اهتمت الصحافة العبرية، بتسليط الضوء على اتفاق
التطبيع المرتقب بين "
إسرائيل" والسودان، وصورت الأخير وكأنه "أجبر على عقد القران" من أجل إعلان التطبيع المرتقب.
سلط كاتب إسرائيلي، الضوء على المنافع التي
ستعود على "إسرائيل" من إقدام
السودان "الدولة العربية
الكلاسيكية" على إعلان التطبيع الكامل معها.
وأوضح أمنون لورد في مقاله بصحيفة
"إسرائيل اليوم"، أن "كل الإشارات التي تلوح بالأفق، تبين أن تطبيع
السودان سيحصل، وأنه في غضون بضعة أيام سيوقع الاتفاق بين إسرائيل وإحدى الدول
الأكبر والأهم في الشرق الأوسط، السودان".
ونبه إلى أن "السودان، كان من أفظع أعداء
إسرائيل"، معتبرا أن ما يجري "إنجاز قاده رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو، ورعاه على مدى السنين".
وقال: "هذا هو ثلاثي العقد؛ اثنان في
الخليج وواحد في أفريقيا، السودان هو دولة محيط عربية كلاسيكية، مثل العراق،
والتطبيع معها، ليس لأنه سيدفع إسرائيل إلى الأمام، بل سيجعل إسرائيل دولة أساسا في
الشرق الأوسط، وليس بالذات على خلفية المواجهة العربية الإيرانية، بل على خلفية
قدرات إسرائيل في المجال الاقتصادي، التكنولوجي والتنمية والزراعة ومصادر المياه".
وأشار الكاتب، إلى أنه "عندما تكون هناك ثورات
سياسية حقيقية، يبدو أنها تجري من خلف ستار غبار الديماغوجيا الإعلامية ودعاية
الشارع، محاولة متحققة لفرض تعتيم على معلومات هامة وتاريخية، ولكن هذا أفضل، ومع
الشد على الأسنان وفي ظل مواجهة كورونا والمعارضة المجنونة".
ورأى أن "السودان الذي يوشك على التطبيع
معنا، هو دولة ضخمة في مسيرة تغيير الهوية، وعليه يصبح دولة عربية أقل وأفريقية
أكثر"، لافتا أن "السودان لم يكن جاهزا للاتفاق مع إسرائيل بضغط أمريكي،
ووافقت واشنطن على نهجهم، وأوضحوا أنه سيتم إخراج السودان من قائمة دول الإرهاب، على
أن يتم التطبيع مع إسرائيل، في الوقت المناسب للخرطوم".
ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، وخلال عودته من زيارة سابقة لواشنطن مطلع 2020، "توقف لعقد لقاء مع
زعيم السودان عبد الفتاح البرهان في السودان".
لا يزال يوجد تخوف لسيناريو من جهة موريتانيا،
دولة الصحراء التي كانت لإسرائيل معها علاقات الى أن وقع فجأة انقلاب.
ومع كل ما أورده لورد، إلا أنه نوه إلى أن
"السودان لم يستقر بعد الانعطافة التي طرأت عليه قبل نحو تسع سنوات، ولكن
يحتمل أن إسرائيل بالذات ستصبح عامل استقرار في دورها كملكة المياه في الشرق
الأوسط".
وحذر بشدة من "تدخل إسرائيل في النزاع
المحتدم حول سد النهضة حيث يوجد السودان في الوسط بين إثيوبيا ومصر".
وفي رؤية إسرائيلية أخرى للتطبيع مع السودان،
قال الخبير في الشؤون العسكرية؛ الإسرائيلي ألون بن دافيد؛ في مقال بصحيفة
"معاريف" العبرية: "في الأيام القريبة القادمة سيحتفل هنا بتأطير
العلاقات مع العروس الأفريقية الجديدة".
وأضاف: "السودان، يبدو وكأنه أجبر على الدخول مع إسرائيل تحت مظلة عقد القران، ولكن بعد السودان تلوح قطر؛ كالاختراق
التالي لإسرائيل في المنطقة، وإذا ما تحقق، فإن هذا لن يكون أقل من ثورة".