سلط خبير عسكري
إسرائيلي بارز، الضوء على "حرب الوعي" التي يخوضها الاحتلال منذ سنوات ضد
حزب الله اللبناني، مؤكدا أن "إنجازات" هذه الحرب من الصعب قياسها، وهي استعداد للمواجهة القادمة في الشمال.
قطرات التضامن
ونبه خبير الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان في مقال له، إلى أن "في ذروة أزمة لم يشهد لها مثيل (تفشي كورونا)، نزلت علينا من السماء أو للدقة من الأمم المتحدة، قصة مخزن صواريخ حزب الله، وسوقت هذه القصة وهي مغلفة ببطانات ترافقها خرائط ورسومات تنير العيون، وتم تناقلها بعد الكشف في الأمم المتحدة في وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية".
وقال: "كأن أحد ما، جلس في تل أبيب وقرر بأنه حان الوقت لصرف بعض الانتباه عن أضرار كورونا التي لا نعرف حقا كيف نواجهها، والهروب للمنطقة المريحة المتعلقة بـ"العرب الأشرار"، ونحن في هذا جيدون".
وأشار إلى أنه "يكفي أن نطلق هذا الخليط الفتاك للكلمات السرية "إيران"، "حزب الله" و "الصواريخ الدقيقة"، كي نبتز قطرات التضامن الأخيرة التي لا تزال لدى الجمهور الإسرائيلي".
ورأى أن هناك "شرعية وحيوية في تغليف المنتج وتوقيت عرضه، ولكن المشكلة؛ أن مقدم العرض (رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو) فقد مصداقيته، وعندما يروي رئيس الوزراء للعالم بأن بيروت تجلس على برميل بارود دفنها حزب الله تحته، يسأل الناس أنفسهم على الفور ما الذي سيخرج له من هذا؟ وكيف تساعده هذه الحملة على الخروج من الورطة الجنائية أو على الأقل من الاتهامات حول فشله في إدارة أزمة كورونا".
ولفت فيشمان إلى أن "نتنياهو لم يخلق حملة الوعي ضد حزب الله، لكنه ينخرط فيها بسرور، فحرب الوعي هذه أطلقها رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت قبل أكثر من سنتين، عندما نشر الجيش بشكل غير مسبوق نحو 200 موقع داخل القرى في جنوب لبنان، حيث يخزن حزب الله الصواريخ، وبالتوازي عرض في حينه رئيس الوزراء في الجمعية العمومية للأمم المتحدة خريطة لمخزن صواريخ تابع لحزب الله قرب المطار في بيروت".
مقدم العرض
وذكر أنه "لما كان الجيش الإسرائيلي يمتنع عن هجمات مباشرة في لبنان كي لا يشعل معركة عسكرية أخرى، فإنه يركز على محاولة إقناع الرأي العام في لبنان، بأن حزب الله ليس درعا للبنان بل مخربه".
وزعم أن "حزب الله يحاول بناء مصانع لتدقيق الصواريخ التي توجد تحت الأرض في لبنان، في ظل الاستناد إلى حقيقة أن إسرائيل تمتنع عن هجوم صاخب على أهداف فوق أرضه، ومن الصعب قياس إنجازات حرب الوعي التي هي جزء من حرب الظلال".
في بداية 2020، "تلقت مسألة الصواريخ الدقيقة انعطافة عندما بدأت دولة لبنان بالتفكك، اقتصاديا واجتماعيا، والرمز المركزي لأفول تلك الدولة، كان الانفجار الكبير في بداية آب/أغسطس الماضي".
وأضاف: "لبنان على شفا الفوضى، والآن لإسرائيل حدود عديمة السيادة، وأصبحا أرضا سائبة لمليشيات مسلحة؛ في جنوب لبنان وهضبة الجولان"، محذرا من "تدهور عسكري، في حال حقق حزب الله معادلة الانتقام على قتل أحد رجاله بدمشق في تموز/يوليو الماضي، وقد تكون هذه هي الشرارة التي تشعل هذه المواجهة".
وكشف الخبير العسكري، أن "إسرائيل منذ انفجار بيروت وهي تبذل جهدا إعلاميا مركزا لخلق شرعية دولية للمخططات الحربية التي أعدتها، ففي اليوم الذي ستنشب فيه المواجهة في لبنان ستقف إسرائيل أمام الحاجة لأن تشرح لماذا تهاجم مناطق مأهولة في جنوب لبنان، في البقاع وفي بيروت".
ونوه إلى أن "حرب الوعي هي طرف الجبل الجليدي للاستعدادات التي تقوم بها إسرائيل اليوم لوضع تتدهور فيه الحدود الشمالية إلى الحرب، وعليه فالرسالة الإسرائيلية للعالم يجب أن تكون ذات مصداقية، وتوضح أن لا بديل آخر، غير أن المصداقية هي أيضا تتعلق بمقدم العرض".
اقرأ أيضا:
كيف علّقت الصحافة الإسرائيلية على "ترسيم الحدود" مع لبنان