هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت صحيفة تركية، أن التعاون الاستراتيجي بين أنقرة وباكو عكس إيجابيا على الصراع في قره باغ، لافتة إلى أن أرمينيا باتت وحيدة دوليا.
وقالت صحيفة "ستار" التركية في تقرير ترجمته "عربي21"، إن أرمينيا ارتكبت خطأ كبيرا مؤخرا، مشابها لذلك الذي قامت به في أوائل التسعينيات، عندما احتلت 20 بالمئة من الأراضي الأذرية.
وأوضحت، أن أرمينيا في البداية هاجمت منطقة توفوز في 12 تموز/ يوليو الماضي، ثم قامت باستهداف المدنيين على الخط الحدودي في 27 أيلول/ سبتمبر الماضي، تبعه إطلاق صواريخ على مدينة كنجه العاصمة الروحية لأذربيجان، ما يعد ذلك مثالا على السياسة الطائشة.
وأشارت إلى أن يريفان أعطت في هجماتها أذربيجان فرصة تاريخية، في الوقت الذي تنامت فيه قدرات الجيش الأذري بفضل التعاون مع تركيا.
ولفتت إلى أن أرمينيا لم تتمكن من العثور على أي جهة فاعلة بالوقوف معها عندما ردت أذربيجان على الهجمات الأرمينية، لأن القانون الدولي يعطي الحق لباكو في الدفاع عن النفس، بما يشمل بسط السيطرة على قره باغ واستعادتها لأراضيها.
وأضافت أنه على الرغم من أن رئيس الوزراء الأرمني باشينيان يسعى لتجاوز فشله من خلال جذب روسيا إلى جانبه، إلا أن ذلك لم يكن مجديا، مشيرة إلى ما نشرته قناة روسية بشأن إغلاق الرئيس فلاديمير بوتين سماعة الهاتف في وجهه.
اقرأ أيضا: أردوغان: "مينسك" أوصلت مشكلة قره باغ إلى طريق مسدود
وشددت على أن أذربيجان تعمل على حل المشكلة التي استمرت 30 عاما، وتم تجميدها من الأمم المتحدة، وتمكن الجيش الأذري من تحرير عدد من القرى والمدن، بشكل فاجأ أرمينيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا تقف وراء نجاح أذربيجان ميدانيا في قره باغ، وقد اكتسب التعاون العسكري، الذي بدا محدودا بسبب الأوضاع التي تلت أوائل التسعينيات، زخما كبيرا في السنوات العشر الأخيرة.
وأوضحت، أن تركيا لم تقم بدعم أذربيجان بالتدريبات العسكرية وأنظمة الأسلحة فحسب، بل نقلت ثقلها العسكري لها.
وأَضاقت أن هناك تعاونا عسكريا واستراتيجيا بين تركيا وأذربيجان تحت شعار "أمة واحدة".
وذكرت الصحيفة، أنه بعد حل الاتحاد السوفيتي عام 1989، أنشئت 15 دولة مستقلة، وأعلنت أذربيجان في 30 آب/ أغسطس 1991 استقلالها، وكانت تركيا أول دولة تعترف بها في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام ذاته.
وتابعت بأنه عندما احتلت أرمينيا عام 1992 ناغورنو قره باغ، التي كانت جزءا من أذربيجان، أغلقت تركيا حدودها معها.
ولفتت إلى أن باكو وأنقرة وقعتا أول اتفاقية تدريب عسكري بينهما عام 1992، وعندما زار رئيس الوزراء التركي الأسبق، توركوت أوزال، أذربيجان، أكد أن بلاده ستشكل تحالفا عسكريا معها إذا لم تتوقف أرمينيا عن مهاجمة قره باغ.
وأضافت أن العلاقات التركية الأذرية تواصلت، لتكرس باتفاقية أبرمت عام 1995، بافتتاح أول مدرسة عسكرية بأذربيجان تدرس الضباط الأتراك.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات التركية الأذرية تزايدت بشكل كبير، بعد وصول حزب العدالة والتنكية إلى السلطة عام 2002، لتأخذ العلاقات في نمو متصاعد.
اقرأ أيضا: وزير دفاع تركيا: نقف مع أذربيجان في الدفاع عن وحدة أراضيها
وأضافت أن الاختراق التركي في صناعات الدفاع، وتجاربها الناجحة في مكافحة الإرهاب في سوريا والعراق وليبيا ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، تحوّل في نهاية المطاف إلى فرصة يستفاد منها للقوات المسلحة الأذربيجانية.
وشمل التعاون بين البلدين، وفقا للصحيفة، التدريبات العسكرية، والتعاون التقني، وتقديم الدعم اللوجستي، وتصدير الأسلحة، والمناورات المشتركة، والزيارات العسكرية المتبادلة.
وشدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عام 2008، أمام البرلمان الأذربيجاني، بأنه لن يفتح الحدود مع أرمينيا، قبل انسحاب قواتها من الأراضي المحتلة.
ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا وأذربيجان وقعتا عام 2010 معاهدة التعاون الاستراتيجي، والمساعدات المتبادلة بين البلدين، شملت إنشاء منظور أمني ودفاعي مشترك في حال تعرض أحد البلدين لهجوم من دولة ثالثة.
وأشارت إلى أنه ومن أجل ضمان استمرارية النظام الإقليمي، أنشأت تركيا وأذربيجان وقيرغيزستان عام 2013 منظمة وكالات إنفاذ القانون الأورآسيوية، ليتمكن بعدها الجيش الأذري من استخدام قوته العسكرية لأول مرة في أرضه المحتلة في نيسان/ أبريل 2016، وحقق نجاحا كبيرا في مواجهة أرمينيا.
وأضافت أن هناك تعاونا بين قوات البلدين في الحفاظ على سلامة خط أنابيب الغاز الطبيعي في حقل شاه دينيز.
ولفتت إلى أن صناعات الدفاع التركية تقدم لأذربيجان مجموعة أسلحة واسعة، مشيرة إلى النجاحات التي حققتها المسيرات التركية في الحرب مع أرمينيا في قره باغ.
وذكرت الصحيفة أن جيشي البلدين أجريا 13 مناورة عسكرية مشتركة عام 2019، ضمن إطار اتفاقيات التعاون العسكري والأمني.
وأشارت إلى المناورات العسكرية بين قوات البلدين في أب/ أغسطس الماضي، بعد الهجوم الأرمني على منطقة توفوز، التي تكتسب أهمية كبيرة بالنسبة لتركيا، في رسالة ليريفان.
وختمت الصحيفة بأن الهجمات الأرمينية في تموز/ يوليو الماضي في توفوز، وأيلول/ سبتمبر في قره باغ، أتاحت الفرصة لأذربيجان لتجربة أسلحتها الجديدة، وخبرتها العسكرية المتراكمة التي اكتسبتها من تركيا.