قال مستشرق
إسرائيلي إنه حتى تنصيب الرئيس
الأمريكي المنتخب جو
بايدن، فيجب على إسرائيل "ألا تتخذ إجراءات من شأنها
إثارة الغضب في الإدارة الديمقراطية الجديدة، ومن ناحية أخرى، يجدر الاستفادة من
الوقت المتبقي حتى تغيير الإدارة في تعزيز التحالفات الإقليمية القائمة".
وأضاف مردخاي كيدار في مقاله بصحيفة
مكور
ريشون، وترجمته "عربي21" أن "وصول بايدن إلى البيت الأبيض سيعين
على إسرائيل تعديل سياستها وفقًا لما ترغب إدارته في قبوله، ومن ضمن ذلك فرضية أن
تعلن إسرائيل الآن سيادتها على أجزاء من الضفة الغربية بموافقة الرئيس الخاسر
دونالد ترامب وسفيره في تل أبيب ديفيد فريدمان، أي في الفترة الانتقالية بين نهاية
ولاية ترامب وتنصيب بايدن".
وأشار كيدار، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية
بالجامعات الإسرائيلية، إلى أن "لدينا سابقة تاريخية في هذه الفترة الزمنية
الضيقة، فقبل أربع سنوات فقط، بين فوز ترامب في الانتخابات ودخوله البيت الأبيض،
أجرى باراك أوباما تصويتًا في مجلس الأمن، ولم يستخدم حق النقض، وصدر قرار رقم
2334 الذي ينص على أن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية غير شرعية".
وحذر من أن "تطبيق السيادة على الضفة الغربية
خلال الشهرين المقبلين دون تنسيق مع بايدن قد يزعج بشكل كبير مساعديه، لأنه قد
يضغط على الحزب الديمقراطي لاعتبار هذه الخطوة الإسرائيلية غير شرعية، وحتى فرض
عقوبات على إسرائيل بعد تطبيقها، لاسيما مع وجود أعضاء كونغرس ديمقراطيين مثل
رشيدة طالب وإلهان عمر وبيرني ساندرز، رغم أن الحزب الديمقراطي اليوم ليس كما
تعرفه إسرائيل قبل ثماني سنوات".
وأكد أن "الحزب الديمقراطي خضع لعملية
تطرف اشتدت على مدى السنوات الأربع الماضية ردًا على دخول ترامب البيت الأبيض،
والسياسات الداخلية والخارجية التي انتهجها، كما أن المواقف الداعمة للفلسطينيين
على حساب إسرائيل تفاقمت، وزادت قبضتها على دوائر الحزب الديمقراطي، وهناك حديث
بالفعل عن إعادة فتح مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ونقل أنشطة
السفارة الأمريكية من القدس إلى تل أبيب".
وأكد أن "المشكلة الأكثر صعوبة بتطبيق
السيادة مع الإمارات والبحرين والسودان، وضمنيًا مع السعودية التي ستشهد تطبيق
السيادة، فمنذ تطبيعهم مع إسرائيل، كان هناك اتفاق على تأجيل تطبيق السيادة لفترة
مهمة، عندما كان واضحًا للجميع أن الولايات المتحدة تستعد للانتخابات الرئاسية،
وسط توقع أن ترامب لن يستمر في منصبه، وسيشعر أعضاء الإدارة الجدد بالخداع، وهذا
الشعور سيعمل ضد المصلحة الإسرائيلية".
واقترح أن "تقوم إسرائيل في هذه الأيام
بإجراء اتصالات فورية مع قادة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان
والسعودية ومصر، بهدف إنشاء "تحالف بني أبراهام" لتقديم جبهة موحدة
للإدارة الأمريكية بمطالب قصوى واضحة من إيران: لا تستسلموا لإيران في الشأن
النووي، وتشمل عدم رفع العقوبات عنها، وعدم السماح لها بالتدخل بشؤون الدول الأخرى".
وأكد أنه "في مثل هذا التحالف، قد تعطي
هذه الدول لإسرائيل الضوء الأخضر، أو الاتفاق الضمني لتطبيق سيادتها على الضفة
الغربية، ولا يجب عليها المضي في الأمر دون تنسيق مسبق معهم، ففي الشهرين
المقبلين، يمكن لإسرائيل أن تمضي قدما في حل
السلطة الفلسطينية، قبل أن تصبح تحت
رحمة إدارة بايدن دولة فاشلة وفاسدة مبنية على كراهية إسرائيل، ولذلك يجب عليها
تبني خطة لإنشاء سبع إمارات على أنقاض السلطة بمدن الضفة الغربية وهي: جنين ونابلس
وطولكرم وقلقيلية ورام الله وأريحا".
وأوضح أن "تعامل إسرائيل مع الأمريكيين،
بجانب خمس دول عربية، سيعزز بشكل كبير موقفها جميعاً، ولذلك فإنه يجب على إسرائيل
وحلفائها التفكير والعمل، والتأكيد على أن تحالف هذه الدول قد يكون مفيدًا ليس فقط
في القضية الإيرانية مع الولايات المتحدة، بل قضية أخرى يمكن للحلف أن تساعد في
حلها، وهي الصراع بين مصر وإثيوبيا حول توزيع مياه النيل، بعد أن أقامت إثيوبيا
سدًا على النيل الأزرق يهدد مصر بشكل كبير".
وأشار إلى أنه "إذا ظهر هذا التحالف على مسرح
الشرق الأوسط كهيئة فاعلة، فمن المحتمل أن تطمح دول عربية وإسلامية أخرى للانضمام
إليه، والبلدان المحتملة هي العراق وتونس والمغرب وعمان والكويت وموريتانيا وتشاد
والنيجر، ومع توسع هذا التحالف، سيزداد ثقله في نظر إدارة بايدن، وسيكون
المستفيدون جميع الدول الأعضاء فيه، سواء من حيث تعاونهم أو قدرتهم على الظهور
كهيئة موحدة أمام الإدارة الأمريكية".