوسياسي".

وكان أردوغان قد قال، الاثنين، إن السلام سيتحقق في منطقة جنوب القوقاز "فور انسحاب أرمينيا من أراضي أذربيجان المحتلة".

وفي كلمة خلال ندوة بعنوان "القانون البحري الدولي وشرق المتوسط"، بإسطنبول، قال أردوغان إن الوقت قد حان لإنهاء الأزمة، التي بدأت بعد احتلال أرمينيا لإقليم "قره باغ" الأذري، قبل نحو ثلاثة عقود.

وجدد أردوغان إدانته لأرمينيا إثر مهاجمتها الأراضي الأذرية، صباح الأحد، مؤكدا: "تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب أذربيجان الصديقة والشقيقة بكافة إمكانياتها".

واندلعت موجة التوتر الحالية صباح الأحد، وتبادل الطرفان الاتهامات بإشعال فتيله، وسط تأكيد أذري على إحراز تقدم ميداني واستعادة مناطق كانت أرمينيا قد احتلتها قبل عقود.

وتحتل أرمينيا منذ عام 1992، نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم "قره باغ"، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام"، و"فضولي".