طب وصحة

هكذا وصف أطباء بريطانيون فيروس كورونا: سيد الخداع

البروفيسور ماورو غياكا: كوفيد-19 يختلف عن أي مرض فيروسي شائع آخر- جيتي
البروفيسور ماورو غياكا: كوفيد-19 يختلف عن أي مرض فيروسي شائع آخر- جيتي

وصف أطباء بريطانيون فيروس كورونا المستجد بـ"سيد الخداع"، و"المراوغ" و"المذهل" وبأنه "تهديد فريد من نوعه".

"سيد الخداع"


وقال البروفيسور بول لينر من جامعة كامبريدج إنه "في المراحل المبكرة من الإصابة يكون الفيروس قادرا على خداع الجسم. إذ يمكن أن ينتشر في الرئتين والممرات الهوائية، ومع ذلك يعتقد جهاز المناعة لدينا أن كل شيء على ما يرام"، وفق تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

ويضيف البروفيسور: "هذا الفيروس مذهل، فهو يسمح لك بأن يكون لديك مصنع فيروسي في أنفك وتشعر بتحسن تام". ذلك أن خلايا أجسامنا تبدأ في إطلاق مواد كيميائية تسمى الإنترفيرون، والتي يعد اختطافها من قبل فيروس إشارة تحذير لبقية الجسم وجهاز المناعة.

ويقول البروفيسور لينر إن فيروس كورونا لديه "قدرة مذهلة" على إيقاف هذا التحذير الكيميائي، ويضيف: "إنه يفعل ذلك بشكل جيد لدرجة أنك لا تعرف حتى أنك مريض".

"عندما تنظر إلى الخلايا المصابة في المختبر لا يمكنك معرفة أنها مصابة، ومع ذلك تظهر الاختبارات أنها "تصرخ بالفيروس" وهذه مجرد واحدة من "بطاقات الجوكر" التي يمكن للفيروس أن يلعب بها"، يؤكد البروفيسور لينر.

"يضرب ويهرب"

تبدأ كمية الفيروس في أجسامنا في الوصول إلى الذروة في اليوم السابق لبدء المرض. لكن الأمر يستغرق أسبوعا على الأقل قبل أن يتطور كوفيد إلى النقطة التي يحتاج فيها الناس إلى العلاج في المستشفى.

ويقول البروفيسور لينر: "هذا تكتيك رائع حقا في التطور، فأنت لا تذهب إلى الفراش بل تخرج وتقضي وقتا طيبا".

لذلك فإن الفيروس مثل سائق خطير يفر من مكان الحادثة بعد ارتكابها، لقد انتقل الفيروس إلى الضحية التالية قبل فترة طويلة من تعافينا أو موتنا. وبعبارات صارخة فإن "الفيروس لا يهتم" إذا مت، وكما يقول البروفيسور لينر: "هذا فيروس يضرب ويهرب".

ويعكس ذلك تناقضا كبيرا مع فيروس سارس الأصلي الذي يرجع تاريخه لعام 2002، فأكثر وقت يكون فيه هذا الفيروس معديا هو الأيام التي تلي إصابة الناس بالمرض، لذلك كان من السهل عزلهم.


نوع جديد

هناك 4 أنواع من فيروسات كورونا تصيب البشر وتسبب أعراض نزلات البرد. وتقول البروفيسورة تريسي هاسيل من جامعة مانشستر: "هذا نوع جديد، لذلك لا نعتقد أن هناك الكثير من الحصانة المسبقة ضده".

وتضيف أن حداثة سارس-كوف-2، الاسم الرسمي لكوفيد 19، يمكن أن تمثل "صدمة كبيرة لجهاز المناعة لديك".

وهذا النقص في الحصانة المسبقة يمكن مقارنته عندما أخذ الأوروبيون معهم الجدري إلى العالم الجديد، مع ما أحدثه ذلك من عواقب مميتة.

ويعد بناء دفاع مناعي من نقطة الصفر مشكلة حقيقية لكبار السن لأن جهاز المناعة لديهم بطيء. ويتضمن تعلم محاربة عدوى جديدة الكثير من التجربة والخطأ من جهاز المناعة.

ولكن مع التقدم في السن ننتج مجموعة أقل تنوعا من الخلايا التائية، وهي مكون أساسي في الجهاز المناعي، لذلك يصعب العثور على تلك التي يمكنها الدفاع ضد فيروس كورونا.

يفعل أشياء غريبة وغير متوقعة

يبدأ كوفيد كمرض رئوي (مع أنه يحدث أشياء غريبة وغير عادية) ويمكن أن يؤثر على الجسم كله.

ويقول البروفيسور ماورو غياكا، من مستشفى كينغز كوليدج بالعاصمة البريطانية لندن، إن العديد من مظاهر مرض كوفيد "فريدة" بالنسبة للمرض، بل في الواقع إنه "يختلف عن أي مرض فيروسي شائع آخر".

ويقول إن الفيروس يفعل أكثر من مجرد قتل خلايا الرئة فهو يفسدها أيضا، فقد شوهدت الخلايا تندمج معا في خلايا ضخمة ومعطلة تسمى "سينثيا"، ويبدو أنها تبقى.

ويقول البروفيسور غياكا إنه يمكن أن يكون لديك "تجديد كامل" للرئتين بعد الإنفلونزا الحادة، لكن "ذلك لا يحدث" مع كوفيد.

وقال البروفيسور غياكا: "إنها عدوى غريبة نوعا ما".

ويحدث تجلط الدم أيضا بشكل غريب في كوفيد، مع قصص الأطباء غير القادرين على إدخال أنبوب في المريض لأن الدم المتجلط يمنع ذلك على الفور.

وتقول البروفيسورة بيفرلي هانت، من مستشفى كينغز كوليدج بلندن، إن المواد الكيميائية المتجلطة في الدم "أعلى بنسبة 200 في المئة و 300 في المئة و 400 في المئة" عن المعتاد لدى بعض مرضى كوفيد.

وأضافت: "بصراحة تامة، وطوال مسيرة مهنية طويلة للغاية لم أر أي مجموعة من المرضى بمثل هذا الدم اللزج".

 

وحتى أمس بلغ عدد حالات الإصابة بالفيروس حول العالم 42,651,598 إصابة، وبلغ عدد الوفيات 1,150,328 وفاة، وفق إحصاء جامعة جونز هوبكنز.

 

اقرأ أيضا: هذا المرض يضاعف خطر الموت بكورونا 10 مرات


 
التعليقات (0)