هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ذكرت صحيفة تركية، أن حراك رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، لضمان تدخل القوى العظمى في الحرب بقره باغ باء بالفشل، لافتة إلى أن توازنا جديدا بين أنقرة وموسكو نشأ في المنطقة.
وأضافت "صباح" التركية في تقرير ترجمته "عربي21"، أن الصواريخ التي ألقتها أرمينيا على مدينة كنجة، والضجة التي أحدثتها بشأن "الأتراك قادمون" لم تجلب النتيجة التي كانت تتوقعها، وبالمقابل فإن الرئيس الأذري علييف، يعزز بشكل تدريجي بسط يده سواء على صعيد العمليات في قره باغ، أو التحركات الدبلوماسية الجارية.
وأشارت إلى التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي قال فيها إن الحرب لا تجري على أراض أرمينية، كانت حاسمة للغاية بشأن مستقبل قره باغ.
ولفتت إلى أن بوتين الذي لم يكن يرد على هواتف باشينيان، أكد على أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي لا تتحمل مسؤولية الصراع الجاري.
ونوهت إلى أنه من ناحية أخرى، فإن الرئيس الأذربيجاني، لا ينجر إلى حرب شاملة، رغم استفزازات باشينيان، وركّز على تحرير القرى المحتلة فقط، كما أنه يدير بشكل جيد معادلة التوزان بين القوى العالمية روسيا والولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل وإيران.
وأوضحت أن "ثلاثي مينسك" وفشله بإنهاء الاحتلال الأرميني منذ 28 عاما، أضفى الشرعية على حجة علييف بأنه "من أجل وقف إطلاق النار يجب أن ينتهي الاحتلال".
وأكدت أن مصير ناغورنو قره باغ، الذي تعتبره الأمم المتحدة أراضي لأذربيجان، لا يمكن تأجيله لسنوات عدة أخرى، لافتة إلى أن دعوة باشينيان إلى "الاعتراف باستقلال" المنطقة التي تسيطر عليها أرمينيا محكوم عليها بالفشل.
اقرأ أيضا: "عربي21" تتناول البعدين التاريخي والقانوني لـ"قره باغ" (وثيقتان)
وبشأن سيناريوهات الحرب المتواصلة، رأت الصحيفة أنها قد تؤدي لانسحاب أرمينيا من خمس أو سبع مقاطعات في الإقليم.
وأضافت أنه من الواضح أن روسيا وتركيا القوتان اللتان ستكونان فاعلتين بشكل أكبر ستشكلان طاولة المفاوضات، كما أن الصراع الجديد سيصبح مكونا أساسيا في تحديد القوى المؤثرة الجديدة في منطقة القوقاز.
وذكرت الصحيفة، أنه يتعين على بوتين الذي يريد السيطرة على باشينيان الموالي للغرب، أن يوافق على توازن جديد في المنطقة بسبب التنسيق بين علييف والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ما بين روسيا وليبيا وقره باغ. تركيا وروسيا بين التنافس والتعاون
ولفتت إلى أن عدم الاستقرار في المناطق التي يزعم أنها تحت النفوذ الروسي، مثل بيلاروسيا وقره باغ وقرغيزستان، تظهر تحديات وقدرات سياسة موسكو في التدخل المباشر في النزاعات في الوقت المناسب لتمكين نفسها أو تعزيز قوتها فيها، كما فعلت في سوريا وليبيا.
وأضافت أن الصراع في قره باغ، يجلب العلاقات القائمة على "التنافسية والتعاون" بين أنقرة وموسكو منذ حادثة إسقاط الطائرة في سوريا عام 2015، إلى مستوى جديد.
وشددت الصحيفة، على أنه ومقارنة بالتنافس الروسي التركي في ليبيا وسوريا، فإن أنقرة تعد صاحبة اليد الطولى في الصراع بقره باغ.
وأشارت إلى أن العلاقات بين تركيا وروسيا، تعرضت مرات عدة للاختبار بسبب التنافس، ولكن تلك التوترات لا تؤدي للانقطاع بينهما، ويتجهان لطريقة مختلفة في إدارة الصراعات.
وأضافت أنه على العكس من روسيا، فإن تركيا تعتمد استراتيجية التدخل الاستباقي قي الاضطرابات المحيطة بها.
اقرأ أيضا: هذا أهم ما تريد معرفته حول الصراع بين أذربيجان وأرمينيا
أين تقف إيران؟
وحول الموقف الإيراني، أشارت الصحيفة إلى أن إيران التي تقع على حدود الحرب في قره باغ، لديها مخاوف أمنية كبيرة، وتشعر بالقلق إزاء سقوط الصواريخ على أراضيها بالوقت الذي تتعرض فيه لإنهاك شديد بسبب الضغط الأمريكي.
وأوضحت أن إيران تخشى من احتمال استمرار الصراع في قره باغ، بتأثير قوى أخرى لا سيما الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك فهي من ناحية تؤكد على أن قره باغ "أرض أذربيجانية"، ومن ناحية أخرى تريد وقفا فوريا وسريعا لإطلاق النار.
وأضافت أن إيران تخشى أن تؤدي حرب طويلة لزعزة استقرارها مع قدوم المقاتلين الأجانب إلى قره باغ، كما أن لديها تخوفات من العلاقات الجيدة بين باكو وتل أبيب مما يخلق أزمة تتعلق بسلامة أمنها، كما أنها تشعر بالقلق بالوقت ذاته على الدعم النشط من تركيا لأذربيجان.
ورأت الصحيفة أن موقف تركيا النشط في حرب قره باغ، لا يعني أنه يهدف لزعزعة استقرار إيران، فهي لا تكرر الخطأ الذي ارتكبته طهران ومليشياتها الشيعية في الحرب الأهلية السورية.