هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا سلط من خلاله الضوء على تعمد فتح المياه العادمة من المستوطنات نحو الأراضي الفلسطينية، ما أدى إلى تدمير التربة في القرى المحاطة بالمستوطنات.
وفي تقريره من مدينة سلفيت ترجمته "عربي21" نقل الموقع، عن المزارع الفلسطيني عبد الله معروف، قوله، إنه أجبر على البقاء في بيته بقرية دير البلوط، الواقعة في محافظة سلفيت، بعد أن أصبحت أرضه مستنقعا للمياه العادمة التي تتدفق من مستوطنة ليشيم القريبة.
ويملك معروف وعائلته المكونة من 50 شخصا 20 دونما زرع فيها 400 شجرة زيتون وبعضها يعود لفترة الرومان. وتنتج أشجارهم سنويا حوالي طنين من الزيت كل عام.
وقال معروف "لا نستطيع الوصول إلى أرضنا ولا قطف الزيتون، فقد أغرقتها المستوطنة بمياه المجاري وبشكل كامل".
ويتدفق من المستوطنات مليونا متر مكعب من المياه العادمة سنويا، غير معالجة وتصل إلى أراضي الفلسطينيين ومزارعهم.
ولا يعتبر خطر المياه العادمة هو الخطر الوحيد القادم من مستوطنة ليشيم على عائلة معروف. فقد صادرت إسرائيل 10 دونمات من الأرض الأصلية لتوسيع المستوطنة ولا يسمح للعائلة بالدخول إليها.
وهاجم المستوطنون في السابق الأرض واقتلعوا 200 شجرة زيتون تم زرعها قبل 25 عاما.
ويحيط بقرية دير البلوط عدد من المستوطنات غير الشرعية بالإضافة لليشيم، فهناك بيدول، وبيت أريه، أوفرايم، وكلها تترك المياه العادمة تتدفق إلى أراضي القرية الزراعية.
اقرأ أيضا: تنديد دولي بمصادقة الاحتلال على بناء وحدات استيطانية بالضفة
وقال رئيس مجلس القرية يحيى مصطفى إن السلطات الإسرائيلية تمنع القرية من بناء أماكن لرمي النفايات مع أنها تسمح بتدفق المياه العادمة من المستوطنات. وأضاف: "قوات الاحتلال تلاحق القرية لدفع غرامة تصل إلى 7.000 شاقل (2.000 دولار أمريكي) وتصادر السيارات الفلسطينية المخصصة لجمع النفايات.
وتم تحديد معظم أراضي دير البلوط بأنها منطقة "ج" أي خاضعة لسيطرة قوات الاحتلال، وذلك حسب تقسيم المناطق إلى "ألف وباء وجيم" بعد توقيع اتفاقية أوسلو في 1993.
ولهذا السبب لا تستطيع القرى التوسع أبعد من المناطق التي أقيمت عليها أو البناء في المناطق الزراعية.
وكما هو الحال مع بقية القرى الفلسطينية المحاطة بمستوطنات غير شرعية في الضفة الغربية، فهي عرضة لهجمات المستوطنين.
وقال مصطفى "يهجم المستوطنون كل يوم على القرية. وفي الأسبوع الماضي حرقوا 50 شجرة زيتون عمرها أكثر من 60 عاما".
وموضوع رمي المياه العادمة على الأراضي الفلسطينية ليس جديدا. لكن ما تغير هو حجم المياه المسربة من المستوطنات وما تتركه من أثر ودمار على الأراضي الزراعية، خاصة في موسم قطاف الزيتون، مما يزيد المخاوف من خسارة مساحات جديدة للمستوطنات.
وفي قرية دير الحطب، شرق مدينة نابلس أخبر رئيس المجلس عبد الكريم حسين "ميدل إيست آي" بأن سكان القرية اكتشفوا أن مستوطنة ألون موريه ومصانعها تضخ كميات كبيرة من المواد العادمة إلى أراضيهم الزراعية، وهي الأرض التي لا يسمح لهم بدخولها طوال السنة باستثناء موسم الزيتون.
ويقول المهندس الزراعي محمد مطاوع من لجنة اتحاد العمل الزراعي، إن المياه العادمة وغير المعالجة تترك آثارا واسعه على الأراضي التي تضخ إليها، فهي تدمر التربة وتركيبتها البيولوجية بشكل يؤدي إلى موت الأشجار وهي ظاهرة واسعة في الضفة الغربية.